جوزية يكشف السر وراء الرحيل والعودة للأهلي.. وحقيقة السحر الأسود في الملاعب الإفريقية

في حوار مفصل ومثير مع صحيفة «مايسفوتيبول» البرتغالية، روى المدرب الأسطوري مانويل جوزيه تفاصيل تجربته الاستثنائية مع النادي الأهلي، والتي وصفها بـ«المجنونة» من حيث حب الجماهير والتأثير الهائل لشعبيتها على حياته اليومية في القاهرة.
رغم أنه لم يُحدث ضجة كبيرة عند وصوله الأول إلى العاصمة المصرية، حيث لم يستقبل سوى اثنين من المسؤولين، إلا أن الوضع تغير تمامًا بعد الفوز التاريخي على الزمالك بنتيجة 6-1: “بعد ذلك، لم أعد أستطيع المشي في الشارع. القاهرة مدينة ضخمة يزيد عدد سكانها عن 20 مليون نسمة، معظمهم من مشجعي الأهلي. حتى مشجعو الزمالك أوقفوني وطلبوا مني التقاط الصور، رغم أنهم دعوني لتدريب فريقهم ثلاث مرات. احترامًا لخبرتي السابقة مع الأهلي، كنت أرفض دائمًا”.
فيما يتعلق بعلاقته المتوترة مع أحد المديرين الرياضيين خلال فترته الأولى، قال: “لقد تدخل في عملي. حاول أن يكون مدربًا، فاضطررتُ لطرده من قاعة التدريب. في النهاية، قلتُ للإدارة: إما هو أو أنا، وقررتُ الرحيل”.
عاد لاحقًا مدربًا لبيلينينسيش، لكن سرعان ما استدعاه الأهلي بسبب ضغط جماهيري كبير لتعويض تراجع الفريق في المسابقات القارية. يقول خوسيه: “تفاوضوا معي مجددًا ودفعوا الشرط الجزائي لبيلينينسيش. وللحفاظ على علاقة جيدة، دعوا الفريق البرتغالي إلى مباراة ودية في القاهرة، فاز بها الأهلي بسهولة رغم غياب ثمانية لاعبين من المنتخب الوطني”.
أصبحت شهرة مانويل خوسيه في القاهرة صراعًا يوميًا: “كنت أعيش مع زوجتي في فندق ماريوت، ولم يكن بإمكاني الخروج إلى الشارع. كان مجرد رؤيتي يجذب العشرات، وكانت صور السيلفي تؤدي إلى حوادث مرورية. كان الناس يتسلقون أسطح السيارات لالتقاط الصور، وكان المشي في المطاعم أو في الشارع أمرًا مستحيلًا”.
أصعب هذه المواقف حدثت لي أثناء زيارتي لطبيب العيون: “اضطر الطبيب لمرافقتي شخصيًا إلى العيادة في وسط القاهرة. مشينا، وظللتُ منحنيًا. فجأة، تجمع حشد من الناس، فتدخلت الشرطة وأغلقت الواجهة الزجاجية للعيادة. أخيرًا، قال لي صاحب العيادة: “سيد خوسيه، لا تعد. سنرسل نظارتك إلى الفندق”.”
عن تجاربه في دوري أبطال أفريقيا، روى خوسيه مصاعب جمة: “رحلات شاقة دون رحلات مباشرة، تستغرق أحيانًا 24 ساعة. في بعض البلدان، واجهنا أيضًا السحر الأسود، والسحرة، والأقنعة، والطقوس الغريبة على أرض الملعب”.
كانت زيمبابوي أسوأ وجهة: “في ذلك الوقت، كانت دولة فقيرة وغير مستقرة. كانت المباريات في السودان تُقام في درجات حرارة تزيد عن 40 درجة مئوية. لكن الأسوأ كان في السعودية مع نادي الاتحاد: خمسة أشهر بدون راتب! لهذا السبب كنت أصر دائمًا على استلام 50% من راتبي قبل بدء أي عقد.”