الحزب المصري الديمقراطي يوجّه خطابا إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني: دعوة لتحرّك مشترك لحماية القانون الدولي

منذ 4 ساعات
الحزب المصري الديمقراطي يوجّه خطابا إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني: دعوة لتحرّك مشترك لحماية القانون الدولي

وجّه الحزب الديمقراطي الاجتماعي المصري رسالة رسمية إلى الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني (SPD) أعرب فيها عن قلقه العميق إزاء تصاعد العنف في الشرق الأوسط، وخاصةً الحرب بين إسرائيل وإيران والكارثة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة. ودعا الخطاب الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية إلى اتخاذ إجراءات مشتركة وفعّالة على المستويين الإقليمي والدولي.

وكانت الرسالة موجهة إلى الدكتور فيليب فينك، سكرتير العلاقات الدولية في الحزب الألماني، ورئيس الحزب السيد لارس كلينجبيل.

وفيما يلي نص الخطاب:

نكتب إليكم في لحظة بالغة الخطورة، حيث أصبح الوضع الإنساني والقانوني والجيوسياسي في الشرق الأوسط على وشك الانهيار.

إن التصعيد العسكري المستمر بين إسرائيل وإيران والدمار الكارثي في قطاع غزة لا يهدد الاستقرار في المنطقة فحسب، بل يقوض أيضا أسس القانون الدولي ويكشف عن العجز المتزايد للمجتمع الدولي عن حماية أرواح المدنيين.

هذه ليست لحظة صمت أو تردد؛ بل ما نحتاجه هو مواقف واضحة، وعمل شجاع، وتضامن سياسي وإنساني. إن لم تتحرك القوى الديمقراطية الاجتماعية الآن، فسيُخلّد هذا في التاريخ، ولن تغفر لنا الأجيال القادمة صمتنا أمام مأساة بهذا الحجم.

تجاوز عدد القتلى في غزة 55 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال. وتعرضت البنية التحتية المدنية – بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومحطات الطاقة – للقصف المتكرر، ودُمّرت أحياء بأكملها. وأصبحت المجاعة والنزوح ومنع المساعدات الإنسانية أمرًا شائعًا.

لا يمكن تبرير هذا الواقع بأي منطق عسكري، فهو يُشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف. في الوقت نفسه، تتصاعد المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران، وتُهدد بدفع المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة ذات تداعيات عالمية خطيرة.

في 17 يونيو/حزيران، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرز في مقابلة تلفزيونية أن إسرائيل “تقوم بالعمل القذر نيابة عنا جميعا” في إيران، ودعا إلى توجيه “ضربة حاسمة” ضد ما وصفه بـ “نظام الملالي في طهران”.

نعرب عن قلقنا العميق إزاء هذا البيان، الذي يُمثل دعمًا مطلقًا وغير مشروط دون أي إشارة إلى التناسب، أو حماية المدنيين، أو الكارثة الإنسانية المستمرة في غزة. قد يُفسر هذا الكلام على أنه تفويض صريح بالتصعيد العسكري، وهو ما يتعارض مع التزامات ألمانيا بموجب القانون الدولي والقيم الأساسية التي نتمسك بها كأحزاب ديمقراطية اجتماعية: التعددية، والتوازن الأخلاقي، واحترام حقوق الإنسان، وسيادة القانون.

إن الدفاع عن إسرائيل لا ينبغي أن يأتي على حساب القانون الدولي أو حياة الآلاف من الأبرياء.

إن المخاطر ليست إقليمية فحسب، بل عالمية بطبيعتها:

 

• إن أمن إسرائيل على المدى الطويل لا يمكن أن يتحقق من خلال الحرب، بل إنه مهدد بالعزلة الدولية، والغضب العالمي المتزايد، وعودة معاداة السامية إلى الواجهة. • إن استقرار أوروبا يتعرض لتهديد متزايد بسبب أزمات الطاقة والهجرة القسرية وانتشار التطرف على ضفتي البحر الأبيض المتوسط. • إن الشرعية الدولية معرضة لخطر الانهيار لأن الاستخدام المفرط للقوة وتجاهل المعايير القانونية يشكل سابقة خطيرة تقوض النظام الدولي بأكمله.

ونحن ندعو الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني إلى قيادة مبادرة مشتركة – في ألمانيا، وفي الاتحاد الأوروبي، وفي الأسرة الديمقراطية الاجتماعية الدولية – تتضمن ما يلي:

 

1. السعي إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران تحت رعاية الأمم المتحدة وبضمانات إقليمية. 2. الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وضمان فتح ممرات إنسانية آمنة وتدفق المساعدات، والسماح بالوصول الدولي المستقل للمراقبة والمساعدة. 3. إجراء مراجعة شاملة لصادرات الأسلحة الألمانية وربطها بالامتثال الفعلي للقانون الإنساني الدولي. 4. إطلاق مبادرة دبلوماسية أوروبية بالتنسيق مع مصر والأردن ودول الخليج لاحتواء التصعيد. 5. إحياء عملية سياسية جادة تقوم على حل الدولتين، مع إعادة إعمار قطاع غزة وخلق أفق سياسي واقعي للشعبين. 6. وقف جميع مخططات التهجير القسري للشعب الفلسطيني فوراً، مع التأكيد على الاحترام الكامل لسيادة الدول المجاورة وأمنها الوطني وحدودها المعترف بها دولياً.

نقترح الخطوات التالية لكلا الطرفين:

 

• تشكيل فريق عمل طوارئ بين الحزبين خلال أسبوع لصياغة موقف موحد وتنسيق الإجراءات البرلمانية والإعلامية. • اقتراح مبادرة مشتركة داخل التحالف التقدمي لإنشاء لجنة دولية للأحزاب الديمقراطية الاجتماعية للضغط من أجل خفض التصعيد. • تنظيم زيارات متبادلة بين البرلمانيين وقيادات الحزبين من القاهرة وبرلين لتنسيق المواقف والتأكيد على التضامن العملي.

أصدقائي الأعزاء،

 

الصمت ليس حيادًا، بل تواطؤًا. التأخير ليس دبلوماسية، بل انحلال أخلاقي. نعيش في زمن لا يتسامح مع الغموض ولا اللباقة؛ زمن يتطلب الشجاعة والعمل والشعور بالمسؤولية. فلنتحد من أجل المبادئ التي بُنينا عليها كقوى ديمقراطية اجتماعية.

بإخلاص، السيد فريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي

الدكتور فريدي البياضي نائب الرئيس للعلاقات الخارجية عضو مجلس النواب – جمهورية مصر العربية.

ويأتي هذا الخطاب في إطار جهود الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي لتسليط الضوء على دور الأحزاب التقدمية في خوض الحروب وتعزيز السلام الدولي، والتأكيد على التزامها بالحلول السياسية والقانون الدولي كمرجعية لا غنى عنها ضد الانزلاق نحو الفوضى.

يأتي هذا أيضًا في إطار علاقات الحزب الدولية الواسعة وتنسيقه المستمر مع شركائه في الأسرة الديمقراطية الاجتماعية حول العالم. ويعتزم الحزب توجيه رسائل مماثلة إلى عدد من الأحزاب الصديقة التي تربطه بها علاقات وثيقة، وخاصةً الأحزاب الحاكمة أو الائتلافات الحكومية الرائدة في الدول الأوروبية. ويهدف ذلك إلى تعزيز العمل المشترك الفعال لتهدئة الوضع وضمان الالتزام بالمبادئ الإنسانية والقانونية على المستوى الدولي.


شارك