أمين حزب الجيل في الإسكندرية: تجاوز حكم المحكمة الدستورية في قانون الإيجار القديم غير مبرر

منذ 6 ساعات
أمين حزب الجيل في الإسكندرية: تجاوز حكم المحكمة الدستورية في قانون الإيجار القديم غير مبرر

* عمر عوض: يحذر من تأثير القانون على استقرار حياة ملايين الأسر.

أعرب عمر عوض، أمين عام حزب الجيل الديمقراطي بالإسكندرية، عن قلقه البالغ إزاء تداعيات مشروع القانون الجديد الذي قدمته الحكومة لمجلس النواب، والمتعلق بتعديل بعض أحكام قانون الإيجارات. وأكد أن مشروع القانون الحالي يُهدد الأمن الاجتماعي والسكني لملايين المواطنين المصريين، وخاصةً محدودي الدخل وكبار السن.

وقال عوض في تصريح صحفي اليوم الأربعاء: “في حين أننا نؤمن بشدة بضرورة تطوير البنية التشريعية واحترام حقوق الملكية وفقا للدستور، فإن مشروع القانون بصيغته الحالية يمثل خطوة غير متوازنة، حيث يتجاهل بشكل واضح الجوانب الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية لملايين الأسر التي عاشت لعقود في مساكن الإيجار القديمة، والتي لا تزال ملاذها الوحيد المستقر”.

وأضاف: “يستأجر جزء كبير من المصريين هذه الشقق منذ أكثر من نصف قرن. ينتمي معظمهم إلى شريحة سكانية لا تملك مصادر دخل كافية لتمويل الزيادات الهائلة في الإيجارات. كما يواجهون خطر الإخلاء، وهو ما قد يؤثر عليهم فور صدور القانون وانتهاء المدة الممنوحة لهم، لافتقارهم إلى أي آليات دعم اجتماعي لحمايتهم”.

انتقد عوض ما اعتبره “إصرارًا” من الحكومة على التحايل على مضمون حكم المحكمة الدستورية العليا. وأوضح أن الحكم اكتفى بعدم دستورية تحديد القيمة الإيجارية بشكل دائم، ولم يتناول ضرورة إنهاء عقد الإيجار كليًا. وهذا تفسير خاطئ ومجحف بمضمون الحكم الدستوري.

تساءل عوض: “لماذا تُصرّ الحكومة على إلغاء الإيجارات كليًا، في حين أن القرار ينصّ فقط على عدم جواز تجميد الإيجارات؟ كان ينبغي تعديل الإيجارات تدريجيًا لتحقيق التوازن بين الأطراف المعنية، بدلًا من تعريض الملايين فجأةً لمصير مجهول”.

أكد عوض على ضرورة تطبيق أي تعديلات تشريعية في هذه القضية الحساسة وفق مبدأي التدرج والعدالة الاجتماعية. ودعا إلى حوار عام موسع حول مشروع القانون قبل إقراره، والنظر في الآثار الاجتماعية والاقتصادية المحتملة التي قد تهدد السلم الاجتماعي، وتؤدي إلى موجات من الإخلاء القسري، ونزاعات قانونية معقدة.

وأشار عوض إلى أن حزب الجيل يؤيد حق الملاك في الحصول على عائد عادل على ممتلكاتهم، لكنه في الوقت ذاته يرى أن الحق في السكن الآمن والمستقر هو حق أصيل لكل مواطن ولا يجوز إلغاؤه بقوانين متسرعة تتجاهل واقع الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة.

قال عوض: “لسنا ضد التطوير ولا مع الركود، لكننا ندعو إلى حلول توافقية تُحافظ على التوازن بين حقوق المُلّاك وكرامة المستأجرين. هناك بدائل مُتعددة، مثل الإيجارات المُتدرجة أو صيغ العقود المرنة التي تُراعي دخل المستأجرين وتُحقق عائدًا مُناسبًا للمُلّاك”.

ودعا عوض مجلس النواب إلى تحمل مسؤوليته الوطنية والتاريخية، ومناقشة هذا القانون بنزاهة وعدل، دون أي ضغوط. وأكد أن البرلمان في هذه المرحلة الحساسة يجب أن يكون صوت الشعب، وليس مجرد أداة لتمرير القوانين دون نقاش جاد.

ودعا عوض النواب إلى إطلاق حوار اجتماعي شامل حول القانون، ومطالبة الحكومة بإجراء دراسات شاملة حول آثاره الاجتماعية والاقتصادية. وأضاف: “نرفض أي قانون يؤدي إلى تفكك النسيج الاجتماعي، أو يُعرّض كرامة المواطن المصري ومسكنه وأمنه الاجتماعي للخطر”.


شارك