إطلاق حملة “النمو الأخضر” لتسريع التعاون بين مصر وبريطانيا في مجال المناخ

كتابة وتصوير: هاني رجب
في خطوة مهمة نحو تعميق التعاون المناخي وإطلاق العنان للإمكانات الاقتصادية الخضراء، أطلقت السفارة البريطانية في القاهرة رسميًا حملة النمو الأخضر، وهي مبادرة قوية لتعزيز التعاون بين المملكة المتحدة ومصر في مجال النمو الأخضر والعمل المناخي والاستثمار المستدام والابتكار البيئي.
تم إطلاق الحملة بحضور وزير الاستثمار حسن الخطيب، ورئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، ورئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، بالإضافة إلى كبار ممثلي اتحاد الصناعات المصرية ووزارة المالية والتعاون الدولي.
تهدف هذه الحملة، التي تستمر حتى مؤتمر الأطراف الثلاثين في نوفمبر 2025، إلى تحقيق نتائج طموحة في ثلاثة مجالات رئيسية: دعم وتعزيز ريادة مصر العالمية في مجال المناخ، وفتح شراكات تجارية من قبل الشركات البريطانية، وتعزيز التعاون بين المملكة المتحدة ومصر بشأن التحول الأخضر.
قال السفير البريطاني لدى مصر، غاريث بيلي: “تلتزم المملكة المتحدة بدعم ريادة مصر في التحول العالمي في مجال الطاقة. ومن خلال توحيد نقاط قوتنا وخبراتنا، ندعم طموحات مصر المناخية ونساهم في تحقيق أهداف مناخية دولية أوسع نطاقًا. وقد استهدف تعاوننا سابقًا إشراك مصر في القمم التي تستضيفها المملكة المتحدة، مثل قمة مستقبل أمن الطاقة التي تنظمها وكالة الطاقة الدولية. وستستمر هذه الجهود في الأشهر المقبلة استعدادًا لمؤتمر الأطراف الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP30).”
أكد بيلي التزام المملكة المتحدة بتعزيز وتعميق التعاون في آليات التحول الأخضر في مصر، من خلال المساهمة بخبرتها العالمية الرائدة في الإصلاح التنظيمي، وأسواق الكربون وتسعيره، وإدارة الشبكات، وبناء القدرات القطاعية. وسيساعد التعاون الفني في مجال الأمن الغذائي والمرونة المائية مصر على التكيف مع تغير المناخ العالمي.
وأضاف: “تلتزم المملكة المتحدة ومصر بتعزيز التبادل التجاري والاستثماري في مجال الطاقة المتجددة. وقد حدد البلدان هدفًا طموحًا يتمثل في توفير 500 مليون دولار كاستثمار ترويجي خلال الأشهر الستة المقبلة. وقد استثمرت الحكومة البريطانية والقطاع الخاص بالفعل أكثر من مليار دولار في قطاع الطاقة المتجددة في مصر، إدراكًا منهما لفرص الاستثمار التي يوفرها”.
في إطار هذه الجهود، أعلنت شركة التمويل التنموي البريطانية “مؤسسة الاستثمار الدولي” (BII) عن تخصيص 305 ملايين دولار أمريكي لدعم مشاريع الطاقة المتجددة الجديدة في مصر. وأعلنت الشركة اليوم (16 يونيو) عن مشاركتها في مشروع بارز: إنشاء أكبر مزرعة رياح في أفريقيا، وهي منشأة برية بقدرة 1.1 جيجاوات في منطقة السويس.
وقّعت BII اتفاقية لدعم المشروع بقيمة تقارب 190 مليون دولار أمريكي. ويدعم المشروع تحالف من جهات إقراض دولية. ويمثل هذا خطوةً مهمةً نحو تحوّل مصر في مجال الطاقة، مما يُقلّل اعتمادها على الغاز الطبيعي بشكل كبير، ويُعزّز دور المملكة المتحدة كممول عالمي رائد لمشاريع المناخ.
وأعلنت الشركة ذاتها أمس (15 يونيو) عن مساهمة قدرها 115 مليون دولار أميركي في حزمة تمويل بقيمة 479 مليون دولار أميركي لشركة أوبليسك للطاقة الشمسية، والتي ستساعدها في بناء أول مشروع واسع النطاق للطاقة الشمسية وتخزين الطاقة والبطاريات في مصر.
تغطي حزمة التمويل، المُقدمة بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والبنك الأفريقي للتنمية، 80% من إجمالي تكاليف المشروع. سيُنشئ المشروع محطة طاقة شمسية كهروضوئية بقدرة 1.1 جيجاواط، مزودة ببطاريات تخزين مدمجة بسعة 200 ميجاواط/ساعة في منطقة نجع حمادي. ومن المقرر بدء التشغيل في عام 2026.
قال السفير البريطاني لدى مصر، جاريث بيلي: “تعكس حملة النمو الأخضر طموحنا المشترك لقيادة العمل المناخي، وتمكين الاستثمار المستدام، وبناء مستقبل أكثر اخضرارًا ومرونة. ومن خلال هذه الحملة، لا تقتصر جهود المملكة المتحدة ومصر على تعزيز طموحاتنا المناخية فحسب، بل تتيح أيضًا فرصًا جديدة للابتكار والتعاون والازدهار لبلدينا”.
قالت شيرين شهدي، رئيسة المكتب المصري ومديرة الاتصالات: “يُعد الاستثمار في مشروعي المسلة والسويس للطاقة المتجددة خطوةً حاسمةً نحو مستقبل الطاقة النظيفة في مصر”. وأضافت: “لا يقتصر دور هذه المشاريع على توليد الكهرباء فحسب، بل تهدف أيضًا إلى تحفيز النمو الاقتصادي المستدام، وخلق فرص العمل، وضمان إمدادات طاقة موثوقة للشركات والمجتمعات المحلية. وتفخر BII بكونها في طليعة هذه العملية التحوّلية، حيث تُعزز استخدام الطاقة المتجددة وتدعم أهداف مصر للاستدامة على المدى الطويل”.
ترتكز حملة النمو الأخضر على الأسس المتينة للتعاون المناخي بين المملكة المتحدة ومصر منذ مؤتمر الأطراف السادس والعشرين في غلاسكو ومؤتمر الأطراف السابع والعشرين في شرم الشيخ. وقد مثّلت هاتان القمتان المحوريتان نقطة تحول في الدبلوماسية المناخية الثنائية. والتزم البلدان بتعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، وتمويل المناخ، والتكيف.
منذ ذلك الحين، دعمت المملكة المتحدة مجموعةً من المبادرات الفنية والمالية في مصر بأكثر من 250 مليون دولار، بما في ذلك برامج بناء القدرات، وتطوير البنية التحتية الخضراء، والمشاركة المشتركة في المنتديات متعددة الأطراف. وتمثل هذه الحملة المرحلة التالية من هذه الشراكة، حيث تُترجم الطموحات المشتركة إلى تقدم ملموس.