رانيا المشاط: اختيار مصر ضمن 7 دول للاستفادة من برنامج صندوق الاستثمار في المناخ بقيمة مليار دولار

ويعكس هذا الاختيار ثقة المؤسسات الدولية في استراتيجيات حماية المناخ الوطنية والجهود المبذولة لتحقيق التحول الأخضر.
أعلنت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، اختيار مصر من بين سبع دول من أصل 26 دولة مرشحة لبرنامج خفض الانبعاثات الصناعية التابع لصندوق الاستثمار المناخي. ويُعدّ هذا البرنامج أول مبادرة تمويل عالمية منخفضة الفائدة لخفض الانبعاثات الضارة من الصناعة في الدول النامية، ويبلغ حجمه مليار دولار أمريكي.
أوضحت المشاط أن الوزارة تقدمت بطلب مصر للاستفادة من البرنامج بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، والبنك الدولي، ومؤسسة التمويل الدولية، والبنك الأفريقي للتنمية. واستندت في ذلك إلى رؤية مصر الطموحة للتحول إلى الاقتصاد الأخضر وخفض الانبعاثات، وقدرتها المؤسسية، والمشاركة الفعالة للقطاع الخاص المحلي والأجنبي، لا سيما من خلال التمويل التنموي.
وأضافت أن اختيار مصر ضمن الدول السبع يؤكد ثقة المجتمع الدولي في الاستراتيجيات والجهود الوطنية لتعزيز حماية المناخ، ويمثل خطوة مهمة نحو تعزيز تنافسية الاقتصاد المصري وجذب المزيد من الاستثمارات المناخية. وأشارت إلى أن الحكومة المصرية تعمل على ربط السياسات الوطنية وأهداف التنمية بأهداف المناخ، وتنفذ إجراءات لتعزيز التحول الأخضر بالتعاون مع المؤسسات الدولية.
وأشارت إلى أن مصر كثفت جهودها في مجال العمل المناخي، خاصة منذ استضافتها مؤتمر المناخ COP27 في نوفمبر 2022. وأطلقت مصر المنصة الوطنية لبرنامج “نوفي”، وهي منصة رائدة حظيت بدعم دولي غير مسبوق وجوائز متكررة لدورها في تعزيز الاستثمار المناخي من خلال الشراكات بين الحكومة والمؤسسات الدولية والقطاع الخاص.
أكد صندوق الاستثمار المناخي اختيار سبع دول (مصر والبرازيل والمكسيك وناميبيا وجنوب أفريقيا وتركيا وأوزبكستان) بناءً على تقييم أجراه فريق مستقل من الخبراء.
وأوضح أن البرنامج يهدف إلى دعم التحول إلى صناعات منخفضة الانبعاثات وخلق فرص عمل خضراء. وسيُحسّن ذلك القدرة التنافسية الاقتصادية للدول المشاركة على المدى الطويل، ويُمكّنها من الاستفادة من السوق العالمية للسلع الخضراء، والتي من المتوقع أن تصل إلى تريليوني دولار بحلول عام 2030.
ويعد هذا البرنامج جزءاً من صندوق التكنولوجيا النظيفة التابع لصندوق الاستثمار في المناخ والذي تبلغ قيمته 9 مليارات دولار، ويعتمد على آلية أسواق رأس المال التابعة للصندوق، وهي الأولى من نوعها في تعبئة رأس المال الخاص لدعم أولويات التنمية المستدامة والشاملة والمرنة في البلدان.
قال تاريه غباديجيسن، الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار في المناخ: “لقد بدأ السباق العالمي نحو إزالة الكربون من الصناعة، والاقتصادات الناشئة في طليعتها”. وأضاف: “إن إزالة الكربون من الصناعة لا تقتصر على خفض الانبعاثات فحسب، بل تشمل أيضًا ضمان الرخاء طويل الأمد وتوفير فرص العمل المستقبلية. كما أنها ضرورية لإنتاج السلع الصناعية منخفضة الكربون التي يحتاجها العالم بشدة لتوسيع قدرات الطاقة المتجددة وتعزيز الاقتصاد العالمي”.
يُذكر أنه خلال مؤتمر المناخ المنعقد في نوفمبر 2022 بشرم الشيخ، أعلنت الدكتورة رانيا المشاط أن ملف مصر احتل المركز الأول بين دول شمال أفريقيا وأوروبا في مبادرة صندوق الاستثمار المناخي للاستثمار في الطبيعة والإنسان والمناخ. ومن خلال هذه المبادرة، سيدعم الصندوق مشاريع في الدول النامية بمبلغ 500 مليون دولار.
وتجري حاليا مناقشات فنية بين الوزارة والجهات المعنية وصندوق الاستثمار المناخي لتعزيز المبادرة من خلال تمويل العديد من المشاريع في إطار برنامج “نوفي” في مجالات الزراعة الذكية مناخيا والأعمال الزراعية والتمويل الزراعي والنظم البيئية الساحلية وتعزيز مشاركة القطاع الخاص باعتبارها محورا مشتركا.
ستعمل الدول السبع المختارة مع بنوك التنمية وشركاء القطاع الخاص على وضع خطط استثمارية تُعرض على مجلس إدارة الصندوق للموافقة عليها. ستوفر هذه الخطط للدول إمكانية الحصول على تمويل ذي عوائد مجزية لتوسيع نطاق نشر التقنيات النظيفة، مثل الهيدروجين الأخضر والصناعات منخفضة الكربون، مما يُحقق التحول العالمي في مجال الطاقة.
يُتيح البرنامج للدول النامية إمكانية الحصول على تمويل منخفض الفائدة، ويجذب الاستثمارات في مشاريع حماية المناخ، ويخلق فرص عمل خضراء. وهو جزء من صندوق التكنولوجيا النظيفة (CTF) التابع لصندوق الاستثمار في المناخ (CIF)، والذي يبلغ إجمالي حجمه 9 مليارات دولار أمريكي.
يستفيد هذا المشروع من آلية أسواق رأس المال التابعة للصندوق، وهي الأولى من نوعها في حشد رأس المال الخاص لدعم أولويات التنمية المستدامة والشاملة والمرنة للدول. كل دولار يُستثمر من صندوق التكنولوجيا النظيفة يُولّد تمويلًا إضافيًا بقيمة 12 دولارًا.