الموت في 20 دقيقة.. ماذا نعرف عن سقوط طائرة الهند المنكوبة؟
قُتل أكثر من 200 شخص عندما تحطمت طائرة تابعة لشركة طيران الهند، كانت تقل 242 راكبًا متجهة إلى لندن، في مدينة أحمد آباد غرب الهند يوم الخميس، بعد دقائق فقط من إقلاعها. وكانت هذه أسوأ كارثة جوية في السنوات العشر الماضية.
وتحطمت الطائرة فوق منطقة سكنية جنوب العاصمة البريطانية أثناء توجهها إلى مطار جاتويك، واصطدمت بسكن طلاب الطب خلال وقت الغداء.
صرح قائد شرطة المدينة، جي إس مالك، لوكالة رويترز بأن السلطات انتشلت 204 جثث من موقع التحطم، ولم ترد أنباء عن وجود ناجين. ونقلت صحيفة “إنديان إكسبريس” عن الشرطة قولها إن جميع ركاب الطائرة لقوا حتفهم.
أوضح مالك أن الضحايا قد يكونون ركابًا وأشخاصًا على الأرض. ووفقًا لدانانجاي دويفيدي، وزير الصحة في الولاية، طلبت السلطات من عائلات الضحايا تقديم عينات من الحمض النووي للتعرف على الجثث.
قال ضابط شرطة كبير: “المبنى الذي تحطمت فيه الطائرة هو عيادة طبيب… لقد أخلىنا ما بين 70 و80% من المنطقة، وسنستكمل عملية الإخلاء قريبًا”.
أظهرت صور ومقاطع فيديو من موقع التحطم تناثر أجزاء من جسم الطائرة في جميع أنحاء المبنى، بينما كان ذيل الطائرة معلقًا فوق السطح. وذكرت قناة Indian News18 أن الحادث وقع فوق قاعة الطعام في سكن طلاب كلية BJ الطبية، مما أسفر عن مقتل عدد من طلاب الطب.
وقال مصدر لرويترز إن الركاب كانوا 217 بالغًا و11 طفلًا ورضيعين، بينهم 169 هنديًا و53 بريطانيًا وسبعة برتغاليين وكندي واحد.
أفاد موقع Flightradar24 أن الطائرة كانت من طراز بوينغ 787-8 دريملاينر، وهي إحدى أحدث الطائرات في الخدمة. وأفادت قاعدة بيانات شبكة سلامة الطيران أن هذا أول حادث مميت لهذا الطراز، الذي دخل الخدمة عام 2011. صُنعت الطائرة عام 2013 وسُلمت إلى الخطوط الجوية الهندية في يناير 2014.
وقالت الخطوط الجوية الهندية عبر منصة X الخاصة بها: “نحن نجمع المعلومات حاليًا وسنقدم التحديثات لاحقًا”.
أفادت محطات التلفزيون أن الطائرة تحطمت بعد إقلاعها بقليل. وعرضت إحدى المحطات لقطات للطائرة وهي تقلع فوق منطقة سكنية ثم تختفي عن الأنظار قبل أن يظهر عمود ضخم من النيران في السماء.
وأظهرت لقطات فيديو حطاما محترقا ودخانا كثيفا يتصاعد بالقرب من المطار، في حين أظهرت لقطات أخرى أشخاصا مصابين يتم إجلاؤهم على نقالات إلى سيارات الإسعاف.
وذكر برج المراقبة في مطار أحمد آباد أن الطائرة غادرت المدرج في الساعة 1:39 مساء بالتوقيت المحلي وأصدرت نداء استغاثة قبل أن ينقطع الاتصال تماما.
وبحسب موقع Flightradar24، فإن الإشارة الأخيرة التي تلقتها الطائرة جاءت بعد ثوانٍ من إقلاعها.
صرح خبير سلامة الطيران أنتوني بريكهاوس لرويترز أن أحد الدلائل المقلقة في الفيديوهات هو أن عجلات الهبوط ظلت ممتدة خلال مرحلة من الطيران، بينما كان من المفترض أن تُسحب. وأضاف: “لو لم تكن تعلم أن الطائرة تُقلع، لاعتقدت أنها تهبط”.
أعلنت شركة بوينغ أنها على علم بالتقارير الأولية، وأنها تعمل على جمع معلومات إضافية. وتراجعت أسهم الشركة بنسبة 6.8% في التعاملات المبكرة.
وقالت شركة جنرال إلكتريك للطيران، الشركة المصنعة لمحرك الطائرة، إنها سترسل فريقًا إلى الهند لتحليل بيانات قمرة القيادة، وفقًا لقناة CNBC الهندية.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية البريطانية إنها تعمل بشكل عاجل مع السلطات الهندية للتحقيق في ملابسات الحادث وتقديم الدعم للمتورطين.
وكتب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على تويتر: “لقد صدمتنا المأساة في أحمد آباد وأحزنتنا بشدة. إنه أمر مفجع”.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الصور من موقع التحطم بأنها “مروعة” وأكد أنه يراقب الوضع عن كثب، فيما أفاد قصر باكنغهام أن الملك تشارلز يتابع التطورات أيضا.
وقال الملك في بيان “أنا وزوجتي نشعر بصدمة عميقة إزاء هذه المأساة المأساوية في أحمد آباد”.
وقالت وزارة الطيران الهندية إن رئيس الوزراء مودي أصدر تعليمات للسلطات بتقديم المساعدة الفورية في جهود الإنقاذ، خاصة وأن أحمد آباد هي أكبر مدينة في ولاية جوجارات، مسقط رأس مودي.
أوقف مطار أحمد آباد، الذي تديره مجموعة أداني، جميع عمليات الطيران مؤقتًا في أعقاب الحادث، لكنه استأنف العمليات لاحقًا برحلات محدودة.
قال غوتام أداني، رئيس مجلس إدارة مجموعة أداني، عبر تويتر: “نشعر بصدمة وحزن عميقين إزاء مأساة رحلة الخطوط الجوية الهندية رقم 171. نتقدم بأحر التعازي لأسر الضحايا. ونعمل عن كثب مع السلطات ونقدم كل الدعم الممكن للأسر المتواجدة على الأرض”.
وقعت آخر حادثة تحطم طائرة مميتة في الهند في عام 2020 وكانت تتعلق بطائرة تابعة لشركة طيران الهند إكسبريس.
في هذا الحادث، تجاوزت الطائرة المدرج المرتفع في مطار كوزيكود في جنوب البلاد، وانزلقت إلى وادٍ وسقطت بمقدمتها على الأرض، مما أسفر عن مقتل 21 شخصًا.
استحوذت مجموعة تاتا الهندية على شركة طيران الهند في عام 2022 ودمجتها مع فيستارا، وهو مشروع مشترك بين تاتا والخطوط الجوية السنغافورية، في عام 2024.
