وزيرة التخطيط خلال مناقشة خطة الدولة: الوضع الإقليمي أكثر تعقيدًا ويزيد حالة عدم اليقين

صرحت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بأن خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي المقبل أُعدّت في ظل ظروف صعبة. إلا أن الوضع الراهن ازداد تعقيدًا في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة. هذه التطورات تزيد من حالة عدم اليقين، وتتطلب نهجًا تخطيطيًا مرنًا، ومتابعة مستمرة لأهداف الخطة بناءً على التطورات. لذلك، تراقب الحكومة الوضع باستمرار. وفي حال استمرار هذه الظروف أو تفاقمها، فقد يكون من الضروري مراجعة المؤشرات.
في الجلسة العامة لمجلس النواب اليوم، صرّحت بأن خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية تستهدف نموًا اقتصاديًا بنسبة 4.5% للسنة المالية 2025/2026، وهو رقم مرتفع نسبيًا مقارنةً بالنمو المتواضع البالغ 2.4% في السنة المالية 2023/2024. يعكس هذا الهدف توجهًا نحو انتعاش اقتصادي مستدام، مع مراعاة تأثير التطورات الجيوسياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط والعالم، وما يصاحبها من حالة عدم اليقين. في الوقت نفسه، تشير المؤشرات الأولية للأشهر التسعة الأولى من السنة المالية الحالية 2024/2025 إلى تحسن معدلات النمو الاقتصادي.
وأكدت أن الضمان الحقيقي الوحيد لتجنب التحديات التي يواجهها الاقتصاد المصري في ظل هذه الظروف الدولية الصعبة هو استمرار الحكومة في برنامجها الوطني للإصلاح الهيكلي، والذي يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية: ترسيخ الاستقرار الاقتصادي الكلي لتعزيز صموده في مواجهة المتغيرات الخارجية من خلال آليات متعددة، منها إدارة الاستثمار العام؛ وتحسين التنافسية وبيئة الأعمال ومناخ الاستثمار؛ وتعزيز التحول الأخضر لزيادة استثمارات القطاع الخاص.
فيما يتعلق بالإصلاحات الهيكلية، أوضحت المشاط أن الدولة تواصل تنفيذ البرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي، الذي يرتكز على عدة محاور تهدف إلى تعزيز النمو الشامل والمستدام وزيادة الإنتاجية. ويجري في إطار هذا البرنامج تنفيذ استراتيجيات وتدابير متنوعة تعكس أولويات الدولة. وفي هذا السياق، تقوم وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي بوضع ومتابعة تنفيذ سياسات وإجراءات الإصلاح الهيكلي في كل محور، بالتنسيق مع الوزارات والجهات الوطنية، بما يتماشى مع الاستراتيجيات القطاعية الوطنية.
وتابعت: “بالإضافة إلى ذلك، تتفاوض الوزارة مع شركاء التنمية المتعددين والثنائيين للحصول على تمويل منخفض الفائدة لدعم الموازنة، وتعزيز تنفيذ هذه الإصلاحات الهيكلية، وخلق مساحة مالية لدعم تنفيذ الإصلاحات الهيكلية في مصر، وهو ما سيفتح آفاقا جديدة للاقتصاد المصري ويعزز استقراره”.
فيما يتعلق بصرف تعويضات نزع الملكية، أكدت المشاط أن الحكومة تولي أهمية بالغة لتعويضات المشاريع الاستثمارية. وقد ارتفعت هذه الأموال من 12.35 مليار جنيه مصري في عام 2023/2024 إلى 16 مليار جنيه مصري في عام 2024/2025، وقد تم الاستفادة منها بالكامل (بما في ذلك أكثر من 3.4 مليار جنيه مصري لمشروعات في محافظة الجيزة). كما تتضمن خطة عام 2025/2026 تخصيص 16 مليار جنيه مصري للعام الثاني على التوالي.