آسر ياسين لـ«الشروق»: شخصيتى فى «قلبى ومفتاحه» تشبه والدى

طرح المسلسل بجرأة فكرة تحريم البحث عن محللة. كان العمل مع تامر محسن تجربة ممتعة. لا يوجد جزء ثاني للعمل… ولم أخاف من المقارنة مع فيلم “الزوج حسب الطلب”
يحتل مسلسل “قلبي ومفتاحه” مكانةً مميزةً في مسيرة آسر ياسين الفنية، وقد أشاد به الجمهور والنقاد مرارًا وتكرارًا باعتباره عملًا فريدًا. ورغم أنه يتناول قضيةً اجتماعية، إلا أن تصويره الرومانسي والحساس يُبرز تفرده. رغم تردد آسر في البداية بسبب انشغاله، تلقى اتصالاً من المخرج تامر محسن بشأن مشروع جديد من 15 حلقة. وافق على الفور، حتى قبل قراءة السيناريو، إذ كان يأمل العمل مع تامر محسن. شارك آسر في بطولة مسلسل “قلبي ومفتاحه” بدور “محمد عزت”. وقد لاقى العمل إعجاباً واسعاً لفكرته المبتكرة، وترابط أحداثه، وتنوع شخصياته، وكأن كل شخصية رُسمت على ورق ثم بُعثت إلى الحياة. عاش الجمهور حالة من الرومانسية والتشويق والقلق والخوف والحب مع ميار ومحمد عزت، اللذين التقيا صدفة وانجذبا إلى بعضهما البعض. التقت الشروق بالفنان آسر ياسين، وتحدث عن تجربته مع مسلسل “قلبي ومفتاحه”، والتحديات التي واجهها أثناء الإنتاج، والتفاعلات خلف الكواليس بينه وبين فريق العمل، وكيف أقنعه تامر محسن بالمشاركة في هذا الموسم. كما كشف عن أسلوبه في كسب تعاطف الجمهور، وسر تغيير اسم المسلسل من “كل الحب” إلى “قلبي ومفتاحه”.
*في البداية: ما الذي جعلك متحمسة لتقديم مسلسل “قلبي ومفتاحه”؟
جذبتني شخصية محمد عزت التي أديتها في مسلسل “قلبي ومفتاحه”. إنها شخصية جديدة لم ألعبها من قبل. شعرتُ أيضًا أن هذه الشخصية تُشبه والدي كثيرًا في قيمه ومبادئه، وهذه أمور بالغة الأهمية للآباء. كل رجل يتمنى أن يرى ابنه مهندسًا أو طبيبًا. شخصية “محمد عزت” في المسلسل تُحب العلوم، لذا كل هذه التفاصيل زادت من شغفي بهذه الشخصية وانجذابي إليها. اتصل بي المخرج تامر محسن، رغم أنني لم أكن في مصر حينها. أخبرني بفكرة مسلسل، وكنت قد قررت عدم المشاركة في سباق رمضان حينها. كنت أتمنى التعاون مع تامر محسن، وكنت أرغب بالتأكيد في تقديم عمل “خفيف”.
*كيف أقنعك تامر محسن بتغيير رأيك والمشاركة في الموسم الرمضاني؟
تواصل معي تامر محسن وأخبرني بفكرة مسلسل “خفيف”. كنت مستعدًا للمشاركة منذ اللقاء الأول. لم يكن هناك نصٌّ جاهز حينها، لكن تامر كانت لديه الفكرة مسبقًا وعرضها عليّ. أعجبتني.
*كم من الوقت استغرقت كتابة السيناريو؟
لم يطل الأمر، إذ كانت الفكرة في رأس تامر محسن، وكأنه كتب السيناريو من خياله. وفي غضون شهر ونصف، كنا قد أنجزنا ثلاث حلقات، بالتعاون مع مها الوزير، التي كتبت سيناريو رائعًا.
* كيف تصف التعاون مع المخرج تامر محسن؟
تامر محسن مخرجٌ مُتطلب. لا يقبل المشاهد المتواضعة، بل يجب أن تكون مُعبّرة وقوية. يريد لعمله أن يكون في أفضل حالاته. العمل مع تامر محسن متعة حقيقية.
*حدثنا عن رد فعل الجمهور تجاه شخصية “محمد عزت”؟
توقعتُ ردود فعلٍ على مسلسل “قلبي ومفتاحه”، إذ كان مختلفًا عن المسلسل الدرامي الذي كنتُ أنتظره منذ البداية. إلا أن التعليقات كانت غريبةً بعض الشيء في البداية. كان أبرزها سؤالٌ عن شخصية محمد عزت: “لماذا يوجد شخصٌ مثل محمد عزت؟”. أدهشني استغراب الناس من عدم وجود شخصياتٍ مشابهة بيننا.
*لماذا وصف الجمهور شخصية “محمد عزت” بالساذجة؟
لم تكن شخصية محمد عزت ساذجة ولا طيبة كما وصفه البعض، بل اختار أن يحترم إخوانه البشر ويعيش بسلام مع والدته. من عيوبه عدم مواكبته للمجتمع وما يحدث حوله، إذ كان عليه مواكبة التغيرات المستمرة في الحياة.
*حدثينا عن كواليس تحضيراتك لدورك في فيلم «قلبي ومفتاحه»؟
استغرقنا وقتًا طويلًا في تحضير الشخصية، ورسمتها على الورق من مخيلتي، بما في ذلك أسلوب الملابس وطريقة الكلام وتسريحة الشعر. وقتها، كنت في برشلونة، أسير في الشارع كأنني “محمد عزت”، وبدأت أتحدث بصوت مشابه. أتذكر أنني أرسلت أول رسالة واتساب للمخرج تامر محسن، بنفس أسلوب محمد عزت، وبنفس الإيقاع.
* هل تشبهك شخصية “محمد عزت” في الحقيقة؟
بالطبع، لدى محمد عزت تفاصيل تُشبهني، وبشكل عام، أشعر أن كل دور يُعطيني شيئًا ويضيف إليه. يُجسّد محمد عزت المبادئ والأسس التي نشأنا عليها، وأعتقد أنه إنسانٌ بداخلنا جميعًا تأقلم مع المجتمع. هذا يُذكّرني بأهمية الحفاظ على المبادئ التي نشأنا عليها.
* هل لديك أي اقتراحات أو إضافات للنص؟
لم يكن تدخلاً، بل ناقشناه مع تامر محسن. أضفنا تفاصيل تُثري الشخصية. كما اقترحتُ دروسًا خصوصية. قررنا ذلك لأن فيديوهاته لم تُشاهد إلا 53 مرة. الأسئلة والبحث عادةً ما يكونان من أهم التفاصيل، ومع مرور الوقت، تُصبح الشخصية تفصيلًا أساسيًا.
* كيف كان مشهد العشاء مع مي عز الدين ودياب حتى أصبح مؤثراً لهذه الدرجة؟
كان هذا المشهد صعبًا ومهمًا في آنٍ واحد. صوّرناه في يوم واحد، وكان من أجمل المشاهد لأنه جمع كل تفاصيل المسلسل في مشهد واحد. في هذا المشهد، تحوّل محمد عزت من شخص سلبي إلى شخص يواجه الأمور وجهًا لوجه. صوّر تامر محسن المشهد بواقعية عالية وذكاءٍ عالٍ.
*ما رأيك بفكرة أغنية قلبي ومفتاحه؟
الأغنية اختيارٌ مُناسبٌ جدًا. كثيرون لم يُعجبوا فريد الأطرش، لكن بعد المسلسل انجذبوا إلى موسيقاه وبدأوا بالاستماع إليها. علاوةً على ذلك، قد لا يعرف الجيل الجديد فريد الأطرش، وأريدهم أن يعرفوه.
* هل سيكون هناك جزء ثاني لـ “قلبي ومفتاحه”؟
لا، القصة كاملة، وجميع التفاصيل واضحة في الجزء الأول. يبدو المسلسل عملاً “خفيفًا”، ولكنه ليس كذلك. بل يحتوي على العديد من التفاصيل الصعبة، بما في ذلك البحث عن محلل، وقضية مخدرات، وجرائم قتل. بشكل عام، يمزج المسلسل تفاصيل متنوعة في آن واحد.
* اسم المسلسل كان “كل الحب”… لماذا تم تغيير العنوان إلى “قلبي ومفتاحه”؟
هناك عدة أسباب لهذا القرار. أولها وجود مسلسل آخر يحمل الاسم نفسه. كما لم يعجبني عنوان “كل الحب”. في البداية، وجدته غير جذاب ويصعب على الجمهور تذكره. مع ذلك، كان مسلسل “قلبي ومفتاحه” لتامر محسن خيارًا ممتازًا، وقد أحببت تفاصيله.
* هل تعتقد أن قرار تقديم عمل رومانسي هو مغامرة مدروسة؟
بالتأكيد لا. وجدتُ الفكرة مختلفة، وتوقعتُ أن تلقى صدىً لدى شريحة كبيرة من الجمهور. ساهم الكاتب والمخرج تامر محسن أيضًا في ذلك. وجوده شجعني على نجاح العمل، فهو دائمًا ما يُحاول أن يُتيح للشخصيات في الدراما التصرف بتلقائية، ويتيح للجمهور مساحةً لطرح الأسئلة خلال الحلقات. هذا بالضبط ما يفعله الفن: يُشجع الجمهور على التأمل في الشخصيات والمشاهد الدرامية، والمشاهدة ليست للتسلية فقط.
* سبق أن طرح عادل إمام فكرة المحلل في فيلم «زوج تحت الطلب»، فهل أقلقتك فكرة المقارنة؟
أثناء تصوير المسلسل، لم أفكر قط في مقارنة العملين، لاختلافهما الكبير. مسلسل “قلبي ومفتاحه” لا يتناول في المقام الأول المحلل النفسي، ولكنه ينقل أيضًا رسالة واضحة مفادها أن البحث عن محلل نفسي محظور. بالتأكيد، هذا الاقتراح جريء بما فيه الكفاية، ونناقش الموضوع إلى حد ما، ولكنه ليس المحور الرئيسي لسرد المسلسل.
*ما هي التحديات التي واجهتك خلال المسلسل؟
واجهتُ تحدياتٍ كثيرةً في تقديم المسلسل. من بين أمورٍ أخرى، شعرتُ بالملل من شخصية محمد عزت، بطل العمل، بسبب سلبيته المفرطة. كان بإمكانه التمرد على بعض الأمور منذ البداية، لذا كانت الصعوبة في تقديم مثل هذا الدور. مع ذلك، قدّمناه بواقعيةٍ ونضجٍ، تمامًا كباقي الشخصيات.
*حدثينا عن تعاونك مع الفنانة مي عز الدين وجميع نجوم فيلم «قلبي ومفتاحه»؟
استمتعتُ كثيرًا بالعمل مع الفنانة مي عز الدين، فهي إنسانة رقيقة ومتواضعة وكريمة، وأتمنى التعاون معها فنيًا مجددًا. هذا العمل هو لقائي الثاني بالفنان أشرف عبد الباقي، الذي أُعجب به وأحترمه كثيرًا كفنان. استمتعتُ أيضًا بالعمل مع دياب، وأتمنى أن أراه في دورٍ بعيد عن الشر، وأنا متأكدة أنه سيُقدمه بإتقان. أما الفنانة سما إبراهيم، فقد لعبت دور الأم، وهي ليست أكبر مني سنًا بكثير، ووجودها يُؤثر بشكل كبير على العمل، مع أنها لا تُمثل إلا مشاهد قليلة. أما محمود عزت، فهو فنان ذكي واكتشاف، واختيار موفق.
* ما هي الطريقة التي يعتمد عليها آسر ياسين لإقناع الجمهور؟
هناك طريقة واحدة للتعلم، والأهم بالنسبة لي هو الأسئلة. أناقش الأمر دائمًا مع المخرج وأسأله عن كل تفصيلة. على سبيل المثال، في فيلمي “محمد عزت” و”قلبي ومفتاحه”، سألت تامر محسن عن سبب امتلاكه لحبيب واحد فقط. أعطاني تامر محسن الإجابات، وفكرنا معًا في كل تفاصيل الشخصية.
* كيف تختار أعمالك الفنية؟
لا أخطط لعملي، سواءً كان اجتماعيًا أو أكشنًا أو دراميًا، وأشعر دائمًا أن الله يعينني. على سبيل المثال، أحيانًا أقرر تجنب مسرحيات الأكشن، لكن العمل المعروض عليّ هو أكشن، ولا أستطيع رفضه. أُجبر على قبول بعض الأعمال لأن نصها لا يُرفض.