متى تلجأ إيران لتصنيع سلاح نووي؟

منذ 5 ساعات
متى تلجأ إيران لتصنيع سلاح نووي؟

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية أن إيران قد تسعى لإنتاج سلاح نووي إذا هاجمت الولايات المتحدة منشأة رئيسية لتخصيب اليورانيوم أو إذا اغتالت إسرائيل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.

وفقًا لمسؤولين أمريكيين واستخباراتيين، لا تزال أجهزة الاستخبارات تعتقد أن طهران لم تتخذ قرارًا نهائيًا بعد بشأن تطوير قنبلة نووية، رغم امتلاكها كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب الكافية لهذا الغرض. وأكدوا أن هذا التقييم لم يتغير منذ المراجعة الأخيرة في مارس/آذار، حتى بعد أن شنت إسرائيل هجمات على منشآت نووية إيرانية.

وأشار مسؤولون كبار في الاستخبارات الأميركية إلى أن القيادة الإيرانية قد تقرر بناء قنبلة نووية إذا هاجم الجيش الأميركي منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم أو إذا تم اغتيال خامنئي.

ورغم أن القرار النهائي بشأن القنبلة لا يزال مفتوحا، فإن بعض الساسة في الولايات المتحدة وإسرائيل يعتقدون أن إيران قريبة بما يكفي من امتلاك قنبلة نووية لتشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل، حسبما ذكرت الصحيفة الأميركية.

وأثارت هذه القضية جدلاً واسعاً بشأن سياسة إيران، خاصة في ضوء تفكير الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قصف منشأة فوردو.

في هذا السياق، عقد مسؤولو البيت الأبيض إحاطة استخباراتية يوم الخميس، أعلنوا فيها أن الرئيس ترامب سيعلن قراره خلال أسبوعين. وأكد مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، جون راتكليف، خلال المؤتمر أن إيران على وشك امتلاك سلاح نووي.

أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، خلال مؤتمر صحفي عُقد يوم الخميس أن إيران تمتلك كل ما تحتاجه لصنع قنبلة نووية. وأشارت إلى أن القرار السياسي وحده هو الذي يحول دون تحقيق إيران لهذا الهدف.

وأوضح ليفيت أنه بعد هذا القرار، قد تحتاج إيران إلى بضعة أسابيع فقط لإكمال عملية التصنيع.

وقال بعض المسؤولين الأميركيين إن هذه التقييمات استندت جزئيا إلى معلومات استخباراتية من الموساد الإسرائيلي تفيد بأن إيران قادرة على إنتاج سلاح نووي خلال 15 يوما.

وفي حين اعتبر بعض الساسة هذه التقديرات الإسرائيلية ذات مصداقية، اتفق آخرون مع التقييم الأميركي بأن الأمر قد يستغرق عدة أشهر، وربما حتى عام، حتى تتمكن إيران من استكمال إنتاج السلاح النووي.

غالبًا ما تُصاغ تقييمات الاستخبارات بمرونة، مما يتيح لصانعي القرار نطاقًا واسعًا من التفسيرات. ويعتقد العديد من المسؤولين الحكوميين أن امتلاك إيران لهذه الكمية الكبيرة من اليورانيوم المخصب يعكس نيتها تسريع برنامجها النووي وتطوير سلاح نووي إذا لزم الأمر.

وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، يعتقد المسؤولون أن التقديرات الإسرائيلية قد تكون متأثرة باعتبارات سياسية. وعلى وجه الخصوص، برزت جهود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لكسب الدعم الأمريكي لحملته العسكرية ضد إيران.

وأكد نتنياهو أن إسرائيل قادرة على تحقيق أهدافها النووية دون الحاجة إلى الاعتماد على أطراف أخرى.

وقال مسؤولون إن التقييمات الجديدة للجدول الزمني المحتمل للحصول على القنبلة لم تكن مبنية على معلومات استخباراتية تم جمعها حديثا، بل على تحليل محدث للبيانات الموجودة.

بدوره، أصدر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي فتوى عام ٢٠٠٣ تحظر تطوير الأسلحة النووية. وصرح مسؤول استخباراتي أمريكي بأن هذه الفتوى لا تزال سارية، لكنه وصف التقييم الإسرائيلي الأخير بأنه مثير للقلق.

مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، أكدت مصادر إسرائيلية أن طهران سوف تحصل على المكونات اللازمة لبناء قنبلة نووية خلال بضعة أسابيع، دون تحديد إطار زمني محدد.

وقال نتنياهو إن إيران اتخذت مؤخرا خطوات غير مسبوقة لتحويل اليورانيوم المخصب إلى سلاح نووي، وحذر من أن البلاد قد تنتج قنبلة خلال فترة قصيرة من الزمن، ربما أشهر أو أقل من عام، مما يشكل تهديدا مباشرا لبقاء إسرائيل.

أقرّ مسؤولون أمريكيون بأن مخزون إيران النووي يثير القلق، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز. وفي شهادة أمام الكونغرس في وقت سابق من هذا الشهر، صرّح قائد القيادة المركزية الأمريكية، مايكل كوريلا، بأن إيران تمتلك مخزونات وأجهزة طرد مركزي تُمكّنها من إنتاج ما يكفي من المواد لصنع سلاح نووي واحد خلال أسبوع – أي ما يكفي لإنتاج حوالي 10 أسلحة نووية خلال ثلاثة أسابيع، إذا قررت “تجاوز العتبة النووية”.

في مارس/آذار من العام الماضي، صرّحت تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية، بأن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب قد وصل إلى مستويات غير مسبوقة بالنسبة لدولة غير نووية. وأكد مسؤولون أمريكيون تصريحاتها، التي تعكس جهود إيران لإنتاج مكونات أسلحة نووية.

تخصيب اليورانيوم إلى 90% هو الخطوة الأخيرة في صنع قنبلة نووية. تبلغ نسبة التخصيب في إيران حاليًا 60%. يتطلب صنع سلاح نووي أكثر من مجرد مواد؛ بل يتطلب أيضًا القدرة على تصنيع القنبلة وتصغيرها لتناسب رأسًا حربيًا صاروخيًا.

ورغم أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعتقدان أن إيران تمتلك المعرفة التقنية اللازمة لبناء قنبلة، فإن المعلومات الاستخباراتية لا تشير إلى وجود نية واضحة في هذا الصدد.

وفقًا لبعض تقديرات صحيفة نيويورك تايمز، يُمكن لإيران اختصار المدة الزمنية إذا اختارت إنتاج سلاح نووي بدائي لا يتطلب تصغيرًا لإطلاقه بالصواريخ. وتوضح الصحيفة أن هذا السلاح قد يُشبه قنبلة هيروشيما، التي بلغ وزنها حوالي 4500 كيلوغرام، وطولها ثلاثة أمتار، وأُلقيت جوًا.

أكد مسؤولون، بمن فيهم نائب الرئيس الأمريكي جيه. دي. فانس، ظهور معلومات جديدة منذ التصريحات الأخيرة في مارس/آذار. إلا أن هذه المعلومات لم تكن جديدة حول نوايا إيران أو قدراتها، بل كانت تحليلات مُحدثة للبيانات المتوفرة.


شارك