وزيرة البيئة أمام البرلمان: تطبيق المسئولية الممتدة على الأكياس البلاستيكية خطوة تمويلية تدعم منظومة المخلفات

منذ 6 ساعات
وزيرة البيئة أمام البرلمان: تطبيق المسئولية الممتدة على الأكياس البلاستيكية خطوة تمويلية تدعم منظومة المخلفات

أكدت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد أن تطبيق نظام مسئولية المنتج الموسعة للأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام يوفر مصدر تمويل سنوي مستدام لمنظومة إدارة المخلفات ويساهم في ضمان استمرارية تطويرها وتوسعها.

جاء ذلك خلال مشاركتهم في اجتماع لجنة الحكم المحلي بمجلس النواب برئاسة المهندس أحمد السجيني وبحضور الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، والأستاذ أحمد كجوك نائب وزير المالية، والمهندس جابر الدسوقي ممثلاً لوزير الكهرباء، وياسر عبد الله رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات، وكبار المسئولين بوزارتي البيئة والتنمية المحلية والجهات ذات الصلة.

في كلمتها، تناولت الوزيرة تطور نظام إدارة النفايات في السنوات الأخيرة، وأكدت أن هذه القضية ليست شأنًا حكوميًا فحسب، بل هي هاجسٌ مشتركٌ بين البرلمان والقطاع الخاص وشركاء التنمية. وأكدت أن الجميع “يُناضل من أجل مصلحة الوطن”.

وأوضحت أن نقطة البداية كانت عام ٢٠١٨، حين وُضعت المسودة الأولى لقانون إدارة النفايات. حينها، كانت نسبة إعادة التدوير أقل من ١٠٪. وبحلول نهاية عام ٢٠٢٤، ستصل هذه النسبة إلى ٣٧٪، وهناك خطة طموحة للوصول إلى ٦٠٪ بحلول عام ٢٠٢٧، بهدف إنتاج الأسمدة العضوية والوقود البديل من النفايات.

أكد فؤاد أن القانون لا يهدف فقط إلى تنظيم إدارة النفايات البيئية، بل يهدف أيضًا إلى بناء اقتصاد دائري حقيقي. ويشمل ذلك تحويل النفايات إلى موارد قابلة للاستخدام، وإشراك القطاع الخاص في تنفيذ البنية التحتية للنظام. وقد أدى ذلك إلى توقيع 36 عقدًا جديدًا مع شركات خاصة في قطاعات الجمع والنقل والمعالجة، مقارنةً بعقدين فقط في البداية.

أشارت الوزيرة إلى توسع مشاركة القطاع الخاص لتشمل مشاريع تحويل النفايات إلى طاقة، بما في ذلك غاز مكبات النفايات وحمأة الصرف الصحي. وأكدت أنه تم التوصل إلى قرار بشأن أجور توليد الطاقة من هذه المصادر بالتشاور بين وزارات البيئة والإسكان والكهرباء والتنمية المحلية، مما سيشجع المستثمرين على زيادة مشاركتهم في هذه المشاريع.

ومن وجهة نظرهم فإن الأمثلة الأكثر شهرة تشمل مشروع تحويل غاز مكب النفايات إلى طاقة من مكب السلام بعد تطويره إلى حديقة بيئية، ومشروع استخدام الحمأة من محطة معالجة مياه الصرف الصحي في أبو رواش كمصدر للطاقة.

فيما يتعلق بقضايا التمويل، أوضح وزير البيئة أن أحد ركائز قانون إدارة النفايات هو إيجاد مصادر تمويل جديدة للنظام، وتحديدًا من خلال النسب المخصصة من ضرائب الأملاك وفوائض صندوق الخدمات المحلية. علاوة على ذلك، سيتم تطبيق مبدأ “مسؤولية المنتجين الممتدة”، الذي يُلزم المنتجين بتحمل جزء من تكاليف التخلص من نفاياتهم.

أعلنت الوزيرة أن قرارًا حكوميًا صدر في فبراير الماضي لتطبيق هذا النظام على الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، مما يمهد الطريق لتوسيع نطاق تطبيقه ليشمل مواد أخرى، مثل مواد التغليف والمعادن. وأكدت أن هذه الخطوة ستوفر مصدر تمويل مستدامًا لتحسين أداء النظام.

وأشارت إلى أن هيئة الرقابة على إدارة المخلفات، تمكنت بعد تحويلها إلى كيان اقتصادي، من تحقيق فائض مالي قدره 45 مليون جنيه، وهو ما يعكس نجاح الأثر التشريعي للقانون في تحقيق عوائد اقتصادية ملموسة.

خلال الاجتماع، استعرضت فؤاد العقود الموقعة في المحافظات لخدمات جمع ونقل وإعادة تدوير النفايات، بالإضافة إلى الاحتياجات التمويلية العاجلة لعدد من المحافظات، لا سيما الجيزة والقليوبية. وشكرت الوزراء الحاليين والسابقين، والنواب، والقطاع الخاص، وفريق العمل الوزاري على دعمهم المتواصل.

وهنأ المهندس أحمد السجيني رئيس اللجنة الوزيرة على تعيينها أميناً تنفيذياً لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، مؤكداً أن هذا الاختيار يعكس كفاءتها وخبرتها الواسعة في المجال البيئي ويثبت أنها تمثل مصر خير تمثيل على الساحة الدولية.

وأكد السجيني أهمية استمرار الدعم الحكومي لمنظومة إدارة النفايات، وأكد أن مجلس النواب سيواصل لعب دور رئيسي في متابعة هذه القضية، كونها تمس حياة جميع المواطنين.

واستعرض عملية إقرار أول قانون لإدارة المخلفات في عام 2020، والتي جرت خلالها مناقشات حاسمة لتحقيق التوافق بين كافة الأطراف تحت مظلة قيادة سياسية ملتزمة بتوسيع قطاع الصرف الصحي وتحسين نوعية حياة المواطن المصري.


شارك