اليد الطويلة لواشنطن.. كيف تضرب قاذفة بي-2 أي هدف في العالم؟

قد يلفت اسم “الشبح” الانتباه ويُثير الإعجاب تجاه طائرة بي-2، لكن إلقاء نظرة على بعض ميزاتها الفريدة يُثير الدهشة أكثر. لقد أسرت القاذفات التي نفذت تدخلاً أمريكياً بارزاً في إيران العالم قبل أيام قليلة.
عبرت سبع طائرات من طراز بي-2 سبيريت المحيطات والبحار، عابرةً ثلاث قارات، ونفذت عملية “مطرقة منتصف الليل”. كانت مُحمّلة بـ 14 قنبلة من طراز جي بي يو-57، مملوكة حصريًا للولايات المتحدة. استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية، ثم عادت سالمةً إلى قواعدها.
وقال الجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة، في وصفه للهجوم: “كان هذا أكبر هجوم عملياتي لطائرة بي-2 في تاريخ الولايات المتحدة وثاني أطول مهمة لطائرة بي-2 على الإطلاق”.
في السابق، قامت الطائرة B-2 بواحدة من أطول مهامها حتى الآن من قاعدة وايتمان الجوية في ولاية ميسوري إلى أفغانستان والعودة.
ميزة التخفي وحمل قنابل أثقل
تتمتع الطائرة بالقدرة على حمل أثقل القنابل الأمريكية، بما في ذلك قنبلة GBU-57 الخارقة للتحصينات.
وهو رأس حربي يزن 13607 كيلوغراماً، ويمكنه اختراق الأرض لمسافة 61 متراً قبل أن ينفجر.
تُعد القاذفة “بي-2” واحدة من أحدث الأسلحة الإستراتيجية التي تمتلكها الولايات المتحدة.
وتتميز بشكل عام بقدرتها على اختراق أنظمة الدفاع الجوي المتطورة وشن هجمات دقيقة على أهداف محصنة مثل شبكة الأنفاق الخاصة بمرافق الأبحاث النووية الإيرانية.
يمكنها حمل الذخائر التقليدية والنووية.
تتمتع هذه الطائرات بالقدرة على الاختفاء من رادارات الدفاع الجوي واختراق حتى أحدث أنظمة الدفاع.
وتتضمن تقنية التخفي في الطائرة مواد تمتص أشعة الرادار وخصائص تصميمية تقلل من اكتشافها بواسطة أنظمة الدفاع الجوي للعدو.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن الطائرة تشبه طائرا صغيرا على الرادار وبالتالي فهي غير مرئية تقريبا لمعدات الرادار التقليدية.
وفيما يلي بعض الأرقام التي تصف الطائرة وقدراتها:
طاقم صغير وعضو في الثالوث النووي الأمريكي
يتكون طاقم الطائرة من طيارين اثنين فقط، طيار في المقعد الأيسر وقائد المهمة في المقعد الأيمن.
تحتوي القاذفة على أربعة محركات من شركة جنرال إلكتريك.
يبلغ طول الطائرة 20.9 متراً (69 قدماً) وارتفاعها 5.1 متراً (17 قدماً).
تُعد الطائرة B-2 عنصرًا أساسيًا في الثالوث النووي الأمريكي، ويمكنها إطلاق الأسلحة النووية الاستراتيجية بدقة وسرية.
وتستطيع الطائرة حمل ما يصل إلى 16 قنبلة نووية من طراز B-83.
يتضمن الثالوث النووي قدرة كل دولة على تنفيذ ضربات نووية في ثلاث مناطق: على الأرض، وفي الجو، وفي البحر.
لدى أسطول القوات الجوية الأمريكية 19 طائرة من طراز B-2.
أنتجت الولايات المتحدة 21 طائرة على مدار تاريخها، ولكن واحدة منها دمرت في حادث تحطم في قاعدة أندرسن الجوية في غوام في عام 2008 بعد وقت قصير من إقلاعها.
وتم إخراج آخر من الخدمة بعد حادث في عام 2022.
أرقام مثيرة للاهتمام
يمكن للقاذف أن يضرب أهدافًا متعددة في وقت واحد بدقة عالية.
تعمل الأسلحة المشتركة على توسيع النطاق التشغيلي للطائرة مع الحفاظ على خصائص التخفي أثناء الاقتراب.
يتيح صاروخ المواجهة المشتركة جو – أرض (JASSM) توجيه ضربات دقيقة على مسافات طويلة بفضل خصائصه الخفية.
يوفر صاروخ المواجهة المشترك جو – أرض المحسن (JASSM-ER) قدرات هجومية ضد أهداف تبعد أكثر من 925 كيلومترًا عن مسار رحلة الطائرة.
وفقًا للموسوعة البريطانية، تبلغ السرعة القصوى للطائرة 628 ميلًا في الساعة (1010 كم/ساعة).
وتقول القوات المسلحة الأميركية إن السرعة “دون سرعة الصوت إلى حد كبير”.
تم الكشف عن أول طائرة B-2 علنًا في نوفمبر 1988 وتم تصنيعها بواسطة شركة نورثروب جرومان.
تمت الرحلة الأولى في 17 يوليو 1989.
وجهات حول العالم
وبحسب المجلات العسكرية، فإن الطائرة قادرة على الطيران لمسافة 6 آلاف ميل بحري (9600 كيلومتر) دون الحاجة للتزود بالوقود.
وبفضل التزود بالوقود جواً، تستطيع القاذفة الوصول إلى أي هدف تقريباً في جميع أنحاء العالم، كما أظهرت المهام من ميسوري إلى أفغانستان وليبيا، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز للأنباء.
وبحسب القوات الجوية الأميركية، كانت هذه الطائرات مسؤولة عن تدمير 33% من الأهداف الصربية خلال التدخل العسكري في كوسوفو عام 1999.
خلال الحرب الأميركية ضد العراق عام 2003، نفذ الصاروخ 22 طلعة جوية من موقع تشغيل أمامي و27 طلعة جوية من قاعدة وايتمان الجوية، وأسقط أكثر من 1.5 مليون رطل من الذخائر، بحسب الجيش.
وتستطيع القاذفة أن تطير على ارتفاع 15240 مترا (50 ألف قدم).
الحد الأقصى لوزن إقلاع الطائرة هو 152,634 كجم (336,500 رطل)، بما في ذلك وزن الطائرة 72,575 كجم (160,000 رطل).
وتبلغ تكلفة الطائرة نحو 2.1 مليار دولار، ما يجعلها، بحسب المعلومات المتاحة، أغلى طائرة عسكرية على الإطلاق.