نائب وزير الصحة تزور قنا وتشدد على تنفيذ برنامج تدريبي لتحسين رعاية حديثي الولادة

منذ 24 أيام
نائب وزير الصحة تزور قنا وتشدد على تنفيذ برنامج تدريبي لتحسين رعاية حديثي الولادة

محافظ قنا: النمو السكاني يُشكل تحديًا كبيرًا ويُعيق جهود التنمية. خطة الطوارئ تدعم جهود تحسين الوضع الديموغرافي.

استقبل الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، الدكتورة عبلة الألفي، نائبة وزير الصحة للسكان وتنمية الأسرة ورئيسة المجلس القومي للسكان، والوفد المرافق لها. وكان هذا اللقاء بمثابة بداية جولة نائبة الوزيرة في المحافظة التي استمرت يومين، بمبادرة من الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، لمتابعة تنفيذ الخطة السكانية والتنموية العاجلة.

استعرض نائب الوزير المكونات الرئيسية لخطة “تجسير المسافات” العاجلة لتحقيق الأهداف السكانية لمصر بحلول عام 2027. وُضعت هذه الخطة بالتعاون مع البنك الدولي وصندوق الأمم المتحدة للسكان لمعالجة الفجوات في المناطق الحمراء. وشملت المرحلة التجريبية مركزي أبو تيش ودشنا في محافظة قنا، وسلطت الضوء على ضرورة تحسين المؤشرات السكانية. وتضمنت زيارة نائب الوزير إلى قنا اجتماعًا للمجلس الإقليمي للسكان، وتعاونًا مع جامعة جنوب الوادي، واجتماعًا مع ممثلي القطاع الصحي الخاص لتعزيز الالتزام ببروتوكولات الولادة القيصرية وتنظيم الأسرة.

في اليوم الثاني من الزيارة، ستُجرى زيارة لمركز أبو تيش لمتابعة وقياس تنفيذ خطة الطوارئ، وتحديد أوجه القصور الجديدة في الرعاية الصحية في المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية. بالتوازي مع ذلك، سيتم تدريب أطباء من المرافق الصحية العامة والخاصة على إنعاش حديثي الولادة والرعاية الحرجة. ويأتي هذا في إطار خطة إنشاء مراكز تميز للحد من وفيات حديثي الولادة وتحسين رعاية الأطفال الخُدّج.

في السياق ذاته، ترأس الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، الاجتماع الدوري للمجلس الإقليمي للسكان، بحضور الدكتورة عبلة الألفي. وهدف الاجتماع إلى مناقشة الوضع الراهن للمؤشرات السكانية على مستوى المحافظة، واستعراض جهود القطاعات المعنية في معالجة المشكلات السكانية، بما يتماشى مع حرص القيادة السياسية على وضع السكان ضمن أولوياتها.

استعرضت الدكتورة عبلة الألفي مؤشرات الأداء الديموغرافي بمحافظة قنا، مشيرةً إلى أن عدد سكان المحافظة بلغ 3,674,412 نسمة، ويوجد بها 252 وحدة سكنية دائمة، و7 مستشفيات مركزية، و15 عيادة متنقلة، و11 جمعية أهلية تعمل في مجال تنظيم الأسرة. وأضافت أن معدل الخصوبة الكلي بالمحافظة بلغ 3.09 مولودًا لكل امرأة وفقًا لمسح الأسرة المصري 2023/2024، بينما سجل أحدث مسح صحي معدلًا قدره 3.46. وتستهدف الحكومة خفض هذا المعدل إلى 2.1 مولود لكل امرأة بحلول عام 2027.

أشارت وكيلة وزارة الصحة إلى أن الوزارة تتابع بانتظام مؤشرات تنظيم الأسرة، وعرضت النتائج الرئيسية للربع الأول من عام ٢٠٢٥ كمؤشر على التقدم في تنفيذ الاستراتيجية السكانية. وأكدت أن الحد من حالات الحمل غير المرغوب فيه يُعدّ أحد الأهداف الرئيسية لخطة الطوارئ.

وذكرت أن تلبية الاحتياجات غير الملباة لتنظيم الأسرة من شأنه أن يُسهم في خفض عدد المواليد بنحو 400 ألف ولادة سنويًا، وبالتالي تحقيق معدل الخصوبة المستهدف، رغم وجود فجوة في التغطية تبلغ 60% رغم مجانية وسائل منع الحمل. وفي هذا السياق، وافق رئيس الوزراء على تخصيص اعتمادات مالية لمعالجة النقص في أطباء أمراض النساء في وحدات العناية المركزة.

أكدت نائبة وزير الصحة على أهمية التحول إلى وسائل تنظيم الأسرة طويلة الأمد، لما لها من فعالية وكفاءة من حيث التكلفة. وأشارت إلى أن نسبة الاحتياجات غير الملباة في قنا تبلغ 19.7%. كما كلفت مديرية الصحة بترشيح متدربين لبرنامج تقاسم المهام لسد الفجوة في المرافق الصحية. وأكدت أن الخطة العاجلة تهدف أيضًا إلى القضاء على زواج الأطفال وعمل الأطفال، والحد من الأمية وسوء التغذية، وتمكين المرأة.

بالإضافة إلى ذلك، دُعي إلى إجراء تقييم دوري كل 100 يوم، وأُعلن عن إطلاق المرحلة الثانية من خطة الطوارئ من مايو إلى يوليو. وسينصب التركيز على إنشاء مراكز رعاية وتنمية الأسرة، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل تدريبية لمقدمي الرعاية بالتعاون مع البنك الدولي وصندوق الأمم المتحدة للسكان.

واختتمت الألفي كلمتها مؤكدةً على أن النجاح الديموغرافي يتطلب تركيزًا محليًا بدلًا من نهج واحد يناسب الجميع. وأكدت على ضرورة مراعاة خصوصيات كل منطقة، وأن التقدم لا يتحقق إلا من خلال الشراكة والتكامل بين الحكومة والمجتمع المدني والمؤسسات الدينية.

من جانبه، أكد محافظ قنا أن النمو السكاني يُمثل تحديًا كبيرًا، يُعيق جهود التنمية، ويؤثر سلبًا على نصيب الفرد من الخدمات الأساسية، ويزيد من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية. وأكد على أهمية اتباع نهج متكامل يركز على تحسين الخصائص الديموغرافية من خلال حملات توعية شاملة وندوات إرشادية حول صحة الأم والطفل، لإعداد أجيال قادرة على دعم مسيرة التنمية.


شارك