النحل القزم.. آفة أجنبية تكدر حال المواطنين وقلق من تأثيره الضار على النحل المصري

وقال رئيس اتحاد النحالين العرب لـ«الشروق»: «نشعر بالقلق من انتشار النحل البري، والذي قد يمثل بوابة جديدة لنقل الأمراض الأجنبية إلى نحل العسل المصري».
فتحي: النحل القزم الموجود في مصر عدواني للغاية ولا توجد دراسات أو أبحاث حول التغيرات في سلوكه.
رئيس بحوث النحل بوزارة الزراعة: النحل البري وصل إلى مصر عبر سفن الشحن في 2020 وبلدانه الأصلية شرق آسيا والسعودية.
مع حلول فصل الصيف، تزايدت شكاوى المواطنين في بعض المحافظات من انتشار وغزو نوع من النحل البري يُعرف باسم “النحل القزم” نظرًا لصغر حجمه. يُعد هذا النوع جديدًا على مصر نظرًا لعدم ملاءمة الظروف البيئية له. وصرح مسؤولون لصحيفة الشروق أن النحل وصل إلى مصر على متن سفن شحن من دول شرق آسيا والسعودية وسلطنة عمان.
حذّر الدكتور فتحي بحيري، رئيس جمعية النحالين العرب، من انتشار هذا النوع من النحل القزم وتأثيره على النحل المصري الأصيل، مُبديًا مخاوفه من أن يُصبح بوابةً جديدةً لنقل الأمراض الوافدة إلى نحل العسل المصري. وشدّد بحيري على ضرورة مكافحة هذا النوع من النحل القزم، وإجراء البحوث والدراسات اللازمة، والحصول على جميع المعلومات العلمية عنه، نظرًا لانتشاره السريع حاليًا.
وأضاف بحري لـ”الشروق” أن هذا النوع من النحل يتميز بموطنه الأصلي في شبه الجزيرة العربية، سلطنة عمان. إلا أن النوع الموجود حاليًا في مصر أصبح بريًا للغاية، وربما تغير سلوكه بسبب البيئة المصرية غير الملائمة. علاوة على ذلك، فإن نقص الأبحاث والدراسات حول النحل منذ انتشاره قبل ثلاث سنوات يزيد من تفاقم الوضع.
أكد رئيس جمعية النحالين العرب خطورة هذا التغير السلوكي لدى النحل القزم، إذ قد يصبح ناقلًا للأمراض في نحل العسل المصري أو منافسًا لمراعي النحل المحلية. وأضاف أن خصائصه معروفة في موطنه، لكن العكس هو الصحيح في مصر، فهو هادئ للغاية. وأوضح أنه هاجمنا بعنف استجابةً لنداءات استغاثة من المواطنين، وهي ليست من سماته المعتادة.
أشار بحري إلى أن مستعمرات النحل القزم غير صالحة للتكاثر في مصر، وتُعتبر بمثابة “وباء”. وهناك مخاوف من احتمال تزاوجها مع النحل المصري، مما قد يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية والجودة. وأضاف أنها تتواجد حاليًا في مناطق العاصمة الإدارية الرحاب، والشروق، ومدينتي، وبالقرب من محافظة السويس، حيث هاجرت. وقد وصلت الآن إلى المناطق المحيطة بزايد، وأكتوبر، والمناطق الصحراوية القاحلة ذات الفلل والزهور، لكنها لم تظهر بعد في الدلتا.
قللت الدكتورة أسماء أنور، رئيسة إدارة بحوث النحل بوزارة الزراعة، من خطورة انتشار النحل البري، المعروف أيضًا باسم “النحل القزم”، في محافظتي القاهرة والجيزة. وأشارت إلى أن هذا النحل يزداد نشاطًا خلال حرارة الصيف ويهاجم الأشخاص الذين يحاولون التخلص منه.
أوضح أنور لـ”الشروق” أن النحل البري وصل إلى مصر على متن سفن شحن من جنوب شرق آسيا والسعودية عام ٢٠٢٠. لا يستقر النحل البري في مكان واحد، بل يسهل القضاء عليه. وتسافر فرق من إدارة أبحاث النحل إلى المناطق التي ينتشر فيها هذا النوع لمكافحته.
أشار رئيس قسم بحوث النحل بوزارة الزراعة إلى أن لسعة النحل البري، كأي حشرة أخرى، تُسبب احمرارًا وحكة في الجسم. إلا أن اللسعة غير ضارة ولا تُسبب أي آثار جانبية، فلا داعي لقلق المواطنين.