العالم ينتظر.. سيناريوهات ما بعد الضربة الأمريكية لمفاعلات إيران

منذ 6 ساعات
العالم ينتظر.. سيناريوهات ما بعد الضربة الأمريكية لمفاعلات إيران

دخلت الحرب بين إسرائيل وإيران مرحلة جديدة وخطيرة بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن شن غارات جوية على ثلاث منشآت نووية إيرانية في ساعة مبكرة من صباح الأحد، بما في ذلك المنشأة تحت الأرض في فوردو والمنشآت النووية في نطنز وأصفهان.

ورغم ادعاء ترامب بأن الضربات الأميركية دمرت المنشآت المستهدفة، زعم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بحسب وسائل إعلام إيرانية، أن الهجوم لم يتسبب في أضرار كبيرة بالمنشآت لأن معظم اليورانيوم المخصب في المنشآت تم نقله إلى مواقع أخرى غير معلنة.

إن التطورات الأخيرة في الحرب الدائرة منذ ما يقرب من عشرة أيام والتي بدأتها إسرائيل بهجمات مفاجئة على البنية التحتية لطهران وعدد كبير من القادة العسكريين والعلماء النوويين، دفعت كثيرين حول العالم إلى التساؤل: كيف سترد إيران على التصعيد، خاصة في ظل تورط أميركا في الحرب؟

الهجوم الأميركي تجاوز الخطوط الحمراء

وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، تواجه إيران الآن ثلاثة سيناريوهات رئيسية تختلف في طبيعة التصعيد ودرجته. ويتجلى هذا بشكل خاص في أعقاب انخراط واشنطن في الأحداث، حيث فشلت الهجمات الإسرائيلية الأحادية الجانب لأكثر من أسبوع في تدمير أكثر المنشآت النووية تحصينًا. ويرى المراقبون أن التدخل العسكري لواشنطن يمثل تجاوزًا واضحًا للخطوط الحمراء، ويزيد من احتمالية تصعيد شامل في المنطقة. وبالتالي، يصبح الرد الإيراني المتوقع حدثًا حاسمًا في مسار الأزمة.

صورة 1_1

سيناريوهات رد الفعل الإيراني المحتملة

السيناريو 1: تجنب التصعيد

قد تختار إيران تجنب الرد العسكري، وتسلك بدلاً من ذلك مساراً دبلوماسياً لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة. وبينما قد يُجنّب هذا الخيار طهران موجةً واسعة من الهجمات الأمريكية، إلا أنه يُعرّض صورة النظام في الداخل للخطر، لا سيما بعد التحذيرات العلنية من “ردٍّ حاسم” في حال وقوع هجوم على منشآتها النووية. وذكرت الصحيفة أن الانسحاب قد يُفسّر على أنه ضعف، يُقوّض سيطرة النظام على الشارع الإيراني، ويُعرّضه لضغوط داخلية متزايدة.

السيناريو 2: الاستجابة السريعة والمباشرة

الاحتمال الثاني هو أن ترد إيران فورًا وبقوة بما تبقى لديها من ترسانة صاروخية. فرغم الهجمات الإسرائيلية السابقة، لا تزال طهران تمتلك عددًا كبيرًا من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، وهي قادرة أيضًا على شن هجمات بطائرات مسيرة وزوارق سريعة ضد السفن أو القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط. ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فإن ما لا يقل عن 20 قاعدة أمريكية مدرجة على قائمة الأهداف المحتملة لإيران.

صورة 2_2

ورغم أن هذا الرد متوقع ومتوافق مع الخطاب السياسي لطهران، فإنه قد يؤدي إلى تصعيد الصراع بشكل كبير، خاصة إذا أدى إلى خسائر مباشرة للجانب الأميركي.

السيناريو 3: الاستجابة المتأخرة

الخيار الثالث هو ردّ متأخر ومفاجئ. قد تنتظر إيران حتى تهدأ التوترات، ثم تشن هجومًا مفاجئًا على أهداف أمريكية عندما لا تكون القوات الأمريكية في حالة تأهب قصوى.

هجوم محدود أم بداية تصعيد شامل؟

في سياق السيناريوهات المحتملة، ناقشت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية أيضًا عددًا من السيناريوهات المحتملة في حال تصاعد الأحداث. وأشارت المجلة إلى أن إيران قد تلجأ إلى سيناريو مشابه لما فعلته عام ٢٠٢٠ عقب مقتل قاسم سليماني، وذلك بمهاجمة قواعد أمريكية في العراق أو الخليج بعدد محدود من الصواريخ. ويمكن معايرة الرد الإيراني بدقة لتجنب وقوع عدد كبير من الضحايا. ويمكن لترامب تجاهل التصعيد والاعتماد على الردع فقط.

3

ومع ذلك، يشير التقرير إلى أن إيران قد ترى في التصعيد السبيل الوحيد لإجبار واشنطن على التراجع. ويشير إلى تجربة ترامب في اليمن هذا العام، حين تراجع بعد غارة جوية غير حاسمة ضد الحوثيين.

خيارات غير تقليدية: مضيق هرمز والعمليات الخارجية

أوضحت المجلة أنه في السياق الأوسع للأحداث، قد تلجأ طهران إلى وسائل غير تقليدية، مثل الهجمات الإلكترونية أو الاغتيالات الموجهة لشخصيات أمريكية أو إسرائيلية. كما قد تستخدم طهران وكلائها الإقليميين لشن عمليات ضد المصالح الأمريكية في المنطقة. كما تمتلك طهران القدرة على تهديد الشحن الدولي بزرع الألغام أو شن هجمات بالقوارب الانتحارية في مضيق هرمز، الذي يمر عبره 20% من التجارة العالمية.

وفي حين تعتقد المجلة أن إيران قد تغلق المضيق، مما قد يتسبب في كارثة اقتصادية عالمية ويخلق نفوذا استراتيجيا، فإن طهران تتحرك بحذر، لأن إغلاق المضيق من شأنه أن يلحق الضرر بالصين ودول الخليج – وهما دولتان تسعى إيران إلى الحفاظ على علاقات جيدة معهما.

صورة 4_4

قرار في اللحظة الحاسمة

في نهاية المطاف، يبقى رد إيران محط أنظار العالم. ويبدو التصعيد مرجحًا، لكن طهران تُدرك المخاطر والعواقب. وبينما تستمر المحادثات الدبلوماسية خلف الكواليس، وأعلنت روسيا والصين نيتهما تقديم مشروع قرار لإنهاء العدوان على إيران، ستكون الساعات والأيام القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كان الهجوم الأمريكي سيُغلق باب الحرب أم يفتحه على مصراعيه، وفقًا للمجلة الأمريكية.


شارك