مفتي الجمهورية: العنف الأسري ناقوس خطر يستدعي مواجهة علمية ومجتمعية شاملة

منذ 6 ساعات
مفتي الجمهورية: العنف الأسري ناقوس خطر يستدعي مواجهة علمية ومجتمعية شاملة

أكد فضيلة الدكتور نذير محمد عياد، مفتي الديار المصرية ورئيس الأمانة العامة لهيئات ومؤسسات الإفتاء في العالم، أن الحديث عن العنف الأسري لم يعد مجرد جدل نظري أو خطاب نخبوي، بل أصبح ناقوس خطر في ظل التغيرات المجتمعية والتحديات الجسيمة التي نواجهها في القطاع التعليمي.

وأشار إلى أن هذا المصطلح، الذي كان استثناءً ونادر الاستخدام، أصبح اليوم منتشرًا وواسع الانتشار، لا سيما مع تنامي أهمية وسائل التواصل الاجتماعي والتقدم التكنولوجي، مما يستدعي دراسة جادة له، والبحث في أسبابه وآثاره، وحلوله، حفاظًا على الأسرة، الحصن المنيع للمجتمع، ومصدر توازنه وهويته.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في ورشة عمل “العنف الأسري في مصر: منظور متكامل بين الفتوى والعلوم الاجتماعية وعلم الإجرام”، التي نظمها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالتعاون مع دار الإفتاء المصرية، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين والمتخصصين.

أكد سماحة المفتي أن الأسرة تُمثل الركيزة الأساسية للمجتمعات العربية والإسلامية، وهي التي تحفظ توازن الأفراد وهويتهم في مواجهة التغيرات والاختراقات. وأكد أن الجماعات المزعزعة لاستقرار المجتمعات شرقًا وغربًا تُدرك أن هدم الأسرة هو بداية الهدم والتفكك. لذا، فإن قضية العنف الأسري بالغة الخطورة، وتتطلب مواجهة شجاعة وواقعية من الجميع، بعيدًا عن التعصب والخوف والإنكار.

كما أشار إلى أن مفهوم العنف الأسري يتناقض تمامًا مع جوهر الأسرة، التي هي، وفقًا للشرائع السماوية والتعاليم الدنيوية، بيتٌ ومأوىً وحصنٌ منيعٌ للأخلاق والانتماء. وأكد أن الدين ما خُلق إلا لصلاح الإنسان في الدنيا والآخرة، وأنه يجب علينا البحث بدقة في الأسباب الحقيقية لهذا النوع من العنف، والتي قد تكون عوامل نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو تربوية، بما في ذلك سوء الفهم وسوء فهم النصوص الدينية.

وأكد على أهمية الورشة وتنوع المشاركين فيها، من متخصصين في مجالات الشريعة والاجتماع وعلم النفس والسياسة والاقتصاد والإعلام. وهذا يعكس ضرورة تكامل هذه التخصصات وتلاقيها، مؤكدًا أننا لم نعد نعيش في عصر تُعالج فيه الظواهر بمنظور واحد أو منهج منفصل، بل أصبح من الضروري وجود منظور شامل يجمع بين الرؤى الدينية وأساليب العلاج النفسية والاجتماعية والقانونية، لتشخيص المرض وتحديد سبل العلاج بشكل علمي وواقعي.

وأعربت الأستاذة الدكتورة هالة رمضان مديرة المركز الوطني للبحوث الاجتماعية والجنائية عن تقديرها العميق لحضور سماحة المفتي، مؤكدة أنه إضافة قيمة تعكس أهمية دمج البعدين الديني والاجتماعي في معالجة المشكلات الاجتماعية الملحة.

كما أشادت بالدور المؤثر لدار الإفتاء المصرية في التوعية والعمل المجتمعي، لا سيما في معالجة قضايا الأسرة والمجتمع من منظور ديني رصين ومنظور علمي سليم. وأكدت التزام المركز بتعزيز التعاون مع دار الإفتاء، بما يسهم في تطوير منظومة فكرية ومعرفية متكاملة تُسهم في تعزيز الاستقرار الأسري والاجتماعي. وشهدت الورشة وقد دارت مناقشات أكاديمية مثمرة بمشاركة عدد من الخبراء والمتخصصين، منهم الأستاذ الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية؛ والأستاذ الدكتور وليد رشاد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث؛ والدكتورة رباب الحسيني، أستاذة علم الاجتماع؛ والمستشار محمد عمر الأنصاري، المدير السابق للمركز القومي للدراسات القانونية؛ والدكتورة سوزان القليني، أستاذة الإعلام وعضو المجلس القومي للمرأة؛ والدكتور محمد رزق البحيري، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس؛ والدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.


شارك