ماذا قالت مصر في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الفيتو الأمريكي والتصعيد الإسرائيلي الإيراني وغزة؟

منذ 5 شهور
ماذا قالت مصر في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الفيتو الأمريكي والتصعيد الإسرائيلي الإيراني وغزة؟

أكد السفير أسامة عبد الخالق، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، إدانة مصر للاعتداءات الإسرائيلية على إيران، وجميع الممارسات التي تنتهك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسيادة الدول. وأعرب عن قلقه إزاء هذا التصعيد الذي يهدد الأمن في الشرق الأوسط.

وقال عبد الخالق في كلمته خلال الدورة الطارئة العاشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة بعنوان “الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة”، إن مصر تعرب عن امتنانها لكل من صوت لصالح مشروع القرار ودافع عن الحق والعدالة، وكذلك لكل من طبق بوصلة أخلاقية وإنسانية صلبة وصوت لإنقاذ المدنيين والأبرياء في قطاع غزة.

وأضاف مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة أن الاجتماع عُقد بعد رفض الولايات المتحدة قرارًا لمجلس الأمن. وأكد أن مشروع القرار المُتعثر يعكس إرادة دولية واسعة لإنهاء الحرب الظالمة على غزة، ويحظى بدعم 14 عضوًا في مجلس الأمن. ويهدف إلى وقف الجرائم الإسرائيلية البشعة في غزة، وإنقاذ المدنيين الأبرياء والأطفال وغيرهم، وإنهاء الحصار الجائر المفروض عليهم.

صرح عبد الخالق أنه في ضوء هذا الموقف الأحادي، لجأت مصر إلى الجمعية العامة، حيث يجتمع جميع أعضاء المجتمع الدولي على قدم المساواة ودون استخدام حق النقض. وقد اعتُمد مشروع القرار بأغلبية ساحقة في 12 يونيو/حزيران. ويُرسي المشروع حدًا أدنى من العدالة، ويراعي الاعتبارات الإنسانية لحماية الشعب الفلسطيني من جرائم الحرب المستمرة التي تُبث على الهواء مباشرة منذ أكثر من عام ونصف.

واعتبر مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة أن هذه الجرائم التي عجز المجتمع الدولي عن وقفها ستسجل في التاريخ كفصل مشين يصعب على الأجيال القادمة فهمه وقبوله.

وأضاف أن ميثاق الأمم المتحدة يمنح الأعضاء الدائمين حق النقض كضامنين للالتزام بروح الميثاق ومقاصده، إلا أن الفيتو الأخير والمتكرر يقوض هذه الالتزامات ويسمح لإسرائيل بمواصلة عدوانها على السكان المدنيين في قطاع غزة.

وأوضح عبد الخالق أن هذا الموقف يؤكد صحة مطالب مصر والعديد من الدول الأخرى بشأن ضرورة إصلاح مجلس الأمن، وخاصة تصحيح مشكلة الفيتو.

قال إن الفيتو الأخير لا يُغيّر حقيقتين واضحتين: أولاً، إسرائيل ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بشكل ممنهج في قطاع غزة. اليمين الإسرائيلي المتطرف وسياسيون رفيعو المستوى يقفون وراء هذه الجرائم، ويجب محاسبتهم.

وأضاف أن الحقيقة الثانية هي الإجماع الدولي الواضح على ضرورة إنهاء الحرب فورًا، وإنقاذ الشعب الفلسطيني، ووقف الاعتداءات على المدنيين. ويتجلى ذلك في الأغلبية الساحقة من الأصوات المؤيدة للقرار في 12 يونيو/حزيران.

وأكد أن هناك واجبًا قانونيًا وأخلاقيًا جماعيًا لا يمكن التهرب منه. ورفض الفيتو واستخدامه غطاءً لاستمرار الحرب واجب أخلاقي. وأكد أن الفيتو لا يتعارض مع القانون الدولي أو الفطرة الإنسانية التي تحرم قتل الأطفال والأبرياء.

وقال إن أعضاء المجتمع الدولي يجب أن يستخدموا كل الوسائل المتاحة لهم للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وإنهاء الحصار والجوع وتقديم المساعدات الإنسانية غير المشروطة وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة والتدابير المؤقتة لمحكمة العدل الدولية.

وأضاف أن مصر حذرت من تصعيد ممارسات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وطالبت بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على المدن الفلسطينية، ووقف الاستيطان، ومعاقبة المستوطنين على إرهابهم، وضمانات حرية الحركة للفلسطينيين، ووقف تدمير المقدسات، ورفع القيود المفروضة على عمل وكالة الأونروا.

أكد أن مصر تُدين الاعتداءات الإسرائيلية على إيران، وجميع الممارسات التي تُخالف القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسيادة الدول. وأعربت مصر عن قلقها إزاء التصعيد الذي يُهدد الأمن في الشرق الأوسط، مُشددةً على ضرورة إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، وانضمام جميع دولها إلى معاهدة حظر الانتشار النووي.

وقال إن مصر تدعو إلى تطوير لغة القانون الدولي الإنساني لمواكبة الجرائم المستمرة في غزة، مؤكداً على حق الشعب الفلسطيني في الاعتراف بمأساته والجرائم المرتكبة بحقه، وحقه في الاستقلال وتقرير المصير.

وأضاف أن مصر تؤكد عزمها على مواصلة جهود الوساطة مع قطر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم وإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأكد أن الوساطة لا تتعارض مع دور الأمم المتحدة، وأن مصر تدعو إلى تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وإصدار قرار جديد.


شارك