سفارة اليمن في مصر تعقد ندوة حول تطورات الأوضاع الإقليمية وانعكاساتها على البلدين

منذ 5 ساعات
سفارة اليمن في مصر تعقد ندوة حول تطورات الأوضاع الإقليمية وانعكاساتها على البلدين

نظمت السفارة اليمنية بالقاهرة بالتعاون مع مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية ندوة حوارية بعنوان “الأوضاع الإقليمية وانعكاساتها على مصر واليمن” بمقر السفارة مساء اليوم الاثنين.

وحضر الندوة السفير اليمني خالد محفوظ بحاح، والسفير علي صالح موسى القائم بأعمال البعثة اليمنية لدى جامعة الدول العربية، والسفير الجزائري محمد سفيان براح، والصحفي عماد الدين حسين عضو مجلس الشيوخ رئيس تحرير صحيفة الشروق، ومحمد سعد عبد الحفيظ رئيس تحرير الشروق، والإعلامي بليغ المخلافي، إلى جانب عدد كبير من السياسيين والدبلوماسيين والإعلاميين المصريين والعرب.

في بداية الندوة، أكد السفير خالد محفوظ بحاح في كلمته الافتتاحية أن هذه الندوة تُمثل استمرارًا لمشروع الدبلوماسية العامة الهادف إلى تعزيز الحوار الاستراتيجي بين البعثات الدبلوماسية ومراكز الفكر وجميع المهتمين بالشأن العام في المنطقة. وأشار إلى تعقيد الوضع الوطني والإقليمي الناجم عن التطورات المتسارعة في المنطقة، مما يتطلب خلق مساحة للنقاش العام وعرض الرؤى والتوجهات السياسية لمعالجة هذه التحديات.

وأضاف: “شاهدنا ذلك بعد أحداث السابع من أكتوبر، حين دخلت ميليشيات الحوثي منطقة التصعيد، وما نتج عنها من أضرار مباشرة على الاقتصاد العالمي عموماً، وعلى مصر واليمن خصوصاً”. مشيراً إلى أن مصر خسرت أكثر من سبعة مليارات دولار من إيرادات قناة السويس جراء الاعتداءات الأمريكية والإسرائيلية، بينما خسر اليمن ما تبقى من بنيته التحتية.

** تأثير مصر العربي ودورها التاريخي

وأكد بحاح أن الأحداث الجارية أظهرت ضرورة التحالفات الاستراتيجية لمواجهة التهديدات التي تواجه المنطقة وأمنها الإقليمي، مسلطاً الضوء على نفوذ مصر العربي ودورها التاريخي كلاعب رئيسي.

**احتمال إغلاق مضيق هرمز

علق ماجد المذحجي، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في صنعاء، على موافقة البرلمان الإيراني على إغلاق مضيق هرمز، واصفاً إياه بأنه أسوأ سيناريو في المنطقة، خاصة إذا أغلق الحوثيون مضيق باب المندب، وبالتالي قناة السويس.

شرح المذحجي مراحل تطور سيطرة الحوثيين على البحر الأحمر، وكيف يُمثل ذلك نقطة تحول في أمن البحر الأحمر والمنطقة بأسرها، لا سيما في ظل تعاون الجماعة مع جماعات غير حكومية في القرن الأفريقي وشرق أفريقيا، مثل حركة الشباب في الصومال والجماعات الإرهابية في شرق ووسط أفريقيا. كما أشار إلى أن المسار المستقبلي سيعتمد على استجابة طهران لمطالب واشنطن. وإذا أدى ذلك إلى تصعيد العمليات العسكرية، فسيكون البحر الأحمر مسرحًا لعملياتها.

تحدث الدكتور خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية عن التطورات الإقليمية في ظل الصراع المباشر بين إسرائيل وإيران، مؤكداً على الموقف العربي من هذا الصراع والذي ينطلق من توجه عقلاني ويفترض أن المنطقة لا تحتمل المزيد من الصراع.

وأشار إلى أن أحداث 13 يونيو/حزيران ساهمت في توحيد النظرة العربية للمخاطر المستقبلية الناجمة عن تصعيد الصراع.

وفيما يتعلق بموقف الدولة المصرية من هذه التطورات، أشار عكاشة إلى أن مصر تعتبر ما يحدث في الأراضي الفلسطينية شأنًا مصريًا بحتًا. ويعتقد أن التطورات الراهنة زادت من حدة القلق داخل الدولة المصرية. ويرى أن فقدان التوازن الإقليمي لا يخدم سوى أجندة دولة الاحتلال.

كما أكد عكاشة أن الجهود الدبلوماسية للدولة المصرية في الآونة الأخيرة كانت محاولةً لتجنب هذا الصراع وتهدئة الوضع في المنطقة من خلال منع تورط الجماعات شبه الحكومية في توسيع نطاق نفوذها. وتعتبر مصر هذا الأمر خطًا أحمر، حتى لو حدث تحت رايات قومية أو وطنية.

وأشار إلى أنه في حين أن حرب إسرائيل ضد إيران قد تنتهي قريبا، فإننا أمام معادلة جديدة في المنطقة تتطلب أجندة وإطارا مختلفين، وخطة تجسد مشروعا عربيا عقلانيا لمواجهة التحديات والتعامل الجاد مع المستقبل وتطوير وحدة تفرض على المجتمع الدولي رؤية عربية موحدة لمستقبل المنطقة.

أكد الكاتب والمتخصص في العلوم السياسية الصومالي الدكتور عبد الفتاح نور أحمد أن التهديد الذي تشكله حركة الشباب والحركات الإرهابية الأخرى في شرق ووسط أفريقيا لأمن البحر الأحمر والمنطقة الأوسع ساهم في الآونة الأخيرة في زعزعة استقرار المنطقة بشكل عام والبحر الأحمر بشكل خاص.

**استعادة الأمن في الصومال

وأشار إلى أن الصومال يعتمد اليوم على جهود كافة أشقائه العرب، وخاصة مصر، لاستعادة الأمن والاستقرار في هذا الجزء المهم من القرن الأفريقي، لما لذلك من انعكاسات مباشرة على أمن المنطقة.

أشار الدكتور حسن أبو طالب، مستشار مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إلى المساهمة المحتملة التي يمكن أن تقدمها جهات من خارج حلفاء إيران في تغيير موازين القوى في الصراع الإسرائيلي-الإيراني. جاء ذلك في أعقاب التدخلات الأمريكية المباشرة ضد المفاعلات النووية الإيرانية، والتي تُعدّ تعبيرًا مباشرًا عن التدخلات الأمريكية لإعادة تشكيل المنطقة بما يتماشى مع المشروع الإسرائيلي.

وتحدث أبو طالب عن تأثير التحالف الأميركي الإسرائيلي على قدرة وكلاء إيران على العمل ومساهمته في تعزيز موقف إيران الذي ضعف بسبب انهيار منظومة دفاعها الجوي وضعف موقف حلفاء إيران بشكل كبير.


شارك