37 ساعة في الجو.. كيف عاش طيارو قاذفات “الشبح” الغارة على منشآت إيران النووية؟

منذ 6 ساعات
37 ساعة في الجو.. كيف عاش طيارو قاذفات “الشبح” الغارة على منشآت إيران النووية؟

في واحدة من أطول المهمات الجوية في التاريخ العسكري الحديث، حلقت قاذفات بي-2 الأمريكية لمدة 37 ساعة متواصلة في 21 يونيو/حزيران لمهاجمة ثلاث منشآت نووية إيرانية. وكان ذلك جزءًا من تصعيد غير مسبوق للتوترات بين واشنطن وطهران بسبب الحرب بين إسرائيل وإيران.

وفقًا لشبكة CNN، شملت المهمة ذهابًا وإيابًا دون توقف سبع قاذفات شبح من طراز B-2، كل منها على متنها طياران. استهدفت هذه القاذفات منشآت نووية في فوردو وأصفهان ونطنز، وهي منشآت شديدة التحصين تقع في عمق الأراضي الإيرانية.

كيف نجا الطيارون؟

للإجابة على هذا السؤال، استذكر العقيد المتقاعد ميلفين جيه ديل، وهو طيار سابق لقاذفات بي-2 قام برحلة لمدة 44 ساعة في أفغانستان عام 2001، تجربته، وأوضح أن التدريب على المحاكاة بعيدة المدى في قاعدة وايتمان الجوية في ميسوري ساعد الطيارين على تنظيم نومهم وتقليل التوتر العقلي، على الرغم من أن التدريب لم يستمر عادة أكثر من 24 ساعة.

صورة. ١

أوضح ديل أن الطاقم يُعطى حبوبًا منومة قبل أيام من المهمة لضمان حصولهم على قسط كافٍ من الراحة. يجب عليهم البقاء جالسين خلال اللحظات الحرجة، مثل الإقلاع والتزود بالوقود والقصف والهبوط. وخلال الساعات الطويلة، تناوب الطياران على النوم في سرير صغير خلف قمرة القيادة.

حبوب النوم ومرحاض مكشوف

من أكثر التفاصيل إثارة للاهتمام أن الطيارين تلقوا أقراص أمفيتامين تحت إشراف طبي لتحفيز الجهاز العصبي المركزي والحفاظ على اليقظة. مع ذلك، أشار إلى أن هذه الممارسة ربما تكون قد تغيرت في السنوات الأخيرة.

وفيما يتعلق بظروف المعيشة على متن الطائرة، قال ديل إنه على الرغم من تكلفتها التي تتراوح بين 737 مليون دولار و929 مليون دولار للطائرة الواحدة، فإن طائرة “بي-2” لديها مرحاض كيميائي بدائي لا يوفر حتى أبسط أشكال الخصوصية، وأن الطيارين لا يضطرون إلى الاعتماد عليه إلا في “حالات الطوارئ القصوى” لأنه لا يوجد حاجز بين المرحاض والمقاعد.

صورة.  ٢

وأضاف أنه على الرغم من أن الطيارين كانوا يحملون بعض الوجبات الجاهزة، إلا أنهم في كثير من الأحيان لم يشعروا بالجوع بسبب قلة التمارين الرياضية.

الهجوم الأمريكي والرد الإيراني

استهدفت الهجمات الأمريكية منشآت نووية إيرانية رئيسية، وخاصةً فوردو، أحد أكثر المواقع تحصينًا في البرنامج النووي الإيراني، بالإضافة إلى نطنز وأصفهان. ردّت طهران بعد يومين، في 23 يونيو/حزيران، بإطلاق 14 صاروخًا على قواعد أمريكية في قطر والعراق. مع ذلك، لم تُبلغ عن أي إصابات.

تأتي هذه التطورات في أعقاب الهجمات الإسرائيلية المفاجئة على أهداف عسكرية ونووية في إيران في 13 يونيو/حزيران، بما في ذلك العاصمة طهران. وقد أسفرت هذه الهجمات عن اغتيال 14 عالمًا نوويًا وعدد من القادة العسكريين.

وردت إيران بإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على المدن الإسرائيلية مثل تل أبيب وحيفا وبئر السبع، مما أدى إلى انزلاق المنطقة إلى دوامة من التصعيد الحاد الذي لعبت فيه قاذفات بي-2 دورا بارزا.

إعلان وقف إطلاق النار

جاء ذلك قبل أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صباح الثلاثاء، وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بعد أن قصفت إيران القاعدة العسكرية الأمريكية في العديد في قطر ردا على الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية.


شارك