“تصعيد خطير”.. ردود الفعل العربية والدولية على الهجوم الإسرائيلي على إيران

منذ 2 شهور
“تصعيد خطير”.. ردود الفعل العربية والدولية على الهجوم الإسرائيلي على إيران

فجر الجمعة، شهد الشرق الأوسط واحدة من أخطر لحظاته منذ عقود: شنّت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق على الأراضي الإيرانية، استهدفت منشآت نووية وقواعد عسكرية وشخصيات بارزة في الحرس الثوري الإيراني. أثارت العملية، التي أُطلق عليها اسم “الأسد الصاعد”، موجة من الإدانة والتحذيرات من عواصم عربية ودولية. في الوقت نفسه، تزايدت المخاوف من انزلاق خطير نحو حرب شاملة في المنطقة.

في العاصمة المصرية، أصدرت وزارة الخارجية بيانًا شديد اللهجة أدانت فيه الهجوم الإسرائيلي، ووصفته بأنه “تصعيد خطير للغاية” وانتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. كما أكدت أن مثل هذه الأعمال قد تُشعل صراعًا إقليميًا يصعب احتواؤه. وأكدت على أولوية الحلول الدبلوماسية والسياسية على القوة العسكرية، وأكدت مجددًا على مبدأ سيادة الدول.

الحرب الإسرائيلية على إيران

أعربت سلطنة عُمان، التي تلعب دور الوسيط بين طهران وواشنطن، عن قلقها العميق على الفور. ووصفت في بيان رسمي الهجمات الإسرائيلية بأنها “تصعيد خطير يهدد بتقويض الجهود الدبلوماسية”. وحمّلت إسرائيل مسؤولية تدهور الوضع، ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح وحاسم لمنع المزيد من التصعيد.

انضمت المملكة العربية السعودية إلى موجة الإدانات. ورفضت وزارة الخارجية بشدة هذا الهجوم، واصفة إياه بأنه “اعتداء سافر” على دولة شقيقة. ودعا البيان مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف هذا العدوان ومنع تصعيد التوترات. وأكد على ضرورة احترام سيادة الدول ومبدأ عدم استخدام القوة.

الحرب الإسرائيلية على إيران

كما أدانت قطر بشدة الهجمات الإسرائيلية على إيران يوم الجمعة، مؤكدةً أنها تُعيق جهود تهدئة الوضع في المنطقة. وأعربت الدوحة، الوسيط الرئيسي بين الدولة اليهودية وحماس، عن قلقها البالغ إزاء هذا التصعيد الخطير، الذي يأتي في سياق سياسة عدوانية متكررة تُهدد أمن المنطقة واستقرارها.

في أنقرة، أدانت وزارة الخارجية التركية الهجوم الإسرائيلي على إيران، ودعت إسرائيل إلى الوقف الفوري لأعمالها العدوانية التي قد تؤدي إلى صراع أوسع. وأوضحت الوزارة أن الهجوم يُظهر أن إسرائيل لا ترغب في حل القضايا بالطرق الدبلوماسية.

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وأعرب عن قلقه من أن تُعرّض هذه الهجمات المحادثات النووية المزمعة بين إيران والولايات المتحدة في عُمان للخطر. كما حذّر من أن أي تصعيد إضافي سيُضيّق آفاق الحوار ويُعرّض الأمن العالمي، لا الإقليمي فحسب، للخطر.

أدانت وزارة الخارجية الإندونيسية بشدة الهجوم الإسرائيلي على إيران يوم الجمعة، ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس. وذكرت أن “الهجوم الإسرائيلي قد يؤدي إلى تفاقم التوترات القائمة في المنطقة وإشعال صراع أوسع نطاقًا”.

أعربت اليابان عن أسفها العميق لاستخدام الوسائل العسكرية، وحذرت من “تدهور مثير للقلق للوضع”، ودعت جميع الأطراف إلى العودة إلى المسار السياسي.

الحرب الإسرائيلية على إيران

في بيانها، أكدت الصين على مبادئها، وأكدت رفضها لأي انتهاك لسيادة الدول، ودعت إلى ضبط النفس، واعتبرت الحوار الدبلوماسي الخيار الوحيد. كما أعربت الصين عن استعدادها للمساهمة في تهدئة الوضع ومنع المزيد من التصعيد.

اتخذت الولايات المتحدة موقفًا متوازنًا. وأكد وزير الخارجية ماركو روبيو أن الهجوم كان مبادرة إسرائيلية مستقلة، ونفى أي تورط أمريكي مباشر. ومع ذلك، أوضحت الحكومة الأمريكية استعدادها لحماية مصالحها في حال وقوع هجوم.

من جانبه، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أمله في استئناف المحادثات النووية مع إيران، رغم إقراره بعلمه المسبق بالهجوم الإسرائيلي. وهذا يثير تساؤلات حول احتمال تواطؤ الولايات المتحدة أو تقاعسها.

الحرب الإسرائيلية على إيران

كانت ردود الفعل في إيران شرسة. ووصف المرشد الأعلى علي خامنئي الهجوم بأنه “عدوان جبان” وتوعد برد قاسٍ: “كل من ارتكب هذه الجريمة سيلاقي مصيرًا مريرًا”. وأكدت وزارة الدفاع الإيرانية أن الهجوم استهدف منشآت نووية وعسكرية، وأسفر عن مقتل شخصيات بارزة، منهم القائد العام للحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، ورئيس الأركان محمد باقري، بالإضافة إلى عدد من العلماء النوويين.

شاركت ما لا يقل عن 200 طائرة مقاتلة في العملية العسكرية الإسرائيلية، التي أُطلق عليها اسم “الأسد الصاعد”. وشملت أهدافها أكثر من 100 موقع نووي وصاروخي في إيران، بما في ذلك منشآت في نطنز وفوردو، بالإضافة إلى مستودعات أسلحة في أصفهان وكرمان.

وقالت إسرائيل إن الهجمات استندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة وتهدف إلى إبطاء البرنامج النووي الإيراني وتقويض قدرته على تهديد أمن إسرائيل والمنطقة.

رغم ضخامة الهجمات، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم تسرب أي مواد مشعة حتى الآن. ومع ذلك، أعربت عن قلقها إزاء الهجمات المُستهدفة على المنشآت النووية، ووصفتها بأنها “سابقة خطيرة” تنتهك المعايير الدولية المتعلقة باستخدام القوة ضد البنى التحتية المدنية الحساسة.

لمتابعة كل ما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على إيران (اضغط هنا)


شارك