20 صورة ترصد ليلة الرعب والدمار في إسرائيل بسبب صواريخ إيران

في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين، واجه سكان تل أبيب في قلب المدينة الساحلية مشهدًا غير مألوف. تناثرت القمامة في الشوارع، وهدمت واجهات المنازل، وجابت فرق الإنقاذ الأحياء المتضررة بحثًا عن ناجين تحت الأنقاض. وكان الهجوم الصاروخي الإيراني على عدة مدن إسرائيلية الأشد ضراوة، مخلفًا دمارًا واسع النطاق ورقمًا قياسيًا جديدًا في عدد القتلى.
شهد مراسل شبكة CNN، جيريمي دايموند، في القدس الدمار بأم عينيه. ووصف المشهد من وسط مدينة تل أبيب، قائلاً إن الشوارع كانت مليئة بالحطام، بينما كانت فرق الإنقاذ الإسرائيلية، بمساعدة وحدات الجيش، تبحث بين الأنقاض عن ناجين. وأشار إلى أن الانفجارات كانت قوية لدرجة أن المباني السكنية اهتزت بأكملها، بينما ركض السكان يصرخون ويذعرون بحثًا عن ملاجئ.
أدى الهجوم، الذي يُفترض أنه نُفِّذ بأربعة صواريخ دقيقة التوجيه، إلى انهيار جزئي لمبنى سكني كبير. وشُوهدت الأنقاض من عدة شوارع بعيدة.
وصفت امرأة كانت تختبئ في قبو منزلها اللحظات الأولى بعد الانفجار: “خرجنا ببطء شديد خوفًا من سقوط شيء علينا… كانت رائحة الدخان خانقة، والمباني تنهار أمام أعيننا”. وأفادت بأنهم اضطروا للسير في الشارع لتجنب استنشاق الغازات المنبعثة من مواقع القصف.
أظهر مقطع فيديو بثته رويترز من وسط إسرائيل مبنى سكنيًا منهارًا جزئيًا، وقد أحدث الصاروخ ثقبًا كبيرًا في جداره. وحاول عشرات من رجال الإنقاذ يائسين إنقاذ المحاصرين باستخدام أدوات يدوية.
بحسب السلطات الإسرائيلية، أطلقت إيران مئات الصواريخ، بما فيها صواريخ باليستية، على مناطق حساسة في وسط وجنوب إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب والقدس وحيفا، ليل الأحد. اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية بعض الصواريخ، بينما اخترقت أخرى المنظومة وأصابت أهدافًا سكنية وتجارية.
وقعت انفجارات ضخمة قرب مصفاة نفط في حيفا، مما أثار مخاوف من كارثة بيئية وشيكة. كما تضررت شبكة الكهرباء في وسط إسرائيل، مما أدى إلى انقطاعات متكررة.
وقالت السلطات إن مبنيين سكنيين شاهقين في وسط إسرائيل تعرضا لأضرار بالغة وتم إنقاذ العديد من الأشخاص المحاصرين في المصاعد.
وذكرت نجمة داوود الحمراء أن 12 مصابا تم نقلهم إلى المستشفيات، بينهم طفل يبلغ من العمر عشر سنوات في حالة حرجة.
قُتل خمسة أشخاص على الأقل في إسرائيل في هجمات صاروخية إيرانية حديثة، ليرتفع عدد القتلى منذ بدء التصعيد إلى 19. وأكدت وزارة الصحة الإسرائيلية أن معظم المصابين الذين نُقلوا إلى المستشفيات تراوحت إصاباتهم بين المتوسطة والطفيفة. إلا أن فرق الإنقاذ تواصل البحث عن مفقودين تحت الأنقاض.
في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن الغارات الجوية الإسرائيلية على طهران ومدن أخرى في الأيام الأخيرة أسفرت عن مقتل 224 شخصا وإصابة أكثر من 1277 آخرين، معظمهم من المدنيين.
فيما يتعلق بالهجمات الإسرائيلية على طهران، أعلن جيش الدفاع الإسرائيلي أن طائراته المقاتلة هاجمت مراكز قيادة تابعة لفيلق القدس، الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني. ووصف هذه الأهداف بأنها “مراكز تنسيق لهجمات وكلاء إيران على إسرائيل في المنطقة”.
أكدت مصادر إسرائيلية أن رئيس استخبارات الحرس الثوري كان من بين القتلى. وعُيّن الجنرال أحمد وحيدي خلفًا للجنرال حسين سلامي الذي قُتل في هجوم سابق.
تزامن التصعيد مع نشر معلومات، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أفادت بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفض خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وهي خطوة مثيرة للجدل. وأعرب ترامب عن رغبته في “اتفاق شامل” بين إسرائيل وإيران، لكنه لم يستبعد مواجهة مفتوحة، مضيفاً: “أحياناً، عليك أن تقاتل حتى النهاية”.
من جانبها، حذرت كل من إسرائيل وإيران سكان الجانب الآخر من ضرورة البقاء بعيدا عن المواقع العسكرية المحتملة، وهو ما يشير بوضوح إلى أن التبادلات من المرجح أن تستمر.