وزير الخارجية: مصر تدين التصعيد الإسرائيلي على إيران وتتمسك بحل سلمي شامل للملف النووي ووقف العدوان على غزة

أكد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، رفض مصر للتصعيد الإسرائيلي الأخير ضد إيران، واعتبره انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وحذر من عواقبه الخطيرة على الأمن الإقليمي والدولي.
في مستهل كلمته في الدورة الحادية والخمسين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، شكر عبد العاطي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على استضافته الاجتماع وكرم ضيافته. كما أدان الهجوم الإسرائيلي فجر 13 يونيو/حزيران، والذي سبق إعلان نتائج مفاوضات مسقط التي أطلقتها سلطنة عمان للتوصل إلى حل سلمي للبرنامج النووي الإيراني.
أكد الوزير رفض مصر لأي حل عسكري للأزمة النووية، وأدان الهجمات المتكررة على المنشآت النووية الإيرانية، ودعا إلى نهج شامل لإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط. كما دعا إلى محاسبة إسرائيل على رفضها الانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي.
ووصف عبد العاطي عدوان إسرائيل على إيران في 13 يونيو/حزيران الماضي بأنه “تصعيد إقليمي صارخ” وانتهاك للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، محذرا من تداعياته على الأمن الإقليمي والدولي.
وأوضح أن الهجوم الإسرائيلي وقع رغم الجهود السلمية التي تبذلها سلطنة عمان لحل الأزمة النووية الإيرانية ضمن “عملية مسقط”. وأشار إلى أن مصر تعتبر الحلول العسكرية غير مجدية، وتدين الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية.
وتشكل القضية الفلسطينية محورا مهما.
وأكد وزير الخارجية أن القضية الفلسطينية تظل على رأس أولويات السياسة الخارجية المصرية، مشيرا إلى الدور المحوري الذي تلعبه مصر بالتعاون مع قطر في وقف العدوان على قطاع غزة وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية وإنهاء الكارثة الإنسانية التي تؤثر على أكثر من مليوني فلسطيني.
أشاد عبد العاطي بالموقف الدولي والإسلامي الرافض للحصار والانتهاكات الإسرائيلية. كما نوّه بدعم دول منظمة التعاون الإسلامي في تبني الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار قطاع غزة، مؤكدًا على أهمية المضي قدمًا في تنفيذها بعد وقف إطلاق النار في المؤتمر الدولي المقبل بالقاهرة.
الأزمات الإقليمية: السودان، سوريا، ليبيا، اليمن، الصومال
وفيما يتعلق بالأزمات الإقليمية الأخرى، جدد عبد العاطي دعم مصر الكامل للسودان الشقيق وسعيها الدؤوب لإيجاد حل سياسي بقيادة سودانية. كما أكد على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا ومؤسساتها الوطنية، وأدان الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية واللبنانية، ودعا إلى الانسحاب من الجولان والأراضي المحتلة.
وفيما يتعلق بالشأن الليبي، أكد الوزير دعم مصر للمصالحة الوطنية وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، مشددا على ضرورة انسحاب كافة القوات الأجنبية من الأراضي الليبية.
دعا عبد العاطي إلى حل شامل في اليمن يحفظ وحدة البلاد وينهي الأزمة الإنسانية. كما أكد على أهمية دعم الحكومة الصومالية، فاستقرار الصومال جزء لا يتجزأ من الأمن الإقليمي.
منظمة التعاون الإسلامي في عالم متغير
وفي الختام، أكد الوزير المصري على ضرورة إصلاح منظمة التعاون الإسلامي لمواجهة التحديات الراهنة، لا سيما الأمن الغذائي والمالي، بالإضافة إلى نظام اللجوء. كما دعا إلى مراجعة اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات بين الدول الأعضاء، واستخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز التنمية المستدامة.
وحذر عبد العاطي من تصاعد الحملات المعادية للإسلام، ودعا إلى تعزيز دور المؤسسات الدينية والإعلامية في الدفاع عن الصورة الحقيقية للإسلام، ودعم جهود الأمم المتحدة في مكافحة هذه الظاهرة.
واختتم كلمته بالدعاء إلى الله أن يوفق الاجتماع لما فيه مصلحة الشعوب الإسلامية والعربية، وتمنى لتركيا التوفيق في رئاستها للدورة الحالية.