«غاندو» مسلسل إيرانى يكشف اختراق الجواسيس لإيران

منذ 5 ساعات
«غاندو» مسلسل إيرانى يكشف اختراق الجواسيس لإيران

يتناول العمل دور جهاز استخبارات الحرس الثوري في إغواء العملاء الأجانب ويتهم وزير خارجية سابق بالعمل لصالح بريطانيا العظمى.

نظراً لجرائم القتل الجماعية التي طالت قادة عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين، والتي تشير إلى ثغرات أمنية خطيرة داخل الدولة الإيرانية، ووجود عدد كبير من الجواسيس من مختلف الدول، تبادر إلى ذهني المسلسل الإيراني “غاندو”. عُرضت الحلقة الأولى في 5 يونيو/حزيران 2019، وامتدت أحداثه على جزأين بمجموع 68 حلقة، عُرضت الحلقة الأخيرة في 5 سبتمبر/أيلول 2021.

أثار مسلسل “غاندو” ضجة كبيرة في إيران طوال فترة عرضه. تدور أحداثه حول عملية اختراق واسعة النطاق للحكومة الإيرانية، حيث يحتل جواسيس من وكالات أجنبية مختلفة مناصب حكومية رئيسية. مهد هذا الطريق لتزايد عدد الجواسيس في الحكومة وغيرها من المناصب الرئيسية، لا سيما من خلال تعيين إيرانيين غير أكفاء يحملون جنسية مزدوجة. كما يشارك هؤلاء الجواسيس في قرارات مهمة، لا سيما في المفاوضات النووية.عندما عُرض الموسم الأول من مسلسل “غاندو” عام ٢٠١٩، وصفه الجمهور الإيراني بأنه مسلسل وثائقي يُضفي على الحقائق طابعًا دراميًا. كان هدفه الرئيسي تقويض الثقة بحكومة الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، الذي حكم البلاد من عام ٢٠١٣ إلى عام ٢٠٢١. كما استهدف المسلسل وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، الذي انتُخب رئيسًا عام ٢٠١٧، وصُوّر في المسلسل كخائن يعمل جاسوسًا للمخابرات البريطانية. كان هدف رئيسي تخريب المفاوضات النووية، مما دفعه إلى كتابة رسالة إلى المرشد الأعلى آنذاك ينفي فيها هذه الادعاءات ويطالبه بوقف بث المسلسل. وهذا ما حدث.توقع الجمهور الإيراني إعادة عرض المسلسل بعد فوز حكومة إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية وتشكيل حكومة جديدة. أُنتج مسلسل “غاندو” بدعم من الحرس الثوري الإيراني، مما أتاح بثه على التلفزيون الرسمي. جسّد المسلسل، الذي تبلغ مدة كل حلقة 45 دقيقة، بطولات الحرس الثوري، وأبرز الصراع الاستخباراتي بينه وبين وزارة الأمن الإيرانية. يستند المسلسل إلى قصة “محمد”، عميل الحرس الثوري الذي يُجري عمليات تجسس مضادة للكشف عن الجواسيس الأجانب. يراقب “محمد” وزملاؤه كل جاسوس أجنبي بمجرد وصوله إلى الأراضي الإيرانية. وقد أصبحت هذه القضية مثار سخرية عامة، إذ يعتقد الجمهور الإيراني أن سبب سلسلة اغتيالات الشخصيات المهمة هو تغلغل الحرس الثوري في إيران ووجود جواسيس داخلها.كشف المسلسل أيضًا عن شبكة تابعة لجهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني في تركيا، تتعقب أنشطة الدبلوماسيين الأمريكيين في المنطقة. وتناول ملفات أمنية، أبرزها اعتقال الصحفي الإيراني الأمريكي جيسون رضائيان، المُدان بالتجسس لصالح الولايات المتحدة، واعتقال ابن شقيق الرئيس لعلاقته الوثيقة به. كما أثار شكوكًا حول دور وزير الخارجية الإيراني في إطلاق سراح جيسون رضائيان، الذي تزامن مع الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي عام ٢٠١٦.كما أكد المسلسل أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية، بالتعاون مع المعارضة الإيرانية في الخارج، كانت وراء انفجار قاعدة الغدير الصاروخية عام ٢٠١١، والذي أودى بحياة اللواء حسن طهراني، المؤسس الرئيسي لصناعة الصواريخ الإيرانية. وصرحت إيران آنذاك بأن الانفجار نجم عن حادث أثناء نقل المعدات في القاعدة، ونفت التقارير التي تُفيد بوقوف إسرائيل وراء الحادث.يتناول المسلسل اضطهاد شارلوت، الجاسوسة البريطانية التي عملت تحت الحماية الدبلوماسية في طهران. وقد أكد الجمهور أنها الباحثة البريطانية الأسترالية كايلي مور-جيلبرت، التي أُدينت بالتجسس لصالح إسرائيل وأُطلق سراحها من طهران عام ٢٠٢٠ بعد عامين من السجن ضمن صفقة تبادل أسرى مع ثلاثة إيرانيين.على الرغم من أن ارتداء الحجاب إلزامي لجميع النساء في الأماكن العامة في إيران، وتفرض الرقابة على الممثلات ارتدائه في جميع المواقف والمشاهد، إلا أن شارلوت، التي تلعب دورها ممثلة تنتمي إلى الأقلية المسيحية الأرمنية، ظهرت في عدة مشاهد بدون حجاب.يستكشف المسلسل أيضًا أساليب التجسس المختلفة التي تستخدمها البعثات الدبلوماسية الغربية، بما في ذلك التنصت على الهواتف الدبلوماسية، واختراق أنظمة الكمبيوتر، والمراقبة والتنصت باستخدام الطائرات المسيرة. كما يتناول علاقات كبار المسؤولين بهذه السفارات.بعد القصص التي تناولها المسلسل، أعلن القضاء الإيراني، بعد مراجعة بعض ما كُشف عنه، إدانة عدد من الأفراد بتهمة الفساد وآخرين بتهمة التجسس. وأكد القضاء أن قضايا أخرى قيد المراجعة.مسلسل غندو تأليف أرش قادري، إنتاج جواد أفشار، بتولة ليلى أوتادي، سارة خوني ها، عليرام نورائي، دريوش فرحنك، حيدر حباني، أزيتا تركاشند، نيجار عبيدي، خسرو شهراز، بندر أكبري، عرفان إبراهيمي، ماجد نوروزي، علي أفشار، أتابك نادري، بيام ديكردي، أمير باي، وريزا باي، بيام ديكردي، محمد مختاري، صبحان بيرفي، وحيد الرحباني، شهرام قائدي، شهرزاد كمال زاده، سارة منجازي، مهدي عبادتي، حسن اسدي، ورزا هاشمي.


شارك