صواريخ خيبر.. ماذا نعرف عن مفاجأة إيران لإسرائيل؟

منذ 11 ساعات
صواريخ خيبر.. ماذا نعرف عن مفاجأة إيران لإسرائيل؟

رغم النقاشات المُستفيضة حول قدرات إيران الصاروخية سابقًا، إلا أنها لم تحظَ بنفس الاهتمام الذي تحظى به اليوم، خاصةً بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته طهران على إسرائيل، وتحديدًا الهجوم الذي وقع فجر الأحد، والذي أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى. وقد زعمت إيران أنها استخدمت صاروخ خيبر، من بين عدة صواريخ أخرى.

الحرب الإسرائيلية على إيران

ماذا نعرف عن صاروخ خيبر؟

لصاروخ خيبر اسمان متداخلان في المعنى. الأول “خيبر”، وهو مشتق من اسم غزوة خيبر الإسلامية التي وقعت بين المسلمين واليهود في شبه الجزيرة العربية. والثاني “خرمشهر”، وهو اسم المدينة الإيرانية التي استعادتها إيران بعد معارك دامية في الحرب العراقية الإيرانية.

ينتمي صاروخ خيبر إلى الجيل الرابع من سلسلة صواريخ خرمشهر الباليستية، وقد سبقته ثلاثة أجيال. كُشف النقاب عن الجيل الأول، خرمشهر-1، عام ٢٠١٧ خلال عرض عسكري بمناسبة أسبوع الدفاع المقدس. كان طوله آنذاك ١٣ مترًا وقطره ١.٥ متر.

كُشف النقاب عن الجيل الثاني، خرمشهر-2، عام 2019. كان مُجهزًا برؤوس حربية مُوجهة، وبلغ وزنه حوالي 20 طنًا. في مايو 2023، كشفت طهران عن خرمشهر-4 دون تقديم أي معلومات عن خرمشهر-3. وأكدت مصادر مُقربة من وزارة الدفاع أن الصاروخ قد بُني بالفعل، ويتمتع بقدرات تقنية فائقة، لكن لم يُكشف عن ذلك لأسباب أمنية عسكرية.

الحرب الإسرائيلية على إيران

القدرات التقنية لصاروخ خيبر

بمدى يبلغ 2000 كيلومتر ورأس حربي يزن 1500 كيلوغرام، يُمثل صاروخ خيبر نقلة نوعية في ترسانة الصواريخ الإيرانية. سرعته الفائقة – التي تصل إلى 19,584 كم/ساعة خارج الغلاف الجوي وحوالي 9,792 كم/ساعة داخله – تجعل اعتراضه شبه مستحيل على أنظمة الدفاع الجوي التقليدية مثل باتريوت أو مقلاع داود.

يبلغ طوله 13 مترًا، ويبلغ طول رأسه الحربي وحده 4 أمتار. ومن أبرز ميزاته عدم وجود زعانف، مما يقلل الاحتكاك ويحسن دقة التوجيه والسرعة.

الحرب الإسرائيلية على إيران

يتميز صاروخ خيبر أيضًا بسرعة تحضيره، إذ لا يستغرق تجهيز الإطلاق أكثر من 15 دقيقة. يُطلق الصاروخ من منصة متحركة، ويعمل بالوقود السائل، الذي يُمكن تخزينه في خزانات لمدة ثلاث سنوات، ويصل عمره الافتراضي إلى عشر سنوات.

يعمل صاروخ خيبر بمحرك محلي الصنع يُسمى “أرفاند”، وهو أحد أكثر محركات الوقود السائل تطورًا في الترسانة الإيرانية. يُدمج المحرك في خزان الوقود، مما يُقصّر طول الصاروخ ويُحسّن قدراته على التخفي، مما يُصعّب تتبعه بالأقمار الصناعية أو أنظمة المراقبة الأخرى.

الحرب الإسرائيلية على إيران

الدقة والتفوق الإلكتروني

وفقًا لوزارة الدفاع الإيرانية، تبلغ دقة الصاروخ في مداه الكامل حوالي 30 مترًا فقط. ويعود ذلك إلى آلية توجيه دقيقة تعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي، مصممة لمساعدة الرأس الحربي على تعديل مساره خارج الغلاف الجوي وعند عودته إلى المجال الجوي للأرض.

يتميز الصاروخ أيضًا بميزة مناعة ضد الحرب السيبرانية، إذ تُعطّل أنظمة توجيهه الإلكترونية بمجرد وصول رأسه الحربي إلى الغلاف الجوي. هذا يجعله كتلة ميكانيكية خاملة لا تُصدر أي إشارات قابلة للتتبع، مما يزيد من فرص اختراقه للدفاعات الجوية للعدو.

الحرب الإسرائيلية على إيران

تكوين فريد للرأس الحربي

صُمم الرأس الحربي لصاروخ خيبر على شكل ثلاثي المخاريط، وهو هيكل هندسي يُساعد على الحفاظ على توازن الرأس الحربي أثناء المناورات العنيفة، وكذلك أثناء الهبوط ومرحلة التوجيه النهائية. ورغم أن هذا التصميم يُنتج مقاومة عالية، إلا أنه يمنح الصاروخ قدرة كبيرة على المناورة والقدرة على التهرب من طبقات متعددة من الدفاع الصاروخي.

الخطوات: ثلاث دقائق

تمر خيبر بثلاث مراحل عملانية رئيسية:

المرحلة الأولى: بعد الإطلاق يتحرك الصاروخ إلى الأعلى بسرعة معينة ويصل إلى ارتفاع معين ينفصل عنده المحرك الرئيسي عن الرأس الحربي.

المرحلة الثانية: يتم إشعال المحركات المساعدة المثبتة خلف الرأس الحربي لتثبيت الرأس الحربي ومواءمته مع الهدف، والقضاء على الاضطرابات الناجمة عن الانفصال.

الحرب الإسرائيلية على إيران

المرحلة الثالثة تبدأ بدخول الرأس الحربي إلى الغلاف الجوي، حيث يتم تفعيل محركات إضافية لضبط الانحراف وتوجيهه نحو الهدف بدقة عالية، مع الحفاظ على سرعة 8 ماخ في المرحلة النهائية.

الميزات التكتيكية وتنوع المهام

وفقًا لوزارة الدفاع الإيرانية، يُعد صاروخ خيبر أول صاروخ إيراني يُوجَّه خلال المرحلة الثانية من الطيران (خارج الغلاف الجوي). كما تؤكد الوزارة أن الصاروخ لم يعد بحاجة إلى توجيه خلال المرحلة الأخيرة قبل الهجوم، مما يسمح له بالتحول إلى “صاروخ نقطي”. هذا يعني أنه قادر على إصابة الأهداف بدقة دون الحاجة إلى إشارات إلكترونية.


شارك