سوريا تعلن إخماد حرائق اللاذقية وتحذر من تداعيات خطيرة تمتد سنوات

رائد الصالح: سنبدأ قريبا بتركيب نظام إنذار مبكر للحرائق ضمن خطة متكاملة لحماية الغابات. ولا تكمن الكارثة في حجم الضرر فحسب، بل وفي عواقبه المستقبلية أيضاً، مثل خطر التعرية وفقدان التربة والنباتات. محمد عثمان: الحرائق أتت على 16 ألف هكتار من الغابات، منها 2200 هكتار من الأراضي الزراعية، وألحقت أضرارا بـ45 قرية و1200 أسرة.
أعلن وزير الطوارئ والحماية المدنية السوري رائد الصالح، الثلاثاء، انتهاء جهود إخماد الحريق الذي اندلع مؤخراً في جبال محافظة اللاذقية شمال غربي البلاد، لكنه حذر من عواقب وخيمة قد تستمر لسنوات.وأكد صالح خلال مؤتمر صحفي مشترك مع محافظ اللاذقية محمد عثمان في المدينة، أن ما تم تحقيقه هو نتيجة “تضامن وتعاون وطني وشعبي واسع على الأرض بين مؤسسات الدولة والفرق التطوعية والدولية”، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا).”انتهت الحرائق، لكن المهمة لم تنتهِ بعد. ابتداءً من اليوم، تبدأ مهمتنا الحقيقية: إعادة الحياة إلى هذه الجبال”، قال، في إشارة إلى بدء جهود إعادة التأهيل وإحياء الغابات المتضررة.وأوضح الصالح أن الوزارة ستبدأ قريبًا بتركيب نظام إنذار مبكر للحرائق، ضمن خطة متكاملة تتضمن إنشاء منظومة وطنية لحماية الغابات، وتعزيز مشاركة المجتمع المحلي.وأوضح الوزير أن رجال الإطفاء واجهوا تحديات كبيرة في إخماد الحرائق، بما في ذلك الألغام والذخائر الحربية، والرياح القوية المتغيرة، والتضاريس الصعبة، وعدم وجود حواجز للحرائق بسبب إهمال الغابات منذ فترة طويلة.وحذر من أن “الكارثة لا تكمن فقط في حجم الخسائر، بل أيضا في عواقبها المستقبلية، مثل خطر التعرية وفقدان التربة والنباتات وسط أسوأ موجة جفاف وتغير مناخي منذ عقود”.وأضاف: «اعتمدت الوزارة على مركز الإنذار المبكر للعوامل الجوية، الذي رصد سرعات واتجاهات الرياح بشكل منتظم، ما مكنها من وضع استراتيجيات تدخل دقيقة من غرفة العمليات».كما تم استخدام صور الأقمار الصناعية والتصوير الحراري والطائرات المسيرة التقليدية لتحديد مصادر الحرائق، الأمر الذي ساهم بشكل مباشر في تسريع عملية مكافحة الحرائق، بحسب الصالح.وشكر الفرق من تركيا والأردن والعراق ولبنان وقطر “وكل الفرق التطوعية التي لعبت دورا كبيرا في تقديم الدعم اللوجستي، وكذلك الوزارات والمؤسسات الحكومية التي عملت معا بتناغم ومسؤولية”.وأضاف: “لقد صنعتم ملحمة إنسانية ستبقى في ذاكرة هذا الوطن، وكنتم مثالاً مشرقاً للتكاتف والتعاضد”.تدمير واسع النطاقصرح محافظ اللاذقية، محمد عثمان، بأن الحرائق أتت على أكثر من 16 ألف هكتار من الغابات، منها 2200 هكتار من الأراضي الزراعية، وتضررت 45 قرية. وبلغ عدد العائلات المتضررة حوالي 1200 عائلة.وأكد أن التنسيق الشامل بين فرق الإطفاء والحماية المدنية في مختلف المحافظات السورية، فضلاً عن دعم الدول الشريكة، ساهم في احتواء الحرائق.وأوضح أن المحافظة سعت خلال الاثني عشر يومًا التي تلت الحريق إلى تلبية جميع الاحتياجات المحلية والمساعدات الإنسانية. وشمل ذلك إنشاء مطبخ ميداني يُقدم أكثر من 2500 وجبة يوميًا، وتوفير معدات إطفاء بالتعاون مع وزارتي الداخلية والدفاع.وأشار إلى أن وفودًا وزارية زارت المناطق المتضررة، وبدأت بوضع خطة شاملة لتقييم الأضرار وتعويض المتضررين. وأوضح أن الحكومة ستنفذ خطة إعادة تأهيل بالتنسيق مع الوزارات المعنية.تكثر الحرائق في ريف اللاذقية خلال أشهر الصيف. ويصعب إخمادها بسبب ارتفاع درجات الحرارة وكثافة الغطاء الحرجي والرياح القوية.