البيئة: نحتاج 300 مليار دولار لمواجهة تغيّر المناخ

ولا يمكن مواجهة هذا التحدي دون شراكة حقيقية مع القطاع الخاص. مصر تخطط لإعلان البحر الأحمر محمية طبيعية كاملة. تركز خطة المساهمة الوطنية 2030 على توسيع مشاريع التكيف واستخدام الطاقات المتجددة.
صرحت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد بأن مواجهة آثار تغير المناخ تتطلب حوالي 300 مليار دولار. وأوضحت أن هذا التحدي لا يمكن تحقيقه إلا بشراكة حقيقية مع القطاع الخاص، لا سيما في قطاعات الزراعة والمياه والطاقة، التي تُعدّ ركيزةً أساسيةً للأمن الغذائي والمائي في مصر.
جاء ذلك في إطار حوار مفتوح مع أعضاء لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، عقب استعراض جهود وزارة البيئة لدعم التنمية المستدامة وتعزيز التحول إلى الاقتصاد الأخضر في إطار استراتيجية الحكومة 2024-2027.
• خطة المساهمة الوطنية 2030
وأوضحت أن خطة المساهمة الوطنية 2030 تُركز على توسيع مشاريع التكيف واستخدام الطاقة المتجددة. وتُشجع الخطة الاستثمارات الخضراء، وتُقدم حوافز تُخفف المخاطر وتضمن ربحية المشاريع الخاصة. وأشارت إلى تخصيص حوالي 500 مليون دولار لهذا الغرض، مما ساهم في جذب الشركات وتمكينها من تبني تقنيات أكثر كفاءة وبأسعار تنافسية.
وأعلنت أيضًا أنه تم تقديم 15 مليون دولار من القروض والمنح لدعم القطاع الخاص منذ عام 2021، مقارنة بنحو 380 مليون دولار تلقتها وزارة البيئة منذ عام 2018.
• برنامج جديد
ردًا على أسئلة أعضاء البرلمان الأوروبي حول ربط العمل المناخي بمشاريع الطاقة والمياه، سلّطت الضوء على برنامج نوفي، أحد أهم الأدوات المتكاملة لاستخدام الطاقة المتجددة في تحلية المياه والزراعة. وأكدت أن هذا التكامل بين التكيف والتنمية يفتح المجال أمام مشاركة أوسع من جانب القطاعين المصرفي والخاص.
• حماية البيئة البحرية
فيما يتعلق بحماية البيئة البحرية، أعلنت الدكتورة ياسمين فؤاد أن الحكومة بصدد إعلان البحر الأحمر بأكمله محمية طبيعية. وحتى الآن، تمت حماية 50% من الشعاب المرجانية. وأشارت إلى أن هذا سيوسع نطاق المناطق المحمية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وسيتم وضع خطة تطوير جديدة لكل محمية، تُحدَّث كل ثلاث سنوات، ويعتمدها مجلس إدارة هيئة حماية البيئة المصرية.
• إعداد استراتيجية وطنية متكاملة للاقتصاد الدائري.
وفيما يتعلق بالجهود المبذولة نحو الاقتصاد الدائري، أوضحت الوزيرة أنه بالتعاون مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي، تقترب استراتيجية وطنية شاملة للاقتصاد الدائري من الاكتمال بحلول نهاية عام 2025. وأوضحت أن الوزارة أطلقت أول وحدة للاستثمار البيئي والمناخي، وفي هذا السياق، نظمت أول مؤتمر وطني، والذي عرض 65 فرصة استثمارية بيئية مختلفة.
كما أكدت الوزيرة مشاركة مصر بفاعلية في وضع صك دولي ملزم للحد من التلوث البلاستيكي، والمقرر اعتماده في أغسطس المقبل. وأكدت على أهمية هذه القضية لما لها من أبعاد بيئية وصحية واقتصادية، وارتباطها بالتطور التكنولوجي، وتمكين القطاع الخاص من المشاركة في سلاسل الإنتاج المستدامة.
• الصناعة الخضراء
في إطار ملف “الصناعة الخضراء”، أعلن فؤاد عن إطلاق المرحلة الرابعة من برنامج مكافحة التلوث الصناعي مطلع يناير. ويتلقى البرنامج، المعنون “الصناعة الخضراء”، تمويلًا من الاتحاد الأوروبي بقيمة 251 مليون يورو. ويهدف البرنامج إلى دعم الشركات الصناعية الصغيرة والمتوسطة في الامتثال للمعايير البيئية وتسهيل اندماجها في الأسواق الأوروبية، وفقًا لما تقتضيه اتفاقية الكربون في منطقة البحر الكاريبي.
• تعزيز الاستثمارات في المحميات الطبيعية
أعلن وزير البيئة عن إطلاق مشاريع بيئية كبرى في البحر الأحمر والغردقة، بتكلفة إجمالية 15 مليون دولار، بمشاركة قوية من القطاع الخاص، في يوليو المقبل. ويأتي ذلك في إطار خطة وطنية لتعزيز الاستثمار في المحميات الطبيعية، وحماية الشعاب المرجانية، وتوسيع نطاق السياحة البيئية من خلال مشروعي “الشرم الأخضر” و”الغردقة الخضراء”.
كما تطرقت إلى حملة “قللها” التي أطلقتها الوزارة للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام. وتُعد هذه الحملة خطوةً أولى في التوعية بحماية البيئة وصحة المواطنين، وتمهد الطريق لمرحلة أكثر شمولاً من السياسات التنظيمية.
في سياق متصل، أشار الوزير إلى أن الوزارة أرست أسسًا متينة لإدارة السجلات البيئية، بفضل الأرشفة الرقمية الشاملة التي توثق جميع مراحل العمل والتطوير. كما شُكِّلت فرق عمل مشتركة مع الوزارات المعنية لضمان تكامل السياسات البيئية على مستوى الدولة.
أكدت الوزيرة أن الحكومة المصرية تولي أهمية بالغة لمؤشرات الأداء البيئي ضمن برنامجها الرسمي الذي أقره مجلس النواب. وأكدت أن الوعي المجتمعي المتنامي وتضافر جهود السلطتين التنفيذية والتشريعية هما الضمان الحقيقي لنجاح السياسة البيئية المصرية.