وزير الصحة: مبادرة حياة كريمة أحد أهم أركان برنامج عمل الحكومة

شارك الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، في مؤتمر “السكن اللائق” للإعلان عن إطلاق مبادرة “المسؤولية المجتمعية والسكن اللائق” برعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وبالتعاون مع مؤسسات مصر الخير والأورمان وحياة كريمة. وشارك في المؤتمر عدد من الوزراء والمحافظين والقيادات التنفيذية من البنوك والشركات وقطاع المسؤولية الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني.
أكد عبد الغفار أن مبادرة “حياة كريمة”، التي أُطلقت بتوجيهات من رئيس الجمهورية وبدعم من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تُعدّ مشروع القرن للدولة المصرية، إذ تهدف إلى تطوير شامل ومستدام لجميع مرافق البنية التحتية والخدمات الاجتماعية والعناصر الداعمة للتنمية الاقتصادية في نحو 4500 قرية مصرية، يقطنها نحو 58 مليون مصري.
جاء ذلك خلال كلمة الدكتور خالد عبد الغفار في مؤتمر السكن اللائق، التي ألقاها نيابةً عن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي. وأكد عبد الغفار أنه رغم ما شهدته السنوات الأربع الماضية من أحداث عالمية، من أوبئة وحروب، إلا أن الدولة ملتزمة باستكمال جميع مشاريع المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية، والتي شملت أكثر من 27 ألف قرية. وأوضح أنه تم الانتهاء من تخطيط المرحلة الثانية، التي تشمل 1667 قرية، وستبدأ في العام المالي 2025/2026.
وأوضح أن الدولة شكّلت ركيزةً أساسيةً في خطة عمل الحكومة منذ عام ٢٠١٩، لما لها من أهمية في مبادرة “حياة كريمة”. ويتجلى ذلك أيضًا في الميزانية المخصصة للمرحلة الأولى من هذا البرنامج الطموح، والتي تبلغ نحو ٣٦٠ مليار جنيه مصري.
أشار نائب رئيس الوزراء إلى أن الدولة، من خلال أجهزتها التنفيذية المختلفة، تُموّل وتُنفّذ وتُشغّل مشاريع البنية التحتية الكبرى والمرافق الاجتماعية اللازمة في القرى المتضررة. وتُنفّذ منظمات المجتمع المدني، بدعم من إدارة المسؤولية الاجتماعية، إجراءاتٍ لمساعدة الأسر الأكثر احتياجًا على الاستفادة من هذه الخدمات والمرافق. ومن أهم هذه الإجراءات مبادرة “السكن اللائق”.
في كلمتها، أكدت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، على التعاون الوثيق بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص. وقد أجرت مؤسسة مصر الخير وجمعية الأورمان، في إطار برامج المسؤولية الاجتماعية، تجارب ناجحة بالتعاون مع عدد من البنوك والشركات الخاصة لتوفير مسكن ملائم للأسر المحتاجة.
وأكدت أن توفير السكن اللائق ليس مجرد عملية بناء مادي، بل هو تنمية للأفراد واستثمار في مستقبل الوطن. وقد أثبتت التجربة أن توفير مساكن صحية وآمنة للأسر يؤثر بشكل مباشر على جودة حياتها وشعورها بالكرامة الإنسانية. فالسكن اللائق يعني بيئة مستقرة تعزز شعور الأسرة بالانتماء والاستقرار. وهو حق من حقوق الإنسان وهدف من أهداف التنمية المستدامة، يوفر لها أساسًا متينًا لبناء حياتها وتحقيق تطلعاتها. وقالت: “عندما نوفر لأطفالنا مسكنًا دافئًا مزودًا بالمياه النظيفة والكهرباء وخدمات الصرف الصحي، فإننا نضمن لهم طفولة كريمة وفرصًا تعليمية ونموًا أفضل. ونمكّن الشباب من مواصلة التعليم والعمل والإنتاج في مستقبلهم”.
أكدت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، أن مبادرة السكن اللائق تُمثل فرصةً لدمج جهود الحكومة مع مسؤوليتها الاجتماعية. وأشارت إلى أن الحكومة نجحت في تنفيذ مشاريع ومرافق ضخمة بموارد غير مسبوقة، مما يضمن استفادة غالبية سكان القرى من خدمات البنية التحتية. وأشادت بجهود الحكومة، في إطار مسؤوليتها الاجتماعية، لبناء شراكة شاملة مع البنوك وقطاع الأعمال، وكذلك مع منظمات المجتمع المدني، لرفع كفاءة وتوفير السكن للأسر المحتاجة في 1477 قرية موزعة على 52 مركزًا.
أوضح وزير التنمية المحلية أن لجانًا متخصصة أجرت حصرًا تفصيليًا للمشاريع المؤهلة للحصول على “سكن لائق”. وضمت اللجنة ممثلين عن التنمية المحلية، والتضامن الاجتماعي، والمحافظات، والمكاتب الإقليمية لمؤسسات الأورمان، ومصر الخير، وحياة كريمة. وجرى في إطار هذا الحصر مراجعة مدى امتثال كل مشروع للمعايير الاقتصادية والاجتماعية والتخطيط العمراني.
صرحت عهود وافي، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة حياة كريمة، بأن المؤسسة تؤمن بأن تنمية المجتمع وتحسين رفاهية الفرد يعتمدان بالدرجة الأولى على تكامل جميع جوانب مثلث التنمية، المتمثل في الجهات الحكومية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني. وشكرت جميع المؤسسات الداعمة من مختلف القطاعات على إسهاماتها في تحقيق هذا الهدف الإنساني النبيل.
يُذكر أن الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان، حضر توقيع بروتوكول تعاون بين وزارتي التضامن الاجتماعي والتنمية المحلية، ومؤسسة حياة كريمة، ومؤسسة مصر الخير، وجمعية الأورمان، خلال المؤتمر. كما حضره الدكتور أسامة الأزهري، وزير الشئون الاجتماعية، والمهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، والفريق محمد فريد حجازي، مستشار رئيس الجمهورية لمبادرة حياة كريمة.