بعد استخدامها لضرب منشآت إيران النووية.. ما هي قاذفات “بي 2 سبيريت” الأمريكية؟

في تصعيد خطير للأزمة بين واشنطن وطهران، أعلنت الولايات المتحدة عن شن ضربات جوية على ثلاث منشآت نووية في إيران، بحسب منشور على حسابها في موقع “تروث سوشيال”.
أكد ترامب نجاح العملية، واستهداف مواقع فوردو ونطنز وأصفهان. وعادت الطائرات المشاركة بسلام. ودعا إلى “فترة هدوء” بعد العملية.
وأكدت وكالة رويترز حجم العملية العسكرية، ونقلت عن مسؤول أميركي قوله إن قاذفات الشبح الأميركية من طراز بي-2 سبيريت شاركت في الهجمات على الأراضي الإيرانية.
وتعد هذه الطائرات من بين الأسلحة الأكثر تقدما في ترسانة الولايات المتحدة، وهي مملوكة حصريا للولايات المتحدة، وتستخدم في مهام استراتيجية عالية المخاطر.
أشارت تقارير سابقة إلى نقل قاذفات بي-2 من قاعدتها في ميسوري إلى جزيرة غوام الأمريكية في المحيط الهادئ. واعتبر المراقبون ذلك تمهيدًا لاستخدامها المحتمل ضد أهداف إيرانية شديدة التحصين، وخاصةً منشأة فوردو، المخبأة تحت جبل، والتي تُعتبر من أكثر المنشآت النووية الإيرانية تحصينًا.
تشتهر الطائرة B-2 بقدرتها الفائقة على التهرب من الرادار، وهي الطائرة الوحيدة في العالم القادرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات مثل GBU-57، التي تزن أكثر من 13 طنًا ومصممة خصيصًا لمهاجمة المخابئ والمنشآت العميقة تحت الأرض.
وتعتبر هذه القاذفات حجر الزاوية في “الثالوث النووي” الأمريكي لأنها قادرة على حمل الذخائر التقليدية والنووية وتنفيذ هجمات بعيدة المدى دون الحاجة إلى التزود بالوقود.
وقد تم وضع القاذفات في الخدمة فعليا في أواخر تسعينيات القرن العشرين، لكن استخدامها ظل محدودا في الصراعات الكبرى، مثل الحروب في كوسوفو والعراق، ومؤخرا في ليبيا وأفغانستان.
رغم تصميمها القديم، تواصل القوات الجوية الأميركية تطوير قدراتها التكنولوجية لضمان تفوقها في ساحة المعركة.
وبحسب خبراء عسكريين فإن نشر هذه الطائرات في القواعد الأميركية في الخارج ليس إجراء عسكريا فحسب، بل رسالة سياسية واضحة تعكس جدية واشنطن في التعامل مع التهديدات.
يزعم المحللون أن قاذفة بي-2 ليست مجرد آلة حرب هائلة، بل هي أيضًا رمز للردع الأمريكي. بوجود 19 طائرة فقط في الخدمة، فإن استخدامها في أي عملية سيمثل نقطة تحول نوعية في مسار المواجهة. علاوة على ذلك، فإن قدرتها على حمل قنابل خارقة للتحصينات تمنحها تفوقًا نوعيًا على جميع الطائرات الأخرى، بما في ذلك قاذفة بي-52 الأقدم والأكبر حجمًا.