في لحظة حرجة.. لماذا تخلّى محور المقاومة عن إيران؟

منذ 24 أيام
في لحظة حرجة.. لماذا تخلّى محور المقاومة عن إيران؟

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الخميس أن ما يسمى بـ”محور المقاومة” لم يتأثر بالهجوم الإسرائيلي على إيران الأسبوع الماضي. وذكرت الصحيفة أن حلفاء إيران، بما في ذلك الميليشيات التي تدعمها في الشرق الأوسط، “تخلو عنها في وقت تكافح فيه من أجل البقاء”. وأضافت: “لقد تمكنت إيران من بناء شبكة من الميليشيات في المنطقة التي تتقاسم الكراهية نفسها تجاه إسرائيل والولايات المتحدة، بهدف تعزيز نفوذها الإقليمي”.

وتابعت: “لكن بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على طهران، أصبحت إيران الآن تواجه التهديدات الإسرائيلية بمفردها”.

وبحسب الخبراء فإن الهجوم الإسرائيلي قوض قوة إيران من خلال استهداف منشآتها النووية وأنظمة أسلحتها، وتدمير بنيتها التحتية للطاقة والنفط، واغتيال القادة السياسيين والعسكريين والعلماء النوويين.

لكن ما صدم “حلفاء إيران”، بحسب الصحيفة، هو اكتشاف مدى تغلغل الموساد في طهران. فقد نجحت الاستخبارات الإسرائيلية في تنفيذ ضربات بطائرات مسيرة على الأراضي الإيرانية، وحصلت على معلومات دقيقة عن مواقع العديد من القادة العسكريين والاستخباراتيين.

وقد دفع هذا بعض الجماعات المدعومة من إيران إلى التركيز على مصالحها الخاصة والخوف من الانجرار إلى صراع أكبر، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.

قال ريناد منصور، مدير مشروع العراق في تشاتام هاوس بلندن: “بالنسبة لجميع هذه الميليشيات، أصبح الأمر الآن مسألة بقاء. الجميع يدرك عواقب مثل هذه العمليات العسكرية”.

وخلص التقرير إلى أن حزب الله في لبنان، الذي كان يُعتبر في وقت من الأوقات أقوى وكيل لإيران، لم يطلق صاروخًا واحدًا على إيران منذ بدء عملية الأسد الصاعد التي شنتها إسرائيل، وكان رده يقتصر على بيان يدين الهجوم على إيران.

وذكرت الصحيفة أن حزب الله يتبنى حاليا نهج الانتظار والترقب، ونقلت عن دبلوماسيين قولهم إن الحزب لا يريد أن ينجر إلى حرب جديدة، ويفضل التركيز على إعادة بناء قدراته العسكرية ومصادر تمويله.

في العراق، لم تعد الميليشيات تهاجم القواعد العسكرية كما كانت تفعل سابقًا. واكتفت كتائب حزب الله بإصدار بيان: إيران لا تحتاج إلى دعم عسكري إسرائيلي لردعها، لكنها ستهاجم المصالح الأمريكية إذا تدخلت واشنطن في الحرب.

وأشار التقرير إلى أن توازن القوى داخل قيادة الميليشيا قد تغير. في هذه الأثناء، ووفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن حماس تكافح بالكاد للبقاء على قيد الحياة بعد حرب استمرت 20 شهراً مع إسرائيل وأودت بحياة قادتها ودمرت قطاع غزة.

في هذه الأثناء، أطلقت جماعة الحوثي في اليمن صواريخ على إسرائيل، الأحد، لكنها لم تكرر الهجمات منذ ذلك الحين.

وقال المصدر ذاته إن القدرات الصاروخية للحوثيين تراجعت بشكل كبير نتيجة الغارات الجوية الأميركية في شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان.

قالت إليزابيث كيندال، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط ورئيسة كلية غيرتون بجامعة كامبريدج: “أعتقد أن الحوثيين صُدموا من مدى اختراق الاستخبارات الإسرائيلية لإيران. ربما يعتقدون أنه من الأفضل لنا التزام الصمت. إذا تحركنا، فسنكشف أنفسنا ومواقفنا”.


شارك