ربما تتسبب في حرب إقليمية وأزمة عالمية.. ماذا قال مدبولي بشأن الحرب الإسرائيلية على إيران وتداعياتها؟

منذ 12 ساعات
ربما تتسبب في حرب إقليمية وأزمة عالمية.. ماذا قال مدبولي بشأن الحرب الإسرائيلية على إيران وتداعياتها؟

ألقى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي اليوم تصريحاتٍ تلفزيونية في ختام جولته بمحافظة البحيرة. وحضر اللقاء الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان؛ والدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية؛ والدكتور علاء فاروق، وزير الزراعة؛ والدكتورة جاكلين عازر، محافظ البحيرة.

قال مدبولي: “جولة اليوم شملت العديد من القطاعات والمجالات الحيوية. بدأنا بأهم مشروع للحكومة المصرية، المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، في قرية زاوية صقر، مركز أبو المطامير. زرنا المشاريع الحكومية المهمة في هذه القرية، وتفقدنا أيضًا الخدمات القائمة والقوافل الطبية والسوق اليومي والمراكز المختلفة في القرية”. وأضاف أنه كلف محافظ البحيرة بمتابعة تنفيذ الإجراءات لضمان أعلى كفاءة ممكنة.

وتابع رئيس الوزراء: “تابعنا بعد ذلك عددًا من مشاريع القطاع الخاص بالغة الأهمية، وزرنا أحد أكبر المشاريع الزراعية التي تُصدّر معظم إنتاجها، بالإضافة إلى مصنع لتجهيز الأغذية يخدم السوق المحلي والصادرات. وهذه مشاريع على أعلى مستوى”.

أكد مدبولي استعدادنا لتلبية جميع مطالب الحكومة بتوسيع هذه المصانع وزيادة إنتاجها. وقال: “دائمًا ما أتناول هذا الأمر في مناقشاتي مع مديري المصانع”.

وتابع رئيس الوزراء: “هذه المشاريع تخلق آلاف فرص العمل، وتعزز القيمة الاقتصادية، وتساهم في زيادة الصادرات بشكل ملحوظ. والدولة تدعم هذه المشاريع. وهذه أولوياتنا للمرحلة المقبلة”.

وقال مدبولي: «اختتمنا جولتنا في القطاع الصحي بزيارة مستشفى وادي النطرون، حيث ناقش الوزير خطط التوسعة للتحول إلى مركز إقليمي يخدم المنطقة بأكملها».

قال مدبولي: “تابعتم أمس أحداث الحرب الإسرائيلية على إيران وما نتج عنها من تطورات. وفي هذا السياق، لاحظتم تصاعد التوترات في المنطقة بشكل متكرر خلال الأشهر الأخيرة. ما حدث أمس يُعد تصعيدًا خطيرًا للغاية يُشكل مخاطر جسيمة على استقرار المنطقة. ولذلك، كان موقف مصر في إدانة العدوان واضحًا تمامًا. ويمكن القول بكل وضوح إنه لا أحد يعلم إلى أين سيقود هذا التصعيد أو إلى متى سيستمر”.

وأشار إلى أن هذا صراع ثنائي، ولكنه قد يمتد إلى المنطقة ودول أخرى. ونأمل ألا يتفاقم الأمر إلى أزمة إقليمية، لأن ذلك يعني تحوله إلى أزمة عالمية. ونحن، دولةً وحكومةً، نأخذ هذا الأمر في الاعتبار، ونضع جميع السيناريوهات المحتملة نصب أعيننا.

في السياق ذاته، أشار رئيس الوزراء إلى أنه تواصل مع محافظ البنك المركزي المصري ووزراء الكهرباء والطاقة المتجددة والمالية والبترول والثروة المعدنية لمتابعة هذه القضية وتداعياتها، لا سيما على قطاع الطاقة. وأكد على ما سبق للحكومة تأكيده من عدم تطبيق تخفيف الأحمال، ومواصلة الالتزام بهذا الالتزام. وأضاف: “هناك تأثير مباشر على إمدادات الغاز إلى مصر، مما سيساهم في توفير الوقود اللازم لمحطات الكهرباء. لذا، اتخذنا على الفور إجراءات احترازية ونفذنا جميع خطط الطوارئ الموضوعة مسبقًا لضمان عدم انقطاع التيار الكهربائي. وسنواصل متابعة هذا الأمر”.

واصل مدبولي حديثه حول الموضوع نفسه، مشيرًا إلى ضرورة تسريع الحكومة خطتها لنشر سفن إعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى غاز. وقال: “في مصر، كانت لدينا خطة عملنا عليها بكثافة مع وزير البترول. في الصيف الماضي، كانت لدينا سفينة واحدة، وهذا الصيف اتفقنا على نشر ثلاث سفن بسعة تعادل العام الماضي. سيتم نقل الغاز بالسفن، وإعادة تحويله إلى غاز، وربطه بالشبكة الوطنية. هذا لاستيعاب الزيادة المتوقعة في استهلاك الكهرباء، والأهم من ذلك، زيادة كفاءة محطات توليد الطاقة، لأنها أكثر كفاءة من الوقود التقليدي (المازوت).

وأوضح مدبولي هذه النقطة قائلاً: “السفن الثلاث موجودة الآن في مصر. من بين السفينتين الإضافيتين اللتين أُضيفتا، توجد إحداهما في ميناء السخنة قيد الإعداد الفني. ومن المقرر أن تدخل الخدمة في 27 أو 28 يونيو، وهي إضافة بالغة الأهمية، إذ ستضيف 750 مليون قدم مكعب. أما السفينة الثالثة، فستدخل الخدمة في الأسبوع الأول من يوليو من العام المقبل. وهي موجودة حاليًا في ميناء الدخيلة، وسيتم نقلها أيضًا إلى السخنة. وهذا سيسمح لثلاث وحدات عائمة لتخزين الغاز الطبيعي المسال (FSRUs) بالعمل بكفاءة، وضخ 2250 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا في الشبكة المصرية. وبهذه الطريقة، لن نتعرض لأي مشاكل في حال حدوث انقطاعات في الشبكات الأخرى المرتبطة بالدول المجاورة”.

وأضاف رئيس الوزراء: “هذه خطتنا، ونعمل في إطارها ونتابعها يوميًا. وهذا سيضمن الأمن اللازم للدولة. سيتم تسليم الديزل خلال الأسبوعين المقبلين. احتياطياتنا الحالية ضعف ما كانت عليه العام الماضي. وهذا ثمرة خطة الحكومة المصرية لمضاعفة الاحتياطيات لضمان أكبر قدر ممكن من الوقود اللازم لمحطات الكهرباء لفترات أطول”.

في هذا السياق، أكد رئيس الوزراء على نقطة بالغة الأهمية تتعلق بدور المواطن في تخفيف العبء عن الدولة بترشيد الاستهلاك، قائلاً: “جميعنا في مركب واحد”. والحكومة تبذل قصارى جهدها، ونحث المواطنين على ترشيد استهلاكهم للكهرباء لتجنب انقطاعها هذا العام، كما وعدنا سابقًا.

أشار مدبولي إلى أن معظم التحليلات تشير إلى أن الصراع الحالي من المرجح أن يستمر لفترة أطول ولن ينتهي خلال أيام قليلة، مما ستكون له تداعيات على المنطقة بأسرها. وأضاف: “في ظل هذا الصراع، رأينا كدولة أنه من المناسب تمامًا تأجيل افتتاح المتحف المصري الكبير إلى الربع الأخير من هذا العام. ونظرًا للأحداث الجارية في المنطقة، والتي من المتوقع أن تستمر لأسابيع، حتى موعد الافتتاح المقرر، رأينا أنه من المناسب تأجيل هذا الحدث العالمي المهم ليحظى بالزخم العالمي المناسب. وسيتم تحديد موعد الافتتاح بناءً على المعطيات المستقبلية”.

في الختام، أعرب مدبولي عن أمله في انتهاء التصعيد في المنطقة. وأضاف أن أي تصعيد إضافي للوضع ستكون له عواقب وخيمة للغاية، ليس فقط على الطرفين المتصارعين، بل على المنطقة بأسرها. وقد يؤدي ذلك إلى حرب إقليمية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ذات عواقب وخيمة. ولذلك، أعرب عن أمله في ألا يتفاقم التصعيد بين الجانبين أكثر من ذلك.


شارك