إقامة مجمع صناعي لإنتاج مستلزمات الطاقة الشمسية.. كيف توسعت مصر في استخدام الطاقة الشمسية؟

منذ 5 ساعات
إقامة مجمع صناعي لإنتاج مستلزمات الطاقة الشمسية.. كيف توسعت مصر في استخدام الطاقة الشمسية؟

شهد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم الأربعاء، توقيع عقد إنشاء مجمع متكامل لإنتاج الطاقة الشمسية في المنطقة الصناعية بالعين السخنة، التابعة للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس. وتنفذ المشروع شركة صنريف سولار الصينية، بحضور عدد من الوزراء المعنيين.

تستخدم مصر الطاقة الشمسية بشكل متزايد لتوليد الكهرباء منذ عدة سنوات، معتمدةً على مصادر طاقة بديلة كالفحم والنفط والغاز. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، أبرزها: يُعزى 75% من غازات الاحتباس الحراري إلى الوقود الأحفوري، وبالتالي، وفقًا لموقع الأمم المتحدة، فهو السبب الرئيسي لتغير المناخ والاحتباس الحراري. علاوة على ذلك، فهو ليس مصدر طاقة مستدامًا. كما تتمتع مصر بموقع استراتيجي يوفر أشعة الشمس على مدار العام، مما يُمكّن، وفقًا لمنصة مصر للطاقة الشمسية، من إنتاج كميات كبيرة من الطاقة الشمسية.

وهذا يطرح السؤال التالي: ما هي أهم الخطوات التي اتخذتها مصر لتبني الطاقة الشمسية كبديل للوقود الأحفوري؟ التقرير التالي يجيب على هذا السؤال.

• كيف نجحت مصر في توسيع نطاق الطاقة الشمسية؟

– التشريعات والقوانين

وفقًا لتقرير صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري في الأول من يونيو، وضعت الحكومة المصرية أطرًا قانونية وتنظيمية لتوسيع نطاق إنتاج واستخدام الطاقة الشمسية كمصدر طاقة متجددة ونظيفة. ومن أهم هذه القوانين استراتيجية الطاقة المتكاملة والمستدامة، التي اعتمدها المجلس الأعلى للطاقة في أكتوبر 2016، والمستمرة حتى عام 2035. وتهدف الاستراتيجية إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة في إجمالي توليد الكهرباء إلى 42% بحلول عام 2030، مع وصول حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة إلى حوالي 65% بحلول عام 2040.

– التوسع في بناء محطات الطاقة الشمسية

تم بالفعل إنشاء ثماني محطات طاقة شمسية كبيرة الحجم، منها أربع محطات خاصة: مجمع بنبان، ومشروع الطاقة الشمسية الكهروضوئية الصافية، وأكوا باور كوم أمبو، ومحطة أبيدوس 1. ويجري أيضًا إنشاء ثلاث محطات بقدرة 2020 ميجاوات، منها محطتان خاصتان وثلاث محطات خاصة قيد التطوير بقدرة 3800 ميجاوات.

وبحسب التقرير السنوي لهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة لعام 2024، بلغ إجمالي الطاقة المولدة من هذه المحطات 2644 ميجاوات.

– برامج تمويل تشغيل محطات الطاقة الشمسية

في يوليو 2022، أطلقت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي برنامج أطلس الطاقة الشمسية، الذي يهدف إلى تشغيل محطات طاقة شمسية وطاقة رياح بقدرة 10 جيجاواط.

بعد عام من إطلاقه، موّل البرنامج مشاريع خاصة في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بقيمة 2.18 مليار دولار. ومن الجدير بالذكر توسيع أنظمة الري بالطاقة الشمسية، مما أفاد 1.75 مليون مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة. كما نُفذت مشاريع لتحلية المياه بالطاقة الشمسية في عدة محافظات بالتعاون مع البنك الأفريقي للتنمية.

– تعزيز استثمارات القطاع الخاص في الطاقات المتجددة

وبحسب الموقع الإلكتروني لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، فقد عقد مؤتمر تمويل التنمية لدعم وتعزيز القطاع الخاص يوم الأحد 15 يونيو، وأسفر عن:

ومن المتوقع أن يضيف مشروع تطوير محطة الطاقة الشمسية “أوبليسك”، أحد مشاريع التخطيط العاجلة لوزارة الكهرباء، جيجاواط واحد من الطاقة الإضافية إلى الشبكة بالإضافة إلى 200 ميجاواط ساعة من تخزين البطاريات، ويتطلب استثمارًا إجماليًا قدره 600 مليون دولار أمريكي.

ويتم تطوير المشروع من قبل شركة سكاتك النرويجية، ويتم تمويله من قبل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ومؤسسة الاستثمار البريطانية في مصر، والبنك الأفريقي للتنمية بمبلغ إجمالي قدره 479 مليون دولار.

وفيما يتعلق بمشاريع تخزين الطاقة، تم توقيع اتفاقية تمويل بين مؤسسة التمويل الدولية وشركة AMEA Power الإماراتية لدعم أول مشروع لتخزين الطاقة يعتمد على البطاريات على نطاق المرافق في مصر، وهو مشروع أبيدوس للطاقة الشمسية، وهو جزء من مشروع مركز نوفي للطاقة.

– مزايا جمركية لواردات الشبكة والمكونات

قدمت الحكومة إعفاءً جمركيًا لاستيراد معدات ومكونات وقطع غيار الطاقة الجديدة والمتجددة. وستُفرض رسوم جمركية بنسبة 2% من القيمة أو ضريبة الاستيراد المطبقة، أيهما أقل.

– توافر الأراضي

خصصت الحكومة حوالي 7650 كيلومترا مربعا لوكالة الطاقة الجديدة والمتجددة لتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة بنفسها أو إتاحتها للقطاع الخاص.

– جهود توطين صناعة الألواح الشمسية

تسعى الحكومة المصرية إلى توطين صناعة الألواح الشمسية لتقليل الواردات، وتوفير النقد الأجنبي، وتوسيع نطاق استخدام الطاقة الشمسية، والاستفادة من الفرص المتاحة في مصر في هذا المجال. وتشمل هذه الفرص المناخ المشمس وتوافر السيليكون، المكون الرئيسي للألواح الشمسية، في الصحراء الغربية وسيناء.

وفي مجال تصنيع الوحدات والخلايا الشمسية، أطلقت الحكومة مشروع “مصر لأنظمة الخلايا الشمسية الكهروضوئية” لتصنيع الوحدات والخلايا الشمسية، فضلاً عن مشروع مجمع إنتاج السيليكون في العلمين الجديدة.

وفي مجال الإنتاج، وقع مركز تحديث الصناعة التابع لوزارة الصناعة مذكرتي تفاهم مع شركة JA Solar الصينية وشركة Global South Utilities الإماراتية لإنشاء مصنعين أحدهما للخلايا الشمسية بطاقة إنتاجية 2 جيجاوات، والآخر للوحدات الشمسية بطاقة إنتاجية 2 جيجاوات، ومصنع لإنتاج البوليمرات في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وفي إطار التدريب وبناء القدرات، أجرى مشروع مصر للطاقة الشمسية برامج تدريبية لرفع الوعي بتقنيات الطاقة الشمسية وتدريب 201 من الكوادر الفنية.

– بناء القدرات والكوادر المؤهلة للتعامل مع نظام الطاقة الشمسية.

وفي إطار الشراكة مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لبناء القدرات لتصميم وتنفيذ العطاءات التنافسية لسوق الطاقة المتجددة، بدأت عملية طرح العطاءات للمشاريع الجديدة بمشروع كوم أمبو للطاقة الشمسية بقدرة 200 ميجاوات بسعر تعريفة منخفض قياسي بلغ 0.0247 دولار أمريكي لكل كيلووات ساعة.

– استخدام الطاقة الشمسية في الصناعة

بدعم من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، وبالتعاون مع مركز تحديث الصناعة بوزارة الصناعة، يتم الترويج لاستخدام الطاقة الشمسية للتدفئة في العمليات الصناعية.

– تبادل الخبرات من خلال الانضمام إلى تحالفات الطاقة الشمسية الدولية الرائدة.

مع توقيع الاتفاقية الإطارية لإنشاء التحالف الدولي للطاقة الشمسية في 10 مارس 2018، يهدف التحالف إلى معالجة التحديات الرئيسية المتعلقة بالطاقة الشمسية، وتوسيع استخدامها، ودعم تعاون أعضائه في تنفيذ البرامج والأنشطة لتمويل مشاريع الطاقة الشمسية، وزيادة الاهتمام بالابتكار والبحث وبناء القدرات.


شارك