هل يتسبب القصف الأمريكي لـ”فوردو” في تسرب إشعاعي؟ وما نطاقه المحتمل؟

منذ 5 ساعات
هل يتسبب القصف الأمريكي لـ”فوردو” في تسرب إشعاعي؟ وما نطاقه المحتمل؟

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في هجوم مفاجئ فجر الأحد، أنه هاجم ثلاث منشآت نووية إيرانية – فوردو، ونطنز، وأصفهان – وأن الهجمات كانت ناجحة. ولم تعلق السلطات الإيرانية على الهجوم.

وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية تم إخلاؤها.

في ما يبدو أنه “خداع استراتيجي”، كشفت القناة 12 أن إسرائيل والولايات المتحدة خدعتا إيران لإيهامها بوجود خلاف بينهما، وذلك لتبديد شعورها بالتهديد الوشيك. وأضافت أن الهدف كان ردع طهران عن اتخاذ تدابير من شأنها التخفيف من آثار أي هجوم أمريكي على منشآتها النووية.

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “التاريخ سيظهر أن ترامب تحرك لمنع النظام الأكثر خطورة من امتلاك أخطر الأسلحة في العالم”.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت أيضًا إن الرئيس الأمريكي اتخذ القرار الصحيح لصالح بلاده وإسرائيل و”البشرية جمعاء”، وأكد أن العالم “أكثر أمانًا الآن”.

عكست التقارير الدولية التي سبقت الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية، وخاصةً فوردو، قلقًا متزايدًا بشأن احتمال حدوث تلوث أو تسرب إشعاعي من هذه المنشآت. ما احتمالية حدوث ذلك؟

قبل الهجوم الأميركي، اتفق الخبراء العسكريون والمتخصصون في الدفاع على أن الولايات المتحدة ستستخدم قنبلة جي بي يو-57 الخارقة للتحصينات لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.

استبعد خبراء الدفاع والطاقة النووية احتمال أن يؤدي قصف المنشأة النووية الإيرانية إلى انفجار نووي أو تسرب إشعاعي واسع النطاق. ومع ذلك، قد يؤدي ذلك إلى مقتل عدد كبير من العاملين في المنشأة.

صرّح هاميش دي بريتون-جوردون، القائد السابق لوحدة الدفاع الكيميائي والنووي في الجيش البريطاني، بأن منشأة فوردو النووية الإيرانية لا تحتوي على مفاعلات أو رؤوس نووية، بل أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم فقط. وأكد لشبكة إن بي سي نيوز أن أي انفجار محتمل نتيجة هجوم أمريكي على المنشأة لن يؤدي إلى إطلاق طاقة نووية.

تُعتبر منشأة فوردو، جنوب العاصمة الإيرانية طهران، من أكثر المنشآت النووية تحصينًا في البلاد. بُنيت تحت جبل صخري ضخم، ما يجعل الوصول إليها بالغ الصعوبة.

وفقًا لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يبلغ مستوى تخصيب اليورانيوم في المحطة 60%، وهو أعلى بكثير من الحد المسموح به للاستخدام المدني، والذي يتراوح بين 3.5% و5%. في المقابل، يُعتبر مستوى 90% ضروريًا لإنتاج سلاح نووي.

قبل الهجوم الأميركي، ركز جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل خاص على منشأة فوردو، التي يعتبرها المراقبون الدوليون رمزاً للقدرات النووية الإيرانية المتقدمة.

فوردو… والخوف من التلوث الإشعاعي

يقلل مارك نيلسون، مدير شركة راديانت إنيرجي، من المخاوف بشأن تسرب الإشعاع من المنشأة النووية، قائلاً إن المواد النووية في فوردو تحتوي على نشاط إشعاعي منخفض نسبيًا، مما يجعل وقوع كارثة بيئية كبرى غير محتمل في حالة وقوع هجوم.

ومع ذلك، يُحذّر نيلسون من المخاطر المحتملة لتحلل غاز اليورانيوم في حال وقوع غارة جوية على الموقع. فقد يتحوّل هذا الغاز إلى حمض الهيدروفلوريك، وهو مادة شديدة السمية قد تُسبّب حروقًا بالغة أو مشاكل تنفسية وقلبية قاتلة في حال استنشاقه أو التعامل معه دون وقاية.

أشار نيلسون أيضًا إلى أن احتمال تسرب مواد مشعة إلى المياه الجوفية في موقع فوردو لا يزال بعيدًا. ومع ذلك، أكد أن الإشعاع الناتج، وإن كان قابلًا للكشف بأجهزة متخصصة، لا يشكل تهديدًا مباشرًا على المدى القريب.

هل يتحول فورد إلى نعش إسمنتي؟

أكد القائد البريطاني السابق هاميش دي بريتون-جوردون أن أي هجوم على منشأة فوردو من المرجح أن يُدفن الموقع بأكمله تحت الأنقاض. وقارن التأثير المحتمل بالتابوت الخرساني الذي بُني فوق مفاعل تشيرنوبيل بعد كارثة عام ١٩٨٦. ومع ذلك، قد يصل سمك الطبقة الخرسانية المحتملة في فوردو إلى ٦٠ مترًا، أي أضعاف سمك الطبقة المستخدمة في تشيرنوبيل.

يزعم مارك نيلسون أن “الاقتراب من موقع فوردو بعد هجوم أمريكي دون معدات حماية كافية سيكون مميتًا”. ومع ذلك، يُشدد على أن هذا الخطر يبقى محليًا ولن يتفاقم إلى تهديد إقليمي أو دولي.


شارك