عصام شرف: النقل من الركائز الأساسية للبنية التحتية لأي دولة حديثة

مهما كانت البنية التحتية قوية، فإنها لا تستطيع الصمود أمام السلوك البشري اللاواعي.
نظمت لجنة النقل والمرور بنقابة المهندسين، برئاسة الدكتور المهندس أيمن الضبع، ندوة علمية بعنوان “مقارنة بين صيانة الطرق والصيانة البلدية”. شارك في الندوة المهندس طارق النبراوي، والمهندس هشام سعودي، نائب رئيس النقابة، والمهندس محمود عرفات، الأمين العام، والمهندس كريم الكسار، نائب الأمين العام.
وألقى الكلمة الرئيسية رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عصام شرف.
في عرضه التقديمي، تناول الدكتور عصام شرف مفهوم صيانة الطرق كتعبير عن قيم مجتمعية راسخة. وأوضح أن الطرق ليست مجرد وسيلة نقل، بل هي شريان حياة يعكس حالة المجتمع، ويدل على التزامه بالقواعد والحوكمة والسلامة والاحترام المتبادل.
وأضاف أن الطرق تحتاج إلى صيانة دورية لضمان أدائها وتقليل المخاطر، فيما تحتاج المجتمعات إلى مراجعة قيمها وسلوكياتها وآليات التواصل لديها بشكل مستمر.
وأشار إلى أن إهمال صيانة الطرق لا يؤدي فقط إلى وقوع حوادث وإتلاف الممتلكات، بل يُضعف ثقة المواطنين بالمؤسسات. كما أن إهمال النسيج الاجتماعي يُؤدي إلى فقدان الثقة، وغياب العدالة، وتفاقم الأزمات.
وأكد شرف أيضًا أن المهندسين باعتبارهم مقدمي الحلول اليوم بحاجة إلى توسيع رؤيتهم لتشمل البعد الاجتماعي والإنساني في مشاريعهم.
قال رئيس الوزراء السابق: “لا يمكن فصل نقاش “صيانة الطرق” عن “صيانة المجتمع”. فمهما بلغت قوة البنية التحتية، فإنها لا تصمد أمام السلوك البشري اللاواعي، ومهما بلغت قوة المجتمع، فإنه سيتآكل إذا لم يُراجع نفسه ويعالج عيوبه الداخلية”.
أكد أن رصف الطرق ليس مجرد طبقة إسفلتية، بل هو لبنة أساسية في بناء الطريق، الذي بدوره يُشكل مكونًا أساسيًا في منظومة النقل الوطنية. وأوضح أن النقل يُعد أحد ركائز البنية التحتية لأي دولة حديثة، ويمثل شريانًا اقتصاديًا واجتماعيًا حيويًا يتأثر بشكل مباشر بجودة طرقها وتماسكها. كلما زاد اختلال مكونات البنية التحتية، زاد التدهور، وبالتالي ارتفعت تكلفة الصيانة والإصلاح. وأشار إلى أن إهمال التدخلات أو تأخيرها يؤدي إلى مزيد من التدهور، وأن استمرار الوضع الراهن يُصبح عبئًا ماليًا وعمليًا متزايدًا.
وأشار إلى أن التدخلات ليست مجرد خيار، بل هي ضرورة ملحة عندما تتجاوز تكاليف الحفاظ على الوضع الراهن تكاليف التغيير. ودعا إلى اعتبار تمهيد الطرق سبيلاً لفهم أفضل لكفاءة البنية التحتية ككل. وأوضح أن الرؤية المتكاملة للطرق والنقل والبنية التحتية من شأنها أن تُحسّن جودة الخدمات العامة ورضا المواطنين بشكل ملحوظ.
من جانبه أشاد المهندس طارق النبراوي رئيس نقابة المهندسين بالجهود المتميزة للجنة النقل والمواصلات، مشيداً بتنوع المواضيع المطروحة والدعوة المستمرة لعلماء ومهندسين بارزين يساهمون في إثراء المعرفة والخبرة لدى المهندسين الشباب بشكل خاص.