تداعيات التصعيد بين إسرائيل وإيران في مائدة مستديرة لحزب حماة الوطن

منذ 6 ساعات
تداعيات التصعيد بين إسرائيل وإيران في مائدة مستديرة لحزب حماة الوطن

توصيات لتعزيز تماسك الجبهة الداخلية واصطفافها خلف القيادة السياسية

دعوات لتعزيز الاحتياطي الاستراتيجي من السلع الأساسية واستخدام المنتجات المحلية

استضاف حزب حماة الوطن مساء اليوم ندوة نقاشية حول “تأثير التصعيد الإسرائيلي الإيراني على الأمن الإقليمي: سيناريوهات التأثير وآفاق العمل” وذلك في إطار متابعة الحزب المستمرة للقضايا الإقليمية وتأثيرها على الأوضاع في المنطقة.

جاء ذلك بحضور اللواء أحمد العوضي النائب الأول لرئيس الحزب رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، واللواء طارق نصر الأمين العام للحزب نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ نائب رئيس البرلمان العربي، والدكتور أحمد العطيفي الأمين العام المساعد أمين التنظيم الجمهوري، والنائب أحمد بهاء شلبي رئيس الكتلة البرلمانية للحزب بمجلس النواب، واللواء أيمن عبد المحسن رئيس الكتلة البرلمانية للحزب بمجلس الشيوخ.

وكان حزب حماة الوطن حريصًا على مشاركة الأمناء الإقليميين من جميع أنحاء البلاد في أنشطة المائدة المستديرة عبر تطبيق زووم.

شارك في الندوة اللواء دكتور سمير فرج الخبير العسكري والمفكر الاستراتيجي، والدكتورة هدى رؤوف رئيس قسم الدراسات الإيرانية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، والدكتور أحمد فؤاد الخبير في الشؤون الإسرائيلية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، والدكتور مدحت نافع عضو المجلس الاستشاري لرئيس الوزراء، والدكتور علي عبد النبي نائب رئيس هيئة المحطات النووية السابق.

بدأت الندوة التي أدارتها الدكتورة غادة البدوي أمين التدريب والتعليم في قوات حماة الوطن بالسلام الوطني، ثم عرض فيلم وثائقي حول تطورات التصعيد الحالي بين إسرائيل وإيران.

وناقش المشاركون آثار التصعيد بين إسرائيل وإيران، وتداعياته على المنطقة على كافة المستويات، وأهمية التنسيق والتحرك العاجل للتخفيف من الآثار السلبية للحرب المفتوحة بين الجانبين، والتي قد تؤدي إلى فقدان الأمن والاستقرار في المنطقة.

أكد حزب حماة الوطن أن المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة حاليا والتي تتسم بالتحديات الإقليمية والتغيرات الجيوسياسية تتطلب صوتا موحدا وموقفا ثابتا وتماسك الجبهة الداخلية المنسجمة مع القيادة السياسية.

اختُتمت الجولة بسلسلة من التوصيات، شملت تحسين الجاهزية الأمنية والاستخباراتية على طول الحدود الغربية والجنوبية لمنع أي اضطرابات أمنية مفاجئة أو تدفقات محتملة نتيجةً للفوضى الإقليمية. كما دعت إلى زيادة التنسيق بين أجهزة الدولة السيادية، والمراجعة المستمرة لتقييمات المخاطر الأمنية في سياق التصعيد، ووضع سيناريوهات متنوعة للتعامل مع التهديدات غير التقليدية.

تضمنت توصيات حزب حماة الوطن تحسين جاهزية البنية التحتية الحيوية (قناة السويس، ومحطات الوقود، وموانئ شرق المتوسط، ومراكز الاتصالات والطاقة)، ودعم إنشاء مركز إقليمي للإنذار المبكر يضم دول الجوار المتضررة لرصد أي مؤشرات تصعيد قد تتجاوز المواجهة المباشرة. وفي الوقت نفسه، رصد تحركات الميليشيات العابرة للحدود التي قد تستغل التصعيد لتأكيد وجودها.

خلال الندوة، حذّر حماة الوطن من محاولات التنظيمات الإرهابية استغلال الأزمة لاستئناف أنشطتها. وأكدوا على ضرورة اتباع سياسة ردع وقائي ذكية، وتعزيز الشراكات الأمنية الجماعية العربية والأفريقية لمواجهة التهديدات المشتركة، وتفعيل اتفاقيات الدفاع المشترك، وإجراء مناورات عسكرية ثنائية ومتعددة الأطراف.

أوصت المائدة المستديرة لحزب المدافعين عن الوطن بتعزيز الاستعداد الرقمي لحماية البنية التحتية من الهجمات الإلكترونية المحتملة، وتنفيذ نظام مراقبة الوسائط الرقمية والاستخبارات للكشف عن المعلومات المضللة والمعلومات المضللة، وإشراك المجتمع الدولي بأدوات الدبلوماسية الوقائية لتجنب مواجهة إقليمية كبرى.

كما دعا “حماة الوطن” إلى تقييم عاجل وموضوعي لمواقف القوى الدولية خلال الأزمة الراهنة، ورصد التوجهات التي قد تؤدي إلى تحالفات مفاجئة أو تحولات خطيرة في السياسات. وأكدوا على أهمية إنشاء لجنة إقليمية مستقلة بدعم دولي لمراقبة الأنشطة النووية في الشرق الأوسط.

وشدد الحزب على أن الأزمة الراهنة تتطلب من المجتمع الدولي التعامل بجدية مع قضية الأسلحة النووية في المنطقة، ورفض استخدامها كوسيلة ابتزاز أو تهديد من قبل إسرائيل أو إيران، وممارسة ضغوط سياسية ودبلوماسية لإجبار إسرائيل على قبول الرقابة الدولية على منشآتها النووية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ودعا المدافعين عن الوطن إلى توثيق الانتهاكات الإسرائيلية خلال النزاعات العسكرية، وخاصةً عند استهداف المدنيين أو المنشآت الحساسة كالمفاعلات النووية. كما دعا إلى تكثيف حملات التوعية السياسية في جميع وسائل الإعلام، وتنظيم ندوات وورش عمل للشباب في الجامعات والمدارس ومراكز الشباب والمراكز الثقافية لتوضيح أبعاد المخططات الإسرائيلية.

ودعا الحزب إلى مراقبة دقيقة للإعلام والحرب النفسية بين إسرائيل وإيران، ورصد ردود فعل وسائل الإعلام الدولية على التصعيد، وتحليل التقارير الإعلامية في ضوء التحيز السياسي والتوجه الدولي.

أكدت ندوة حزب حماة الوطن على ضرورة كشف الدعم الدولي غير المعلن لإسرائيل، والذي تتجاهله الحكومات الغربية رغم تناقضه مع مبادئ العدالة الدولية. فهذا هو السبيل الوحيد لتجنب غضب الرأي العام العربي وتعريض المصالح الغربية في المنطقة للخطر.

وأوصى الحزب أيضا بفتح قنوات اتصال غير مباشرة مع القوى الإسرائيلية التي ترفض سياسات الاستيطان المتطرفة.

أكد حماة الوطن دعمهم لقرارات القيادة المصرية بشأن توسيع القدرات العسكرية وتنويع مصادر الأسلحة، كإجراء استباقي لحماية الأمن القومي في ظل بيئة إقليمية مضطربة. كما أكدوا على ضرورة معالجة تكنولوجيا الاندماج النووي، وخاصةً الثورة التي أحدثتها مفاعلات الاندماج في تكنولوجيا الطاقة النووية.

اقترح الحزب إنشاء فريق نووي وطني مصري يضم علماء مصريين مقيمين في الخارج، وخاصةً المتخصصين في تكنولوجيا الاندماج النووي، بالإضافة إلى نخبة من الباحثين والمهندسين المصريين الشباب. كما ينبغي إجراء مفاوضات مع الجهات المعنية بالمشروع الدولي في فرنسا لاستكشاف فرص المشاركة في التعاون الفني والعلمي، وتسهيل الشراكات البحثية بين الجامعات المصرية ومراكز البحوث الدولية المتخصصة في أبحاث الاندماج النووي.

دعا حماة الوطن إلى الاستثمار في المفاعلات الصغيرة والمتوسطة لتلبية متطلبات التنمية الأفقية، إذ ترتبط مفاعلات الانشطار النووي الكبيرة بالقيود البيئية والمائية. وينبغي إشراك الفرق المصرية في تطوير المفاعلات الصغيرة بالتعاون مع دول رائدة مثل روسيا والصين وكندا والولايات المتحدة.

كما اقترح الحزب إنشاء وزارة انتقالية للطاقة النووية، تتبع رئاسة الجمهورية مباشرةً، وتستفيد من الخبرة المكتسبة خلال بناء السد العالي في أسوان. تشرف هذه الوزارة على تنفيذ مشروع الضبعة النووي، وتكرس جهودها لإزالة جميع المعوقات الفنية والإدارية التي قد تعيق تقدم المشروع.

خلال حلقة النقاش، أكد المدافعون عن الوطن على أهمية تعزيز الاحتياطيات الاستراتيجية من المواد الخام الحيوية كالقمح والذرة والزيوت، في ظل احتمالية ارتفاع أسعار السلع العالمية نتيجةً لاضطرابات سلاسل التوريد. كما أكدوا على أهمية ترشيد الاستهلاك والتركيز على المنتجات المحلية، مع مواصلة الدبلوماسية الاقتصادية النشطة مع القوى الإقليمية.

وشدد الحزب على أن مصر يجب أن تشارك بشكل فعال في جهود خفض التصعيد عبر وسائلها الدبلوماسية، والحفاظ على مسافة متساوية من الأطراف المتصارعة، والاستفادة من علاقاتها المتوازنة في الخليج والشام لتجنب الانزلاق إلى محور عسكري أو اقتصادي مغلق.

ودعا حماة الوطن إلى تفعيل محفظة الاستثمارات الخضراء والطاقات المتجددة وتنويع مصادر الطاقة وتقليص الفجوة الدولارية الناتجة عن واردات الطاقة.

خلال الندوة النقاشية، أكد حزب حماة الوطن على أهمية الاستثمار في الذهب والعقارات بحذر شديد لمنع المزيد من التضخم والمضاربة.


شارك