“ليس وقت الحرب العالمية الثالثة”: مواقع التواصل تتفاعل مع التصعيد

منذ 2 شهور
“ليس وقت الحرب العالمية الثالثة”: مواقع التواصل تتفاعل مع التصعيد

وبعيدا عن التحليلات العسكرية والتصريحات الرسمية، تكشف وسائل التواصل الاجتماعي عن فسيفساء من المواقف والمشاعر، تتراوح بين التحفظات والدعم والإدانة والسخرية.

وتراوحت المناقشات بين الهجوم والرد المحتمل على العلاقات الإيرانية الإسرائيلية، وبين الأسئلة القديمة المتكررة حول السيادة والردع والعدالة الدولية والمواقف العربية المختلفة تجاه إيران وإسرائيل.
“الصمت الإيراني”
أحيا الهجوم على العاصمة الإيرانية طهران جدلاً مستمراً منذ اغتيال قاسم سليماني عام 2020.

ولم ينظر العديد من المستخدمين إلى التصعيد باعتباره مفاجأة، بل باعتباره نتيجة لسنوات من “الصمت الإيراني”.
كتب عبدالله حامد: “إيران تتحدث منذ خمس سنوات. ولم يتعلموا بعد كيف يتصرفون”.

تساءل مستخدم تويتر، إبراهيم موعد، عن مفهوم “ضبط النفس”، قائلاً: “إسرائيل تهاجم إيران، والمجتمع الدولي يدعو فورًا لضبط النفس. لكن من بادر باستخدام القوة؟ ومتى يجب علينا ضبط النفس؟ التوقيت بالتأكيد أمريكي/إسرائيلي”.

من جهة أخرى، اعتبر بعض مستخدمي تويتر الهجوم على إيران نتيجةً لدعمها غزة في الحرب مع إسرائيل. غرّد سعيد العنزي من السعودية قائلاً: “رغم كل خلافاتها مع إيران، إلا أنها تدفع اليوم ثمن وقوفها إلى جانب إخواننا في غزة. نسأل الله العلي القدير أن ينصرها على أعداء هذه الأمة”.

واتهم آخرون طهران باستخدام الخطاب المعادي لإسرائيل كأداة لتوسيع نفوذها الإقليمي دون أن تشكل تهديدا حقيقيا لإسرائيل.

كتب رضا هلال: “استُخدمت أسلحة إيران لإرهاب الخليج، ولم تُشكل تهديدًا حقيقيًا لإسرائيل. هذا سهّل تسلل إسرائيل إلى إيران. اللهم عاقب الظالمين بالظالمين”.

وقارن يحيى أبو زكريا بين الأحداث الجارية في إيران وسيناريو المواجهة الإسرائيلية في لبنان، قائلاً: “هو نفس السيناريو، اغتيال السياسيين وتدمير المنشآت والتفاوض مع أميركا ليست ضمانة، بل هي خدعة لقطع الوقت حتى اكتمال خطة الهجوم”.

“تصدير الدمار”
ويستذكر الكاتب محمد المختار الشنقيطي قصف المفاعل النووي العراقي تموز عام 1981، مشيراً إلى أن الهجوم الإسرائيلي قوبل بـ”ابتهاج إيراني” في خضم الحرب مع العراق.

وأضاف أن الهجوم الحالي على منشأة نطنز لاقى ترحيبا من بعض الأوساط العربية، حيث اعتبروه ردا على “العدوان الإيراني” في المنطقة.

ورغم معارضتهم لسياسات طهران في مناطق مثل العراق وسوريا واليمن، أعرب بعض المستخدمين عن استنكارهم للهجوم الإسرائيلي.

ومن سوريا كتب مستخدم على تويتر يدعى “أبو عمر”: “لا يوجد شيء مفرح اليوم”، على الرغم من أن بعض السوريين قد يشعرون بالارتياح لمقتل من قصفوا مناطقهم وهجروا عائلاتهم، كما قال.

ورداً على هذا الخطاب، برزت أصوات مختلفة، منها صوت ناشط سوري على منصة العاشر، الذي قال: “إن لعنة الدم السوري والأطفال والنساء السوريين ستلاحقكم إلى يوم القيامة، وستنتقل هذه الأيام بين الناس”.

من لبنان، كتب علي طليس: “تشرب طهران من الكأس نفسها التي شربت منها دول المنطقة، وخاصة لبنان”. وجادل بأن إيران لم تتعلم من الخسائر التي مُني بها وكلاؤها في المنطقة، واتهمها بـ”تصدير الدمار” والمناورة بدلًا من إعادة النظر في سياساتها.


شارك