تحركات برلمانية لتعديل مشروع قانون «الإيجار القديم»

رمزي يعتزم إدخال تعديل يلغي تشكيل لجان المحافظات. عبد الناصر يقترح إلغاء الفترة الانتقالية. سعيد يدعو إلى وضع مواصفات لفئات السكن ورفع متوسط تكلفة السكن إلى 500 جنيه.
أعلن أعضاء مجلس النواب عن عزمهم اقتراح تعديلات على مشروع قانون الإيجار القديم، المقرر مناقشته في الجلسة العامة للمجلس الأحد المقبل. وأوضحوا أن التعديلات تتعلق بتعديل النظام الانتقالي لإخلاءات عقود الإيجار، ووضع شروط لتوفير الحكومة مساكن بديلة، وإلغاء تشكيل لجان المحافظات، لما لذلك من أثر على تطبيق القانون.
أعلن إيهاب رمزي، عضو لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، عن نيته إدخال عدة تعديلات على مشروع القانون خلال الجلسة العامة. وقال: “التعديل الأول يتعلق بتعديل صياغة المادة التي تُلزم الحكومة بتوفير سكن بديل للمستأجرين الذين لا يجدون سكنًا بعد انقضاء مدة السبع سنوات”.
صرح رمزي لصحيفة الشروق أن فترة الانتقال الممتدة لسبع سنوات مناسبة للمستأجرين الذين يمكنهم الحصول على سكن بعد انتهاء المدة، سواءً بالاستئجار أو التملك. إلا أن هناك فئات مثل الأرامل والمطلقات والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة والمتقاعدين، جميعهم بحاجة إلى دعم حكومي. وقال: “هذه الفئات تفتقر إلى الإمكانيات المالية اللازمة للحصول على سكن جديد، لذا من الضروري استثناءها”.
وأشار إلى أن التعديل الثاني ينص على أن المالك يجب أن يمنح 25% من قيمة الشقة للمستأجر القادر على السداد والذي يرغب في إخلاء الشقة خلال السنة الأولى أو الثانية ولا يريد الانتظار حتى نهاية فترة السنوات السبع.
وأضاف: “سنتقدم أيضًا بتعديل لإلغاء البند المتعلق بتشكيل لجان في المحافظات لحصر الوحدات الإيجارية، لأن قرارات هذه اللجان بتحديد القيم الإيجارية وفقًا لتصنيف المناطق والوحدات قابلة للطعن من قبل الطرفين، سواءً الملاك أو المستأجرين، باعتبارها قرارات إدارية، وبالتالي تعيق تطبيق القانون”.
وأشار إلى أن التعديل المقترح ينص على تحديد القيمة الإيجارية للوحدات بناءً على مدد توقيع العقود، مضيفاً: «بالنسبة للعقود الموقعة قبل عام 1965، تزيد القيمة الإيجارية 20 مرة، بينما تكون النسبة 15 مرة للعقود الموقعة بين عامي 1965 و1980، و10 مرات للعقود الموقعة بين عامي 1980 و1990، و5 مرات للعقود الموقعة بين عامي 1990 و1996».
يرى رمزي أن التقييم القائم على تقسيم المناطق إلى ثلاث فئات: ممتازة، ومتوسطة، واقتصادية، غير مناسب. ويضيف: “بما أن المناطق الممتازة تشمل المناطق الشعبية، والمتوسطة، والاقتصادية، والمناطق الشعبية تشمل المواقع الممتازة، فإن هذا تعريف غير دقيق وظالم لبعض الملاك والمستأجرين”.
وافقت مها عبد الناصر، نائبة رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وعضوة كتلته البرلمانية، على ضرورة تعديل البند الذي يُلزم الحكومة بتوفير مساكن بديلة. وقالت: “يحتوي مشروع القانون على إشكالية رئيسية، وهي البند الذي يُلزم بإخلاء العقارات المؤجرة خلال سبع سنوات. يجب استثناء من بلغوا سن التقاعد على الأقل، فهم في أمسّ الحاجة إلى الدعم”.
وأضافت عبد الناصر لـ«الشروق» أنها ستتقدم بتعديل لإلغاء هذا البند نهائياً، مشيرة إلى أنه لا داعي لتحديد موعد للإخلاء طالما أن الحكومة تريد زيادة الإيجار.
وتابعت: “ما دام هناك ميراث للجيل الأول فقط والحكومة تريد زيادة القيمة، فإن إخلاء الشقق هو الطريق الخطأ”. أكدت إيرين سعيد، عضو الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح والتنمية، عزمها على تقديم تعديل لرفع الحد الأدنى لسعر السكن المتوسط إلى 500 جنيه مصري. وأضافت: “حاليًا، يبلغ الحد الأدنى لسعر السكن الممتاز 1000 جنيه مصري، وللسكن المتوسط 400 جنيه مصري، وللسكن الاقتصادي 250 جنيه مصري. لذا، يجب رفع الحد الأدنى لسعر السكن المتوسط لضمان تطبيق متناسب ومتوازن”.
وأضاف سعيد لصحيفة الشروق أن هناك حاجة إلى تحديد متطلبات واضحة لتوضيح مواصفات كل فئة سكنية، إذ إن مصطلحات “المناطق الممتازة” و”المتوسطة” و”المعقولة” غامضة. كما أن بعض المناطق الممتازة تشمل وحدات سكنية بأسعار معقولة، والعكس صحيح.
وأضافت: “يجب تحديد آليات عمل اللجان المقترحة في المحافظات بوضوح لتجنب أي تعارض مع السلطات المحلية. وكانت السلطات المحلية أحد أسباب فشل قانون التحكيم في مخالفات البناء. لذا، يجب أن يكون هناك نص واضح بشأن تشكيلها ومسؤوليتها عن القرارات التي تتخذها بشأن تحديد قيم الإيجار”.
وافقت اللجنة البرلمانية المشتركة للجنة الإسكان والحكم المحلي والشؤون الدستورية مؤخراً على مشروع قانون قدمته الحكومة بشأن بعض الأحكام المتعلقة بقوانين الإيجار القديمة.