مجلس النواب يرفض ويدين العدوان الإسرائيلي الآثم على إيران

• الجبالي: العدوان يفشل كل الجهود الجادة للتوصل إلى حل سلمي للملف النووي الإيراني.
ألقى رئيس مجلس النواب، المستشار الدكتور حنفي جبالي، كلمةً عقب افتتاح الجلسة العامة، رفض فيها العدوان الإسرائيلي على إيران، مؤكدًا على دور رئيس الجمهورية في حماية الأمن القومي. كما شدد على ضرورة الالتزام بالقواعد التي وضعتها مصر لمسيرات التضامن مع الشعب الفلسطيني.
وكان نص الكلمة كما يلي:
سيداتي وسادتي، ممثلو الشعب المصري، أتحدث إليكم اليوم في وقت من الإلحاح الشديد والخطر الذي تعيشه منطقتنا، في ظل الأزمات الحادة المتقاطعة، التي تهدد الأمن الإقليمي ككل وتمثل تحديًا لشعوبنا.
لا يسع مجلس النواب إلا أن يرفض رفضًا قاطعًا ويدين بأشد العبارات العدوان العسكري الإسرائيلي الغاشم على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وينسجم هذا العدوان الصارخ مع سجل إسرائيل الطويل في انتهاكات القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتجاهلها لجميع القرارات الدولية ذات الصلة.
ويمثل هذا العدوان تصعيداً خطيراً يهدف إلى إفشال كل الجهود الجادة لإيجاد حل سلمي للملف النووي الإيراني عبر الحوار، وخاصة مفاوضات مسقط بين الجانبين: الأمريكي والإيراني، بوساطة سلطنة عمان.
ومن على منبر الوطن نؤكد أن الأزمات في هذه المنطقة لا يمكن حلها إلا بالوسائل السياسية والدبلوماسية وأن لغة السلاح وفرض النفوذ لم ولن تحقق الأمن الحقيقي لأي بلد.
كما نؤكد على أهمية معالجة القضية النووية الإيرانية ضمن رؤية شاملة تعالج الأسباب الجذرية للقلق المتعلق بالانتشار النووي، وذلك من خلال الالتزام العالمي بمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، والسعي الجاد لجعل منطقة الشرق الأوسط بأكملها منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
سيداتي وسادتي، ممثلو الشعب المصري،
مصر، بتاريخها العريق ودورها الثابت، ساندت وستواصل دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وستظل صوتًا قويًا في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وصموده في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وفي مواجهة حصاره وتجويعه وعدوانه الممنهج، الذي ينتهك كافة الأعراف والمواثيق الدولية.
وإذ يؤكد مجلس النواب أن الدولة المصرية تبذل جهوداً كبيرة لإنهاء العدوان ورفع الحصار، فإنه يحذر من محاولات البعض تنظيم مسيرات أو دخول مناطق حدودية مصرية دون تنسيق مسبق أو الحصول على التصاريح القانونية اللازمة عبر القنوات الرسمية، ووفقاً للضوابط الرقابية المعتمدة التي وضعتها الدولة المصرية لحماية أمنها القومي وتأمين سلامة مواطنيها وزوارها، خاصة وأن ذلك ينطوي على التواجد في منطقة شديدة الحساسية والدقة في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة بأكملها.
يُذكّر مجلس النواب، بكل وضوح وحزم، كل من يسعى لتوجيه المظاهرات نحو منطقة رفح الحدودية – ونحن لا نشك في نيّاتهم النبيلة – بأن على الجميع أن يُدرك أن دعم القضية الفلسطينية ودعم شعبها الصامد لا يتحقق إلا باحترام سيادة مصر وقوانينها. وهذا واجبٌ لا جدال فيه.
ممثلو الشعب المصري؛
إن التعبير عن الرأي واجبٌ نابعٌ من ثقةٍ عميقةٍ في قيادتنا السياسية. وباسم مجلس النواب، أتوجهُ إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بكلماتٍ نابعةٍ من قلب رجلٍ يُعايش الواقع، ويُدرك جسامة المسؤولية التي تقع على عاتقكم، فخامة الرئيس، في هذه المرحلة الدقيقة التي تتقدم فيها مصر بخطواتٍ واثقةٍ على طريق إعادة الإعمار، بينما تعصف بها رياحُ الاضطرابات والأزمات.
نعرفك، يا فخامة الرئيس، قائدًا راسخًا، يبني بيد ويحمي باليد الأخرى. يمضي في درب النجاح بهدوء الواثق، وحكمة من يدرك أن العمل الصادق أبلغ من الأقوال، وأن أمن مصر القومي لا يتحقق إلا بالتضحية والتفاني. نراك، يا فخامة الرئيس، تحمل على عاتقك عبء حماية مقدرات هذا الوطن في ظل تشابكات إقليمية ودولية بالغة التعقيد. عزمك لا يتزعزع، وإرادتك لا تتزعزع، ولن تحيد عن درب العزة والكرامة.
من هنا، لا يسعني إلا أن أُعلن لممثلي الأمة أنني أرى فيكم دائمًا قائدًا وأخًا وسندَ كل مصري، بما تُجسّدونه من صدق الانتماء، واستعدادٍ للبذل والتضحية. سأدعمكم بكل قوتي، ثقةً في حق هذا الوطن وشعبه في مستقبلٍ آمن.
حفظ الله مصر وشعبها وبلادها، وجعلكم يا فخامة الرئيس ذخراً وسنداً في النضال من أجل البناء والدفاع.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.