طهران.. مسلسل جاسوسية توقع الضربة الإسرائيلية لإيران منذ 5 سنوات

• يحكي العمل قصة امرأة يهودية شابة يتم تكليفها بالتسلل إلى منشآت إيرانية حساسة عبر هجوم إلكتروني.
أعادت الهجمات الإسرائيلية على إيران إلى الأذهان أحداث المسلسل الدرامي الإسرائيلي “طهران”، الذي عُرض الجزء الأول منه على منصة Apple TV+ عام ٢٠٢٠. وتوقف رواد مواقع التواصل الاجتماعي لملاحظة التشابه بين أحداث المسلسل والحادثة الحقيقية التي وقعت صباح الجمعة الماضي، عندما هاجمت إسرائيل طهران. وتضمنت الحادثة أعمال تخريب استهدفت أنظمة الرادار والدفاع الجوي الإيرانية، وتعطيلها، وموجات متتالية من الغارات الجوية المكثفة، وهجمات مُستهدفة استهدفت عددًا من القادة العسكريين والأمنيين البارزين وعلماء نوويين في منازلهم.
تم إنتاج المسلسل، الذي عُرضت حلقته الأولى في 25 سبتمبر 2020، من قِبل هيئة البث العامة KAN 11. وقد لفت الانتباه كواحد من أشهر مشاريع التجسس، وعرض الصراع بين إسرائيل وإيران من منظور درامي مختلف. استمر المسلسل لثلاثة مواسم وانتهى في 27 يناير من هذا العام. تدور القصة حول شخصية تامار، وهي شابة يهودية من أصل إيراني هاجرت إلى إسرائيل مع عائلتها وهي طفلة. جندها الموساد وتسلل بها إلى طهران، وأرسلها على متن رحلة تابعة للخطوط الجوية الملكية الأردنية من عمان إلى الهند. ومع ذلك، بسبب عطل مُخطط له في الطائرة، اضطرت الطائرة إلى الهبوط اضطرارياً في طهران. تمكنت تامار من دخول الأراضي الإيرانية، وبدأت مهمتها بالهجوم الإلكتروني على منشآت إيرانية حساسة.
رغم محاولات تامار إنهاء علاقتها بالموساد واستعدادها لبدء حياة جديدة في كندا، قدّم لها الموساد عرضًا مغريًا أعادها إلى الصراع. كلّفوها بمهام جديدة ومعقدة، مثل اختراق أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية وتعطيل الرادارات لفتح المجال الجوي للطائرات الإسرائيلية، وتنفيذ ضربات دقيقة على المنشآت النووية الإيرانية وقائد الحرس الثوري الإيراني. يكشف المسلسل بوضوح غير مسبوق عن المواجهة بين الجانبين، ومدى تغلغل النظام الإيراني الذي فاجأ العالم.
حاول مسلسل “طهران” خلق ذريعة لفصل إيران كدولة عن إيران كشعب، على غرار ما حاوله رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في خطابه للشعب الإيراني عقب الهجمات الإسرائيلية على إيران. سعى المسلسل إلى رسم صورتين متباينتين تمامًا لإيران. إحداهما دولة تعجّ بصور المرشد الأعلى لتعزيز هيمنة النظام ودكتاتوريته، والأخرى دولة مهووسة بالأمن بكاميرات مراقبة في الشوارع وقوات أمنية تضطهد المعارضين. من ناحية أخرى، يصور المسلسل الشعب الإيراني في ظروف معيشية واقتصادية صعبة، ويعزو ذلك إلى تحويل جميع أموال الدولة إلى المشروع النووي الإيراني. ورغم الوضع الاقتصادي المتردي، تتمكن زوجات كبار القادة العسكريين ومسؤولي أمن الحرس الثوري من شراء المجوهرات وتلقي العلاج الطبي في أوروبا.
يُسلّط المسلسل الضوء أيضًا على حياة الشباب المعارضين للنظام الإيراني. يُصوّر هؤلاء الشباب على أنهم مُحبّون للمرح، رافضون للأعراف الدينية، ويقودون مظاهرات مناهضة للنظام ترفض الحجاب – على عكس الموالين للنظام، الذين غالبًا ما يتّسمون بالقسوة. يُظهر المسلسل أيضًا أن المرأة الإيرانية لا تلعب دورًا في المجتمع الإيراني، إذ لا تشغل مناصب عليا في الدولة، وتتعرّض للتحرش والاغتصاب في أماكن العمل. في المقابل، تُصوّر المرأة الإسرائيلية على أنها أكثر ذكاءً وشجاعة وكفاءة، وأنها جزء من خوض معركة العقول ضد العدو.
تعرّض المسلسل لانتقادات من الأوساط اليهودية لعدم تناوله الصعوبات التي تواجهها الجالية اليهودية في إيران. تُمثّل هذه الجالية جزءًا كبيرًا من مجتمع طهران، إلا أنها لا تزال مُتوارية عن الأنظار وغير قادرة على الكشف عن هويتها. حتى أن بعض النساء اليهوديات متزوجات من ضباط عسكريين رفيعي المستوى، كما تُظهر عمة بطلة المسلسل.
صُوّر المسلسل في أثينا، اليونان، في أجواءٍ تُحاكي أجواء طهران الطبيعية. أمضت النجمة المغربية المولد نيف سلطان أربعة أشهر في دراسة اللغة الفارسية قبل التصوير. وشارك في بطولة المسلسل أيضًا ممثلان إيرانيان، هما نافيد نغبان وشون توب. ومن أبرز هؤلاء الممثلين الإيرانيين شربين اللنبي، المقيم في لندن منذ عام ٢٠٠٧.