مخاوف الانفجار الكبير.. هل ضرب أمريكا لمفاعلات إيران بداية العاصفة أم نهايتها؟

منذ 5 ساعات
مخاوف الانفجار الكبير.. هل ضرب أمريكا لمفاعلات إيران بداية العاصفة أم نهايتها؟

في ظل الصمت الذي أعقب انفجارات المنشآت النووية الإيرانية، وتزايد التكهنات في الأوساط السياسية والعسكرية، يمر الوضع في إيران بمنعطف حساس للغاية. لم يكن الهجوم على المنشآت الاستراتيجية في إيران مجرد ضربة عابرة في تاريخ المواجهات المتبادلة، بل كان بمثابة رسالة واضحة للعالم بأن المنطقة على شفا تصعيد غير مسبوق.

وفي حين تتباين الآراء بين من يعتبر هذا بداية لموجة أكثر عنفاً من الصراع ومن يعتقد أنه مجرد الفصل الأخير في حرب الرسائل، يبقى السؤال: هل كان ما حدث الشرارة الأولى لحريق إقليمي أوسع، أم كان الضربة النهائية في حرب خفية تقترب من نهايتها؟

رغم تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أسبوعين بأنه لم يُقرر بعد شنّ هجوم مباشر على البرنامج النووي الإيراني، شنّت واشنطن هجمات على ثلاث منشآت نووية إيرانية صباح الأحد: فوردو، ونطنز، وأصفهان. وهذا يضع الولايات المتحدة في قلب النزاع مع إيران، التي لا يزال ردّها غامضًا.

1
هل هذه مجرد البداية أم النهاية؟

في هذا السياق، أكد الخبير العسكري العميد ناجي ملاعب في تصريحات خاصة لايجي برس أن تطورات المنطقة تشير إلى تغيرات متسارعة تجري كل ساعة. وأشار إلى أن الأحداث الأخيرة تؤكد مكانة إيران كصانع ومطور للأسلحة المتطورة، والتي تُصنف ضمن ما يُسمى بـ”الأسلحة الجديدة”.

صرّح ملاعب بأن إيران أحرزت تقدمًا ملحوظًا في مجال الطائرات المسيّرة، حيث أصبحت الآن مزوّدة بذكاء اصطناعي وتقنيات تُمكّنها من تحديد الأهداف بدقة واتخاذ قرارات مستقلة. وأضاف أن الطائرات المسيّرة الإيرانية قادرة الآن على التحليق لمسافات تصل إلى آلاف الكيلومترات، وحمل ما يصل إلى 150 كيلوغرامًا من المتفجرات.

وأشار إلى أن التعاون العسكري بين طهران وموسكو مكّن روسيا من الحصول على طائرات “شاهد-136” المُسيّرة، التي استخدمتها على نطاق واسع في أوكرانيا. وفي المقابل، حصلت إيران على تكنولوجيا روسية متقدمة للصواريخ الأسرع من الصوت، وهي تكنولوجيا لا تزال الولايات المتحدة وحلفاؤها يختبرونها.

وأوضح أن هذه الصواريخ التي يمكنها الوصول إلى سرعات تفوق سرعة الصوت بخمسة أضعاف، يمكن لإيران ضرب أهداف في إسرائيل في سبع دقائق فقط، مما يجعل اكتشافها واعتراضها أمرا صعبا للغاية.

2

وأضاف الخبير العسكري أن إيران انتهجت سياسة الرد في الأسابيع الأخيرة. ردًا على هجمات مماثلة على منشآت إيرانية، قصفت منشآت طاقة ومراكز استخبارات إسرائيلية. واعتبر ذلك تحولًا في العقيدة العسكرية الإيرانية من “الصبر الاستراتيجي” إلى “الردع الاستراتيجي”. وقد أربك استخدام الأسلحة إسرائيل وأجبر ملايين الإسرائيليين على الفرار بسبب ضعف البنية التحتية الوقائية.

وفيما يتعلق بالهجمات الأميركية الأخيرة على المنشآت الإيرانية، قال ملاعب إن إيران اعتبرت أن تأثيرها محدود، وأكدت أن المعدات الحساسة مثل أجهزة الطرد المركزي أزيلت من المنشآت المستهدفة قبل الهجوم.

وأشار إلى أن طهران حرصت على التقليل من حجم الأضرار مع استمرارها في شن الهجمات ضد إسرائيل دون الدخول في مواجهة شاملة مع واشنطن.

واختتم الخبير العسكري تصريحاته بالإشارة إلى أن الهجمات الإيرانية التي نفذت اليوم على جنوب ووسط وشمال إسرائيل، والتي تسبب أضرارا واسعة النطاق، لا يمكن أن تكون سوى “دفعة أولى”، وفقا لتصريحات الحرس الثوري الإيراني، الذي صرح صراحة بأن “الحرب بدأت”.

3

من جانبه، قال الدكتور علاء السعيد، الخبير في الشأن الإيراني، في تصريح خاص لموقع ايجي برس، إن الحقيقة كما تثبتها الوقائع والخرائط، أننا لا نشهد حاليا نهاية التاريخ، وإنما مجرد توقف بين موجتين.

صرّح السعيد بأنه عقب الهجوم الأمريكي الإسرائيلي الأخير على المنشآت الإيرانية، لم تردّ إيران بالشكل المناسب على الأضرار، ولم تمارس نفوذها بعد، ولم تهاجم القواعد الأمريكية بشكل مباشر، ولم تُعلن حتى علنًا عن تعليق تخصيب اليورانيوم. وأشار إلى أن هذا لا يعني ضبط النفس، بل يعني تأخير الرد، وإن كان بشكل مختلف.
وأضاف السعيد أن تصعيد إيران لا يقتصر بالضرورة على الصواريخ، بل قد يحدث أيضًا عبر البحر، أو الوكلاء، أو الإنترنت وخطوط الطاقة. وقال إن المنطقة تواجه نمطًا جديدًا من الحرب، أكثر خبثًا، وأكثر شمولًا، وأقل وضوحًا، وأطول أمدًا.

وأضاف السعيد أن السؤال ليس إن كانت هناك موجة جديدة، بل متى ستبدأ وما شكلها. هل سنشهد هجمات إلكترونية تُشلّ البنية التحتية؟ هل سيُفجّر وكلاء إيران جبهات خاملة من لبنان إلى القرن الأفريقي؟ هل ستعود طهران إلى حافة السلاح النووي بقرار واحد؟ وأشار إلى أن جميع الخيارات مطروحة، وجميع الجبهات جاهزة للاشتعال. كل طرف يُريد أن يُعطي انطباعًا بأنه لم يُهزم، بل ينتظر اللحظة المناسبة. وأكد أن ما يحدث الآن ليس نهاية فيلم، بل تغيير في زوايا تصوير المشهد في المنطقة.

اقرأ أيضاً:

العالم ينتظر.. ماذا بعد الهجوم الأميركي على المفاعلات الإيرانية؟

ازدراء الدستور الأميركي: هل سيتم عزل ترامب بسبب قصف إيران؟

لمتابعة تغطيتنا الشاملة اضغط هنا:


شارك