نسخة معدلة من الهدنة وترامب يضغط لإنهاء الحرب.. إلى أين وصلت محادثات غزة؟
بعد تعثر المحادثات بشأن اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة في نهاية شهر مايو/أيار، عملت إسرائيل على صياغة ردها على المقترحات المعدلة التي قدمها الوسطاء، والتي تم إرسالها بعد ذلك إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للتعليق عليها.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في رسالة فيديو يوم الثلاثاء، معلنًا تطورات المحادثات الجارية بشأن غزة: “لقد تم إحراز تقدم كبير في مفاوضات تبادل الأسرى، ولكن من السابق لأوانه عقد آمال كبيرة على التوصل إلى اتفاق. نحن نعمل بجد في هذه اللحظة بالذات وفي كل الأوقات للتوصل إلى اتفاق بشأن عودة الأسرى”.
وفي السياق ذاته، كشف مصدر إسرائيلي أن حماس تلقت نسخة معدلة من اقتراح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بشأن الأسرى ووقف إطلاق النار في حرب غزة المستمرة منذ 18 شهراً، وفق ما ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
أفاد موقع “والا” العبري، نقلاً عن مصادر أمريكية وإسرائيلية، أن قطر تسعى إلى صياغة صيغة مبتكرة لاتفاق حرب غزة “لا يُنهي الحرب صراحةً، ولكنه يبقى مقبولاً من حماس”. وتعتقد المصادر أن التقدم في مفاوضات غزة في الأيام الأخيرة “يعود إلى الصيغة القطرية الجديدة”.
وتعتقد مصادر أميركية وإسرائيلية أن حماس لن توافق على صياغة الاقتراح الأخير الذي قدمه ويتكوف، وبالتالي فإن “الاتفاق لن يكون ممكناً إلا إذا اتفقت الولايات المتحدة وإسرائيل على صيغة مختلفة بشأن نهاية الحرب”.
في هذه الأثناء، أفاد مصدر مطلع على تفاصيل المفاوضات، الثلاثاء، أن الأميركيين أعربوا عن تفاؤلهم بشأن التوصل إلى اتفاق، بل ولمسوا “مرونة” من جانب حماس بشأن الضمانات لإنهاء الحرب، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.
وقال مصدر مطلع على المفاوضات لرويترز إن الولايات المتحدة عرضت على حماس ضمانات إضافية “في شكل خطوات قد تؤدي إلى إنهاء الحرب في غزة”.
في مايو الماضي، اقترح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، مصحوبًا بانسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة وزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع الممزق بالحرب. في المقابل، سيتم الإفراج عن عشرة أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثة على دفعتين، مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين.
وقد وافقت إسرائيل على هذا الاقتراح، في حين رفضته حماس لأنه لم يتضمن “وقف إطلاق نار دائم، أو انسحاب شامل من قطاع غزة، أو ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة” – وهي الشروط التي رفضتها حكومة الاحتلال.
ترامب يحث نتنياهو على إنهاء الحرب
وفي مكالمة هاتفية متوترة استمرت 40 دقيقة يوم الاثنين، أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يجب عليه إنهاء الحرب في قطاع غزة بشكل دائم، وفق ما ذكر التلفزيون الإسرائيلي الثلاثاء.
في السياق نفسه، صرّح مصدر مطلع للقناة 12 الإسرائيلية أن ترامب قال لنتنياهو بوضوح: “أريدك أن تُنهي الحرب. لقد استنفدت نفسها”. ورأى الرئيس الأمريكي أن اقتراح ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا في قطاع غزة “غير كافٍ”، ولكن يجب تحقيق “إنهاء الحرب وتبادل الأسرى” معًا.
وبحسب تقارير إسرائيلية نقلتها صحيفة تايمز أوف إسرائيل، أبلغ ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن “إنهاء الحرب في غزة من شأنه أن يساعد المفاوضات النووية الجارية مع إيران ومحادثات التطبيع مع المملكة العربية السعودية”.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في وقت لاحق أن نتنياهو عقد اجتماعا مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر وأعضاء فريق التفاوض “لمراجعة الوضع الحالي للإطار الخاص بإطلاق سراح السجناء ومناقشة الخطوات التالية”، بحسب الصحيفة.
