روسيا تحذّر من تمدد التنظيمات الإرهابية في آسيا الوسطى

منذ 4 ساعات
روسيا تحذّر من تمدد التنظيمات الإرهابية في آسيا الوسطى

أعرب نائب أمين عام مجلس الأمن الروسي، يوري كوكوف، في مقابلة مع صحيفة “روسيسكايا غازيتا”، عن قلق موسكو البالغ إزاء أنشطة أنصار تنظيم داعش المحظور في روسيا في أفغانستان، والذين يسعون إلى نشر الإرهاب في دول آسيا الوسطى ومن هناك إلى روسيا.

صرح كوكوف بأنه على الرغم من توقف العمليات العسكرية الرئيسية، لا تزال أفغانستان غير مستقرة، مما يشكل تهديدًا لأمن الدول المجاورة. وأضاف: “يخطط تنظيم داعش، المحظور في روسيا، لتوسيع أنشطته الإرهابية إلى آسيا الوسطى، ومنها إلى روسيا”.

وأكد أن التهديد الذي تشكله الجماعات المتطرفة التي تسعى لتوسيع نفوذها في دول مثل طاجيكستان وأوزبكستان يزداد خطورة. وأشار إلى أن “الروابط العائلية والتجارية بين مواطني هذه الدول وأفراد دول رابطة الدول المستقلة، بما فيها روسيا، بالإضافة إلى تسهيل هجرة العمالة داخل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، تزيد من خطر توسع نفوذ هذه الجماعات في دول ما بعد الاتحاد السوفيتي”.

وأضاف كوكوف أن أفريقيا أصبحت مركزًا رئيسيًا للنشاط الإرهابي العالمي في السنوات الأخيرة، حيث يتدفق إليها متطرفون من الشرق الأوسط وجنوب آسيا بعد فشلهم في ترسيخ وجودهم فيها. وأشار إلى أن “الجماعات التابعة لتنظيمي داعش والقاعدة (كلاهما محظور في روسيا) عززت وجودها بشكل كبير في أفريقيا. وتشهد منطقة الساحل وحدها أكثر من نصف وفيات الإرهاب في العالم”.

وذكر أن القارة شهدت أكثر من 3500 هجوم إرهابي في عام 2024، أسفرت عن مقتل أكثر من 14 ألف شخص، معظمهم من المدنيين. وأكد أن “المنظمات الإرهابية في أفريقيا تمارس أنشطة إجرامية متنوعة، كالخطف، واستغلال الموارد الطبيعية، والاتجار بالأسلحة والمخدرات، وتعدين الذهب غير المشروع. وتُستخدم هذه الإيرادات السنوية، التي تبلغ مئات الملايين من الدولارات، لتجنيد المقاتلين ودعم أنشطتهم”.

حذّر نائب الأمين العام لمجلس الأمن الروسي من أن بعض الجماعات المسلحة تُحوّل نفسها إلى كياناتٍ تُشبه الدولة بحكم الأمر الواقع، وتُسيطر على مساحاتٍ شاسعة، وتُطبّق قوانينها الخاصة، وتُحصّل الضرائب من السكان في خوفٍ ورعب. وأعرب عن قلقه من أن بعض الأطراف الدولية بدأت تعترف بهذه الكيانات كسلطاتٍ شرعية.

وأشار إلى الترابط المتزايد بين الجماعات الإرهابية في أفريقيا، مؤكدا أنها “لم تعد تعمل في عزلة، بل تتبادل المقاتلين والمعلومات وقنوات التمويل والخبرة العسكرية”.


شارك