بعد القصف الإيراني لحيفا.. خريطة المنشآت النووية والنفطية في إسرائيل

منذ 11 ساعات
بعد القصف الإيراني لحيفا.. خريطة المنشآت النووية والنفطية في إسرائيل

بقلم: سحر عبد الرحيم

في إسرائيل، تُعدّ المنشآت النووية والنفطية من أكثر البنى التحتية حساسيةً واستراتيجيةً، وتخضع لقدرٍ كبيرٍ من السرية بسبب “الغموض النووي” الذي يلفّ تل أبيب منذ عقود. ورغم أن إسرائيل لم تُقرّ رسميًا بامتلاكها أسلحةً نووية، إلا أن تقارير دولية موثوقة تُشير إلى امتلاكها ترسانةً نوويةً، بالإضافة إلى منشآتٍ حديثةٍ لإنتاج الطاقة وتكرير النفط.

تشمل هذه المنشآت مفاعل ديمونا النووي في الجنوب ومنشآت أخرى يُشتبه بها، ومصافي نفط في مدن مثل حيفا وأشدود، وأنابيب طاقة تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط. وفي ظلّ احتمال التصعيد العسكري، تتزايد أهمية هذه المواقع، لما لها من أهمية حيوية لقوتها العسكرية والاقتصادية.

صورة 1_1

أولاً: المواقع النووية

مفاعل ديمونا النووي

يقع مفاعل ديمونا النووي جنوب إسرائيل، في صحراء النقب بالقرب من مدينة ديمونا. ويُعتقد أنه يُستخدم للأبحاث النووية وإنتاج البلوتونيوم للأسلحة النووية.

في يونيو/حزيران 2014، أفاد معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن إسرائيل بدأت في تحديث أنظمة أسلحتها النووية وبناء مرافق إنتاج في جنوب البلاد في الأشهر الأخيرة، وسط تراجع عالمي في الدبلوماسية النووية.

رغم أن إسرائيل لم تُقرّ رسميًا بامتلاكها أسلحة نووية، يُقدّر أنها تمتلك حوالي 90 رأسًا نوويًا. وتُجري تل أبيب حاليًا تحديثًا لمفاعلها النووي في مدينة ديمونا الجنوبية، وفقًا للتقرير السنوي لمعهد التسلح والأمن الدولي، والذي يُغطي التطورات من عام 2023 إلى يناير 2024.

صورة 2_2

بدأت إسرائيل البناء في موقع ديمونا في أوائل عام 1958، لكن المخابرات الأميركية استغرقت ما يقرب من ثلاث سنوات كاملة لاكتشاف الحقيقة حول الموقع.

بالإضافة إلى المفاعل في ديمونا، تشير التقارير الدولية (بما في ذلك تلك الصادرة عن معهد العلوم والأمن الدولي) إلى وجود مرافق مشتبه بها لتخزين أو تجميع الأسلحة النووية في مناطق أخرى، مثل كفر زكريا: موقع مشتبه به لتخزين الصواريخ والقنابل النووية؛ وأوديفات: منشأة يشتبه في استخدامها لتجميع الأسلحة النووية.

تيروش: هذا أحد مستودعين للأسلحة النووية الإسرائيلية. يُعتبر تيروش مستودعًا استراتيجيًا، بينما يُعتبر عيلبون مستودعًا تكتيكيًا. مع ذلك، لم يتم تأكيد وجود هذين المستودعين رسميًا.

ثانياً: مصانع ومصافي النفط

مصفاة حيفا (مجموعة بازان)

صورة 3_3

تقع مصفاة حيفا في مدينة حيفا شمال إسرائيل، وهي من أكبر مصافي النفط في البلاد، وتضم منشآت بتروكيماوية.

تعرضت مصفاة النفط الإسرائيلية في حيفا لهجوم صاروخي إيراني صباح الأحد. وأفادت الشركة لبورصة تل أبيب أن الهجوم الصاروخي الذي شُنّ ليلاً تسبب في أضرار بخطوط الأنابيب وخطوط النقل التي تربط منشآت مجمع مصفاة بازان للنفط في مدينة حيفا بأيرلندا الشمالية.

وأوضحت الشركة أن أنشطة التكرير ستستمر رغم إغلاق منشآت أخرى في الموقع، مشيرة إلى أنها تعمل على تقييم تأثير هذا القرار على عملياتها وإعادة تشغيل المنشآت المغلقة.

تعرّضت منطقة حيفا الكبرى لقصفٍ بنحو 40 صاروخًا خلال الليل. أصاب أحدها منزلًا في مدينة طمرة المجاورة، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، وفقًا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل.

مصفاة أشدود

صورة 4_4

تقع مصفاة أشدود في مدينة أشدود على ساحل البحر الأبيض المتوسط، جنوب تل أبيب.

تُعدّ مصفاة أشدود لاعباً رئيسياً في سوق الطاقة الإسرائيلي، حيث تُنتج نواتج التقطير وتُوزّعها على شركات الوقود والغاز في البلاد. تُوفّر المصفاة حوالي 40% من إجمالي استهلاك الوقود في إسرائيل، مما يجعلها مورداً استراتيجياً لأمن الطاقة الوطني.

تُسوّق المصفاة حوالي 70% من منتجاتها محليًا، وتُصدّر حوالي 30% منها إلى الخارج. ووفقًا لمصفاة أشدود، تُعدّ قدرة المصفاة على ضمان إمدادٍ مُستمرّ وموثوق به عاملًا حاسمًا لاستقرار الاقتصاد الإسرائيلي ونموّه.

وفقًا للشركة الإسرائيلية، تستورد مصفاة أشدود النفط الخام والمنتجات البترولية الوسيطة، وتُكررها إلى مشتقات للتوزيع المحلي أو التصدير. وتبلغ طاقتها التكريرية الاسمية حوالي 5.4 مليون طن سنويًا.

ميناء إيلات-عسقلان

صورة 5_5

شركة خط أنابيب إيلات-عسقلان (EAPC) هي ركيزة أساسية في البنية التحتية للطاقة في إسرائيل. أُنشئ هذا الخط عام ١٩٦٨، ويمتد بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، لضمان انتظام إمداد الوقود إلى القوة المحتلة. وكان إنشاء خط الأنابيب جزءًا من خطة استراتيجية شملت بناء محطات تخزين على كلا طرفيه.

ينقل خط الأنابيب النفط الخام من ميناء إيلات جنوبًا إلى عسقلان شمالًا، مما يُمكّن إسرائيل من نقل النفط من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط. بعد انتهاء الامتياز السابق، تأسست شركة خط أنابيب آسيا-أوروبا، وهي شركة بنية تحتية وطنية مملوكة بالكامل لدولة الاحتلال، عام ٢٠١٩.

شركة خط أنابيب أوروبا الشرقية (EAPC) هي شركة الطاقة الرئيسية في إسرائيل. تُلبّي منشآتها حوالي 75% من احتياجات الاقتصاد المحلي من الطاقة، بما في ذلك النفط الخام ومشتقات الوقود والغاز الطبيعي والفحم. كما تُعدّ الشركة المورد الوحيد لغاز البترول المسال (LPG) في إسرائيل، والذي يُستخدم للطهي والتدفئة وغيرها من الأغراض المنزلية والصناعية.

وباستثناء مصفاة حيفا للنفط في شمال البلاد، لم تستهدف إيران أي منشأة نووية أو نفطية في إسرائيل.

صورة 6_6

في تصعيد خطير، شنّت إسرائيل هجومًا صاروخيًا واسع النطاق على مناطق متفرقة في إيران فجر الجمعة، في إطار عملية أُطلق عليها اسم “قوة الأسد”. استهدفت الهجمات الإسرائيلية 15 موقعًا في إيران، بما في ذلك منشآت نووية، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات.

وردت إيران على الهجوم الإسرائيلي بإطلاق نحو 200 صاروخ على مواقع مختلفة في إسرائيل في إطار عملية “الوعد الصادق 3”. وفي فجر الأحد، شنت إيران موجات من الهجمات باستخدام صواريخ وطائرات بدون طيار متطورة، حيث ضربت مبان في تل أبيب وحيفا ومناطق أخرى، بما في ذلك مركز أبحاث.

وفقًا للحكومة الإسرائيلية، أُصيب ما لا يقل عن 380 شخصًا في الهجمات الإيرانية، تسعة منهم إصاباتهم خطيرة. إضافةً إلى ذلك، أُطلق أكثر من 200 صاروخ خلال الليل، وتم تحديد 22 موقع سقوط.


شارك