سماح الحريري: مسلسل حرب الجبالي لا يقدم صورة مثالية للحارة المصرية.. والدراما غير مطالبة بنقل الواقع

منذ 12 ساعات
سماح الحريري: مسلسل حرب الجبالي لا يقدم صورة مثالية للحارة المصرية.. والدراما غير مطالبة بنقل الواقع

لقد كان تأجيل العرض لمدة ثلاث سنوات لصالحه، وأنا سعيد بردود الفعل.

 

أعربت الكاتبة سماح الحريري عن سعادتها بالتفاعل مع مسلسلها الجديد “حرب الجبالي”، الذي يُعرض على قناة MBC مصر بعد توقف دام أكثر من ثلاث سنوات. وفيه، تُواصل رحلتها في الحي الشعبي، الذي سبق أن شاركت فيه في أعمال عديدة، منها “الحلال” و”أيام” وغيرها.

في حديثها مع الشروق عن تجاربها في كواليس مسلسل “حرب الجبالي” وظروفه وتحدياته، استهلت الكاتبة سماح الحريري حديثها عن أسباب تأجيل المسلسل لمدة عام قائلةً: “لا أحد في فريق الإنتاج يعلم السبب الحقيقي لتأجيل المسلسل لمدة عام، وقد أزعجني ذلك كثيرًا، فكل مبدع يحلم بعرض أعماله بعد انتهائها والحصول على رد. تواصلتُ مع المسؤولين لمعرفة السبب، لكنني لم أتلقَّ ردًا واضحًا. لقد فوجئتُ بقرار عرض المسلسل، وكنتُ سعيدةً جدًا به، لا سيما وأن الظروف التي يمر بها الشارع المصري حاليًا تتشابه مع بعض أحداث المسلسل. أعتقد أن التأجيل كان في النهاية في صالح العمل، وأنا سعيدةٌ بالتفاعل الذي يحظى به المسلسل”.

فيما يتعلق بجهودها لتصوير المجتمع المصري بأفضل صورة ممكنة، قالت: “الأعمال الفنية لا تعكس الواقع بالضرورة. للأسف، نحن الوحيدون في العالم الذين نحلل أنفسنا بأيدينا ونكشف أخطائنا. ومع ذلك، إذا راقبنا النماذج السيئة في مجتمعنا، فسنجدها أقل بكثير من النماذج الجيدة. نحن 120 مليون مصري. حتى لو كان هناك مليون شخص سيئ، فلن تكون النسبة قابلة للمقارنة. للأسف، هناك من يسلط الضوء فقط على النسبة السيئة. ومع ذلك، لا أدعي تقديم أعمال مثالية. في سلسلة “حرب الجبالي”، نقدم نماذج إنسانية متنوعة ونرصد الخير والشر، كما هو الحال منذ بدء الخليقة”.

عندما سُئلت عن مدى مشاركتها في اختيار طاقم العمل، قالت: “ليس بشكل كبير، فهذه مسؤولية مخرج المسلسل محمد أسامة. مع ذلك، قدمتُ رؤيتي الخاصة لبعض الشخصيات واقترحتُ أسماءً رأيتُها الأنسب لتلك الأدوار. أنا سعيدةٌ جدًا بأداء العديد من ممثلي المسلسل، الذين أبدعوا في أدوارهم، ومنهم انتصار وسوسن بدر، وبالطبع رياض الخولي الذي قدّم شخصيةً جديدةً بشكلٍ رائع، بالإضافة إلى المتألق صلاح عبد الله، ونجوم المسلسل الآخرين، الذي يضم نخبةً من الفنانين، منهم أحمد رزق وأحمد خالد صالح وفردوس عبد الحميد وهبة مجدي ونسرين إمام، وغيرهم”.

عندما سُئلت إن كانت ترغب بحضور التصوير، قالت: “لستُ معتادة على زيارة مواقع تصوير أعمالي، وأعترف أن هذا تقصير كبير مني، دفعتُ ثمنه غاليًا في بعض الأعمال. فوجئتُ بالتلاعب الهائل بسيناريو أعمالي من قِبل بعض المخرجين الذين يعتقدون أنهم يملكون الورقة، ولذلك أجروا عليه تعديلاتٍ عشوائية دون استشارتي، مع أنني أُؤكد حضوري للمخرج في كل عقد، ولا ألاحظ أي تأخير في إجراء التعديلات مهما كان الوقت. للأسف، بعض المخرجين لا يدركون أن سر كل مسلسل هو الكاتب. والحمد لله، عملت مع نخبة من المخرجين الرائعين الذين يُقدّرون قيمة الكاتب، منهم مجدي أبو عميرة الذي عملت معه في ثلاثة مسلسلات، والمخرج أكرم فريد. ورغم وجود خلافات بيننا أثناء تصوير “ساحرة الجنوب”، إلا أننا كررنا التعاون في “أولاد عابد”، والمخرج الراحل حسين عمارة، ومؤخرًا المخرج محمد أسامة.

ردًا على حقيقة اختفائها بعد بدء التصوير والمعاناة التي عايشتها نتيجة تدخل بعض نجوم أعمالها، قالت: “طوال مسيرتي الفنية، عانيتُ كثيرًا من تدخل بعض النجوم في أعمالي لمجرد تحسين نطاق أدوارهم، دون الاكتراث بتأثير ذلك على مجرى العمل. كنتُ أتفاجأ عندما يُطلب مني إجراء تغييرات غريبة، فبدأتُ مفاوضات شاقة مع نجوم العمل. كنتُ أحيانًا أتنازل قليلًا لمنع انقطاع التصوير وتعطيل العمل. لذلك، قررتُ الاختفاء تمامًا بعد بدء التصوير، بحيث يقتصر التواصل بيني وبين المخرج أو مساعده فقط. أرفض رفضًا قاطعًا السماح لأيٍّ من الممثلين بالاتصال بي والتدخل في عملي، فقد كانت هناك اجتماعات قبل التصوير نوقشت فيها كل تفاصيل العمل”.

وعن عودتها إلى المسلسلات الطويلة بعد تجربتها مع المسلسلات القصيرة في “علاقة شرعية”، قالت: “كُتب مسلسل “حرب الجبالي” قبل أن تصبح المسلسلات القصيرة رائجة في الدراما اليوم. أنا شخصيًا أفضل المسلسلات القصيرة وأعتقد أنها لغة العصر، خاصة وأنني أشعر بالإرهاق الشديد والملل أحيانًا عند كتابة المسلسلات الطويلة. لكن في النهاية، أنا كاتبة محترفة، وإذا طُلب مني كتابة مسلسل من 50 حلقة، فسأفعل. هذا ما حدث مع مسلسل “حرب الجبالي”: تواصل معي المنتج صادق الصباح وطلب مني كتابة مسلسل تدور أحداثه في حي شعبي. في الواقع، كانت لديّ فكرة تدور في نفس الأجواء، فعرضتها عليه، وكان متحمسًا جدًا. بدأنا التنفيذ، واستغرقت كتابة السيناريو أكثر من ثلاثة أشهر”.

وحول تفضيلها الآن للمجالات الآمنة في أعمالها وتقديم أعمال اجتماعية عادية، بعيدًا عن المجالات الحساسة التي سبق أن غامرت بها، قالت: “هذا ليس قراري. أنا شخصيًا أحب الخوض في المجالات الحساسة، كما فعلت في مسلسل “قاصرات” الذي قدمته في عهد الإخوان المسلمين عندما كانوا يحاولون تقنين سن زواج الفتيات بتسعة أعوام. وقدمت “ساحرة الجنوب”، أول مسلسل عربي يتناول عالم الجن والشياطين. أتناول العديد من المواضيع الحساسة، لكن للأسف شركات الإنتاج تخشى الخوض في هذه المجالات، كما يتضح من عدم اكتمال تصوير مواسم “ساحرة الجنوب” بعد الهجوم على العمل. المنتج الآن هو من يفضل البقاء في المجال الآمن”.


شارك