رئيس دار الأوبرا: عبد المنعم كامل قامة إبداعية متفردة .. وحفلان تكريما لتاريخه

كان أسطورة الباليه المصري الفنان الراحل عبد المنعم كامل، صاحب مسيرة طويلة وناجحة، قدم خلالها العديد من العروض على المسرح الأوبرالي كراقص ومخرج ومصمم رقصات، مما أعطى الباليه المصري هوية فريدة أسرت عشاق الباليه حول العالم.تحتفي به دار الأوبرا بحفلين موسيقيين بعنوان “أسطورة الباليه”، اليوم وغدًا الساعة التاسعة مساءً في المسرح الكبير. تقدم فرقة باليه أوبرا القاهرة مختارات من أهم عروض الباليه المصرية للفنان كامل، بقيادة أرمينيا كامل، المديرة الفنية للفرقة، وبمصاحبة أوركسترا أوبرا القاهرة بقيادة المايسترو محمد سعد باشا، وبتصميم جرافيكي للفنان محمد عبد الرازق.يتضمن البرنامج مشاهد من عروض الباليه العالمية والمصرية تحت إشراف الراحل الدكتور عبد المنعم كامل، والتي تظهر تأثيره الإبداعي كنجم ورائد في هذا الفن، بما في ذلك “القرصان” لأدولف آدمز، و”النيل” لعمر خيرت، و”دون كيخوت” للودفيج مينكوس، و”خطوات شرقية (مصرية)” لعطية شرارة، و”بحيرة البجع” لتشايكوفسكي، بالإضافة إلى عروض الباليه التي ساهم في إبداعها، بما في ذلك “لوركيانا” لإدوارد ماركس، و”ماركينا” و”جيزيل” لأدولف آدمز.قال رئيس دار الأوبرا المصرية إن الحفلين يعكسان التزام دار الأوبرا بالحفاظ على تراث الفنان الراحل عبد المنعم كامل، مؤكدًا أن الفقيد كان شخصية إبداعية فريدة، قدم إسهامات جليلة في فن الباليه. ويخلّد الحفلان اسمه بتقديم نماذج من إبداعاته الخالدة. لا يزال الدكتور عبد المنعم كامل يُعتبر أحد أهم رموز فن الباليه ومؤسس نهضته الحديثة في مصر. درس الباليه في المعهد العالي للباليه وتخرج منه عام ١٩٦٩، وحصل في العام نفسه على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة. واصل مسيرته الأكاديمية والفنية، وحصل على الدكتوراه في الفنون من موسكو عام ١٩٧٩، وحصل أيضًا على شهادة احترافية من لا سكالا بميلانو عام ١٩٨٠. كان يتقن أربع لغات أجنبية، مما ساعده على الانفتاح على ثقافات العالم.بدأ عبد المنعم كامل مسيرته الفنية كراقص باليه محترف على أعرق المسارح العالمية، منها مسارح البولشوي وكيروف في روسيا، ولا سكالا في إيطاليا، وماراكايبو وكاراكاس في فنزويلا. جال في عدة دول بعروضه وتصميماته، محققًا شهرة فنية واسعة. بعد حريق دار الأوبرا الملكية، عاد إلى مصر ليحقق حلمه بإعادة تأسيس فرقة باليه أوبرا القاهرة مع مجموعة من زملائه، والذي تحقق بدعم من الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق. ومع افتتاح دار الأوبرا المصرية الجديدة، قُدّمت العروض لأول مرة بمصاحبة أوركسترا الأوبرا، التي انضمت إليها الفرقة رسميًا عام ١٩٩١.مثّل عبد المنعم كامل مصر في أهم مسابقات الباليه الدولية حول العالم، بما في ذلك موسكو وطوكيو ونيويورك، حيث نال أعلى مراتب الشرف. كما شغل مناصب قيادية مختلفة، منها مدير فرقة باليه أوبرا القاهرة (1983-2005)، ومدير البيت الفني للموسيقى والأوبرا والباليه، وأخيرًا مدير دار الأوبرا المصرية من عام 2004 إلى عام 2012. ترأس قسم التصميم والإخراج في المعهد العالي للباليه، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، مساهمًا في تخريج أجيال كاملة من الفنانين.عبد المنعم كامل، الذي توفي في 25 فبراير 2013، وضع وأخرج أكثر من 30 عرضًا باليهيًا وأوبرا بارزًا، أبرزها “عايدة” عند سفح الأهرامات وفي بكين، وأوبريت “الليلة العظيمة”، وباليهات بارزة مثل “الصمود”، و”الوطن”، و”العيون الجميلة”، و”أوزيريس”، و”النيل”، و”في ذكرى أم كلثوم”، و”روميو وجولييت”، و”ألف ليلة وليلة”. نال تكريمات وجوائز محلية ودولية، أبرزها وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس جمال عبد الناصر عند تأسيس فرقة الباليه المصرية، ووسام فارس من إيطاليا، وجائزة من دار أوبرا متروبوليتان في الولايات المتحدة.