ماذا دار في كواليس اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي حول إسرائيل وغزة؟

في ضوء المراجعة الدبلوماسية لاتفاقية المساعدات الغامضة إلى غزة، لن تضطر إسرائيل إلى القلق بشأن العقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي حتى سبتمبر/أيلول المقبل، وذلك وفقا لما ذكره موقع “مراقب الاتحاد الأوروبي” في تعليقه على نتائج اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
** مراقبة التزام إسرائيل باللوائح كل أسبوعين
صرحت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كلاس أن الاتحاد الأوروبي سوف يراقب عن كثب تنفيذ إسرائيل لاتفاقية المساعدات لغزة وسوف يراجع امتثالها كل أسبوعين.
وأشار كلاس بعد الاجتماع الوزاري إلى أنه سيتم تقديم التقارير إلى اللجنة السياسية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، وأننا “سنبقي الخيارات (العقوبات) على الطاولة وسنرد في حالة عدم امتثال إسرائيل”.
وأعربت كالاس عن تطلعها لعقد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في سبتمبر/أيلول المقبل بعد العطلة الصيفية.
وأضاف كالاس أن “المزيد من الشاحنات والمساعدات تصل بالفعل إلى قطاع غزة، وتم فتح المزيد من المعابر الحدودية، ونحن نشهد إصلاح شبكات الكهرباء”.
وقال تقرير المفوضية الأوروبية المقدم إلى الدول الأعضاء السبع والعشرين في الاتحاد الأوروبي في نهاية الشهر الماضي إن إسرائيل انتهكت المادة الثانية من اتفاقية الشراكة، التي تلزم باحترام حقوق الإنسان بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي.
وبناء على ذلك، أعد كالاس قائمة من الخيارات الممكنة، بما في ذلك، بحسب وكالة فرانس برس، تعليق الاتفاق بشكل كامل، أو حظر الصادرات من الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو مراجعة سياسة التأشيرات، أو حتى تعليق الشق التجاري من اتفاق الشراكة.
لكن كالاس ووزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر توصلا إلى اتفاق مساعدات في اللحظة الأخيرة يوم الخميس الماضي، مما أعطى أصدقاء إسرائيل مثل ألمانيا وإيطاليا ذريعة لتأخير أي إجراء، وفقا لصحيفة “يو يو أوبزرفر”.
وقال كالاس إن هدف الاتحاد الأوروبي ليس معاقبة إسرائيل، بل تحسين الوضع على الأرض في قطاع غزة.
من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الإيرلندي توماس بيرن: “إن العديد من الحاضرين على الطاولة (في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي) لم يرغبوا في اتخاذ المزيد من الإجراءات (ضد إسرائيل)”.
وأضاف بيرن أن “ستة وعشرين دولة عضو في الاتحاد وافقت على إدراج المزيد من المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين على القائمة السوداء، لكن المجر، الحليف الرئيسي لتل أبيب، عارضت هذه الخطوة”.
من جانبه، قال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي إن بولندا دفعت أيضاً إلى إدراج أسماء هؤلاء المستوطنين، مشيراً إلى أن متطرفين إسرائيليين أشعلوا النار في كنيسة تعود إلى القرن الخامس في الضفة الغربية الأسبوع الماضي.
وكان فشل الاتحاد الأوروبي في معاقبة إسرائيل بمثابة خيبة أمل بالنسبة لإسبانيا وأيرلندا.
**اتفاق شفهي غامض بشأن المساعدة
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس “أي شيء يسمح بدخول الغذاء والدواء والوقود إلى غزة سيكون موضع ترحيب، ولكنني أود أن أعرف المزيد عن الآلية”.
وأضاف ألباريس أن استيراد الغذاء والدواء إلى غزة هو “الحد الأدنى”. كما صرّح بأن على الاتحاد الأوروبي فرض حظر أسلحة على إسرائيل بسبب العنف غير المبرر في غزة.
تجدر الإشارة إلى أن اتفاقية المساعدة بين كلاس وساعر كانت شفهية وليست مكتوبة، بما في ذلك أرقام ومواعيد تسليم المساعدة. وبالتالي، لا توجد آلية للتعمق في هذه الاتفاقية.
في المقابل، قالت وزيرة الخارجية النمساوية بيات ماينل رايزنجر إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يبقي قنوات الاتصال مفتوحة، “وخاصة بين الأصدقاء (مع إسرائيل)”، لتحسين الوضع في قطاع غزة.
عندما سأله صحفي عن المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة، قال رايزنجر: “أعتقد أنه يجب علينا توخي الحذر الشديد عند استخدام مصطلح الإبادة الجماعية. في النهاية، ستقرر المحكمة (محكمة العدل الدولية) الأمر”.
وقالت وزيرة الخارجية النمساوية إنها مقتنعة بأن حركة حماس الفلسطينية أخذت زمام المبادرة من أجل السلام بإلقاء سلاحها وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
من جانبه، قال وزير الدولة الألماني للشؤون الأوروبية غونتر كريشباوم: “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. لقد تعرضت للهجوم في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023”.
وأشاد لارس لوك راسموسن، وزير خارجية الدنمارك التي تتولى حاليا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، باتفاق كالاس مع ساعر، قائلا: “إن أهم شيء ليس الدبلوماسية الصوتية، بل تغيير الظروف على الأرض”.