مدبولي: القطاع الخاص يمثل 70% من الناتج المحلي الإجمالي وأصبح العمود الفقري لاقتصادنا الوطني

أكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن القطاع الخاص ليس مجرد شريك، بل هو المحرك الأهم للنمو الاقتصادي في مصر. ففي السنوات الأخيرة، أثبت القطاع الخاص قدرته على توفير أكثر من 80% من فرص العمل. واليوم، يُسهم بنحو 70% من الناتج المحلي الإجمالي، مما يجعله عصب اقتصادنا.
جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر وزارة التخطيط والتعاون الدولي بعنوان “التمويل التنموي لتعزيز القطاع الخاص: النمو الاقتصادي والتشغيل”.
وأضاف مدبولي أن الدولة لعبت دورًا هامًا وبناءً خلال السنوات الأخيرة، انعكس في الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية، بما في ذلك توسيع الطرق والسكك الحديدية، بالإضافة إلى توسيع شبكات الطاقة والموانئ والمطارات. وتُعد هذه الاستثمارات العامة خطوة استراتيجية نحو تهيئة بيئة داعمة تُمكّن القطاع الخاص من الانطلاق بثقة والقيام بدور فعال، بما يُمكّنه من قيادة التنمية في الفترة المقبلة.
وأكد أن الدولة تعتزم إعادة تعريف دورها في الاقتصاد، وذلك بفضل إصدار “وثيقة سياسة ملكية الدولة”، التي توفر إطارًا واضحًا لتدخل الدولة وبيئة تنظيمية أكثر انضباطًا. وتنظم الوثيقة، من جملة أمور، وضع الشركات التابعة، وتضمن الإفصاح عن البيانات المالية، وتضمن المنافسة العادلة. كما تُقلل من الإعفاءات المفروضة على الشركات المملوكة للدولة، وتُنشئ قاعدة بيانات وطنية لها. وسيُسهّل هذا إصدار أسهم للقطاع الخاص، وإشراك الشركاء الاستراتيجيين في حوكمة الشركات، في إطار رؤية أوسع نطاقًا لتعزيز كفاءة إدارة أصول الدولة.
وأضاف أن الدولة اتخذت إجراءات حثيثة لضبط الإنفاق العام على المشاريع. فعلى سبيل المثال، وضعت حدًا أقصى للاستثمارات العامة، بحيث تُركز على المشاريع التي تجاوزت نسبة إنجازها 70%. وهذا يُعزز كفاءة هذه الاستثمارات، ويُتيح مساحة أكبر للقطاع الخاص. ومن خلال قانون حماية المنافسة لعام 2024، تعمل الدولة أيضًا على مكافحة الاحتكارات، وتعزيز التنافسية، وتنظيم عمليات الاندماج. وهذا من شأنه أن يُعزز الفصل بين الأنشطة العامة والخاصة، ويخلق بيئة أكثر عدالة وشفافية.
وتابع: “أولت الحكومة اهتمامًا كبيرًا بتحسين بيئة الأعمال. فقد أطلقنا برنامج “الرخصة الذهبية” لتسهيل إطلاق المشاريع، وقلصنا مدة الترخيص، وأعدنا هيكلة النظام الضريبي لجعله أكثر عدالة وشمولية. كما ركزنا على تحديث الإطار القانوني وضمان سيادة القانون، مما عزز الثقة في مناخ الاستثمار. علاوة على ذلك، أجرينا حصرًا شاملًا لجميع الرسوم والأعباء المالية غير الضريبية على المستثمرين لتخفيف الأعباء وتحسين الحوكمة والشفافية.”