النائبة هبة شاروبيم: تطوير كليات التربية مستقبل وطن.. ورئيس الشيوخ ممازحا: هيتهمونا بالتحيز

منذ 4 ساعات
النائبة هبة شاروبيم: تطوير كليات التربية مستقبل وطن.. ورئيس الشيوخ ممازحا: هيتهمونا بالتحيز

استعرضت النائبة هبة شاروبيم تقرير لجنة التعليم والبحث العلمي حول الدراسة التي أعدتها مع النائبة رشا أحمد مهدي بعنوان “الكليات التربوية في جمهورية مصر العربية بين الواقع والمأمول”.

خلال الجلسة العامة، أكدت شاروبيم على دور المعلمين المحوري، وهم الحلقة الأهم في العملية التعليمية. وأكدت على أهمية كليات إعداد المعلمين في تأهيل المعلمين لغرس القيم، وضرورة وجود رؤية واضحة لإعادة هيكلة كليات إعداد المعلمين، وإنشاء مجلس وطني للتنسيق بين وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي لسد الفجوة بين المناهج وسوق العمل، وتجنب تداخل التخصصات. كما أكدت على أهمية علم النفس الإيجابي في تحفيز الطلاب.

دعت شاروبيم إلى التركيز على قياس كفاءات المعلمين بدلاً من الاعتماد فقط على الاختبارات المعرفية. وأكدت أن الدراسة لا تقلل من أهمية كليات إعداد المعلمين أو أساتذتها، بل تهدف إلى إيجاد حلول للتحديات القائمة. وأكدت أن “تطوير كليات إعداد المعلمين هو مستقبل الأمة”.

مازحها رئيس مجلس الشيوخ ورئيس حزب مستقبل وطن، عبد الوهاب عبد الرازق، قائلاً: “ما فهمت عليكِ”. كررت شاروبيم كلامها ضاحكة: “في نهاية الجلسات، سيتهموننا بالتحيز لأننا واصلنا السيطرة على القضايا”.

كشفت الدراسة عن فجوة كبيرة بين واقع كليات إعداد المعلمين ومتطلبات إعدادهم في ظل المتغيرات العالمية وسوق العمل المحلي والدولي. كما أشارت إلى ضعف التكامل بين النظرية والتطبيق، وعدم توافق المناهج مع احتياجات المجتمع، وقصور التدريب العملي، وضعف التنمية المهنية المستدامة، وغياب التقييم المستمر.

أكدت الدراسة على أن إصلاح كليات إعداد المعلمين أساسي لأي مشروع تعليمي وطني، إذ يُعدّ المعلمون ركيزةً أساسيةً في التنمية البشرية والوعي الاجتماعي. وأوصت بجعل برامج إعداد المعلمين أكثر مرونةً واعتمادًا على نظام الساعات المعتمدة، وتقديم برامج متخصصة تلبي احتياجات طلاب المرحلتين الابتدائية والثانوية.

أوصت الدراسة بإنشاء مجلس وطني لإعداد المعلمين لتنسيق التعاون بين وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي، بالإضافة إلى نقابة المعلمين، بما يضمن اتساق السياسات. كما دعت إلى منح كليات إعداد المعلمين مسؤولية التطوير المهني المستدام، ومنحها صلاحية إصدار وتجديد التراخيص المهنية بناءً على معايير أداء واضحة.

دعت الدراسة المجلس الأعلى للجامعة إلى تشكيل لجنة تربوية لإجراء مراجعة شاملة لكليات التربية وأقسامها المختلفة لتجنب الازدواج والتنافس بين الأقسام. كما دعت إلى اعتماد نموذج تسلسلي لإنشاء كليات جديدة تحت مسمى “كليات التربية للدراسات العليا والتدريب التربوي” لتقديم برامج دراسات عليا أو برامج متكاملة بالتعاون مع كليات أخرى.

واقترحت الدراسة أن يعتمد التعليم في هذه الجامعات على ثلاثة مسارات: دبلوم التعليم العام لخريجي الجامعات والذي يتضمن سنة نظرية وسنة عملية، والدبلومات المهنية والتخصصية (قبل الماجستير) للتطوير المهني، وبرامج الماجستير والدكتوراه في الفروع التربوية المختلفة.

اقترحت الدراسة إمكانية تحويل كليات إعداد المعلمين الحالية إلى برامج للدراسات العليا فقط، مما يُلغي الحاجة إلى طلاب المستوى العالي، كما هو الحال في جامعة ستانفورد أو جامعة القاهرة، على سبيل المثال. كما يمكن أن تصبح هذه الكليات مراكز لتدريب المعلمين والترخيص المهني، شريطة وجود فترة انتقالية تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات لتنظيم الوضع.

واختتمت اللجنة تقريرها بالتأكيد على ضرورة معالجة هذه القضية من خلال تنسيق الجهود بين الوزارات والجامعات والمجتمع المدني لضمان تحسن نوعي حقيقي في أداء كليات إعداد المعلمين، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 التي تضع التعليم في قلب التنمية المستدامة.


شارك