حوار| النائب عبدالمنعم إمام رئيس حزب العدل: لم نحسم موقفنا من قائمة الأغلبية.. وجاهزون بـ80 مرشحا فرديا

• كل السيناريوهات مفتوحة… والقائمة المطلقة خلقت ميراث المقاعد.
• تعيش مصر حالة من الأزمات منذ عام 1952. وبسبب موقعها الجغرافي، تتأثر البلاد بكل الأزمات التي تحدث حولها.
• ينبغي استخدام التمثيل النسبي لأنه يمثل السكان بشكل أفضل ويمنع فقدان الأصوات.
• نرحب بالتنسيق غير المشروط وحتى المفرط مع حركة المواطنين.
في ظل المداولات الانتخابية وتشكيل التحالفات السرية استعدادا للانتخابات البرلمانية، كشف عبد المنعم الإمام رئيس حزب العدل في حوار مع الشروق عن استراتيجية حزبه الذي يشارك في تحالف المسار الديمقراطي مع الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وحزب الإصلاح والتنمية.
في المقابلة، تحدث إمام عن نظام القائمة المطلقة، الذي يراه أداةً لتجميد العملية السياسية ونقل المناصب الموروثة. وأكد أن الجمهورية الجديدة بحاجة إلى أفكار جديدة ومنافسة مفتوحة. وبينما انتقد سيطرة الأغلبية على قواعد اللعبة السياسية، إلا أنه لم يتخذ موقفًا واضحًا بعد بشأن التحالف الانتخابي معها، مؤكدًا أن جميع الاحتمالات واردة.
مغلق تماما
يعتقد إمام أن القائمة المُغلقة والمُطلقة تُؤدي إلى جمود سياسي. ويقول: “تُستخدم في الدول التي تمر بمراحل انتقالية صعبة كالحروب والإرهاب والكوارث الطبيعية”. وحول وجود بعض هذه العوامل في مصر وتأثيرها على العملية السياسية، قال: “مصر في وضعٍ مُحرج منذ عام ١٩٥٢. الضغط يتزايد ويتناقص، لكن مصر، بحكم موقعها، مُعرّضةٌ للتأثر بكل أزمةٍ حولنا”.
يستذكر زعيم حزب العدالة حكم الإخوان وتداعياته قائلاً: “لأول مرة في تاريخنا الحديث، واجهنا صراع هوية. لذا، كان عام 2013/2014 لحظة استثنائية، تلتها حرب على الإرهاب – ليس فقط ضد الإرهاب الديني، بل أيضاً ضد تدمير الدولة. كان من الطبيعي أن نقبل بوضع استثنائي. لكن الآن استقرت الدولة واستعادت قوتها، والرئيس يُعلن شعار الجمهورية الجديدة. من المستحيل أن نفهم أن الجمهورية الجديدة تتكون فقط من المباني والشوارع، لكنها بالتأكيد تتكون من السياسة والفكر والتقدم والتكنولوجيا”. وتابع: “كنا ننتظر قانوناً يُمهد الطريق للمنافسة ويكشف عن توازن القوى الحقيقي”.
ردًا على المخاوف بشأن تطبيق نظام التمثيل النسبي، وخاصةً احتمال تقويض النظام الانتخابي من قِبل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، قال الإمام: “الجمهور اليوم على دراية تامة بهذا الأمر ويرفض هذا النموذج. لا يوجد أي تعاطف مع الإخوان المسلمين اليوم. بل على العكس، يُكنّ الكثيرون استياءً تجاه هذه التجربة”.
فيما يتعلق بتأثير الضغوط الاقتصادية الحالية على المصريين وخياراتهم السياسية، قال: “حتى في ظل هذه الظروف، يرفض المصريون جماعة الإخوان المسلمين. يتقدم أحدهم مرارًا وتكرارًا للحديث عن المصالحة، ونرى الناس يثورون على هذه الفكرة”. وأكد على أهمية نظام التمثيل النسبي، إذ يُمثل السكان تمثيلًا أفضل ويمنع فقدان الأصوات، على عكس النظام المطلق الذي يُكرس مبدأ التوريث.
الحصة ليست عذرا
يرفض إمام الكوتا الدستورية باعتبارها عائقًا أمام تطبيق نظام التمثيل النسبي، معتبرًا إياها غير مقنعة. ويوضح أن مجلس الشيوخ لديه حصة ١٠٪ فقط للنساء. “من الممكن الإبقاء على نظام القائمة المطلقة على مستوى المحافظات، بدلًا من القطاعات الكبيرة. هذا من شأنه أن يعزز المنافسة ويقلل من الشعور بأن النتيجة حتمية”.
وشدد على ضرورة بدء مرحلة جديدة: “يجب أن نثق في قدرتنا على خلق مساحة للعمل السياسي وتنوع أكبر. في ضوء موقف مصر الحاسم والواضح بعد 7 أكتوبر، نحتاج إلى هيكل داخلي أقوى، ويجب أن يشعر الناس بأن البرلمان يمثلهم بشكل أقوى”. في ظل الوضع الراهن، يعتبر الناس الانتخابات شبه محسومة.
حجم الأغلبية
دعا الإمام إلى إنشاء هيكل سياسي لتنظيم العملية الانتخابية، قائلاً: “لا ينبغي أن تخضع قوانين الانتخابات لحسابات الأغلبية والأقلية في كل دورة انتخابية”. وأكد أن العكس هو الصحيح حاليًا، إذ قدمت الأغلبية مشروع القانون، رغم أنها قالت في الحوار الوطني: “نحن منفتحون على جميع الآراء”.
وتابع: “أتذكر أنه خلال الجلسة المغلقة للحوار الوطني، قال حزب مستقبل وطن: سنوافق على أي شيء إذا وافق الشعب”. ونظرًا لعدم التوصل إلى اتفاق بشأن النظام الانتخابي خلال الحوار الوطني، وبقاء النظام الحالي قائمًا مع تغييرات محدودة في توزيع الدوائر الانتخابية، قال إمام: “لم يُفضِ الحوار إلى اتفاق، ولذلك تعمل كل أغلبية على نظام يناسب مزاجها للاستفادة منه، وهذا غير منطقي”.
وفيما يتعلق باستعدادات حزب العدالة للانتخابات المقبلة، قال: “نشرنا استمارات الترشيح في نوفمبر الماضي، وشكلنا لجنة لدراسة الدوائر الانتخابية وتحديد المجالات التي يمكن التنافس فيها. أعتقد أن لدينا شبابًا متحمسين للترشح على المقاعد الفردية. نتحدث عن 80 مرشحًا فرديًا على الأقل”.
وأكد وجود تصويت على المقاعد الفردية، وتنسيق سياسي وانتخابي عام بين حزب العدالة وحلفائه في تحالف المسار الديمقراطي. كما لم يستبعد التعاون مع أحزاب خارج التحالف، مثل الحركة المدنية.
علّقت حركة المواطنين عضوية حزب العدالة بسبب خلافات قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة. ومع ذلك، يقول: “نحن منفتحون على التنسيق الفردي مع من يرغب، دون شروط أو مبالغة”.
ويشير إلى أن تشكيل تحالف مع أي حزب أو جماعة ليس نتيجة قرار شخصي من جانبه كزعيم للحزب: “لدينا ممارسة ديمقراطية حقيقية، ولا يمكنني الدخول في تحالف بناءً على قرار شخصي. يجب أن أتوجه بنفسي إلى المجلس الأعلى”.
وضع غير واضح
وفيما يتعلق بالموقف من قائمة الأغلبية، قال إمام: “جميع السيناريوهات مطروحة، والمؤسسات الحزبية ستتخذ القرار. لم نقرر بعد ما إذا كنا سنشارك في قائمة الأغلبية، أو سنشكل قائمة مع شركائنا في تحالف المسار الديمقراطي، أو سنقتصر على التنافس على المقاعد الفردية”.
رغم أن الترشح منفردًا قد يكون مكلفًا، وقد يكون الحزب بلا تمثيل في البرلمان القادم، كما كان الحال عام ٢٠١٥، إلا أن إمام قال: “هذا جزء من العمل السياسي. أؤمن إيمانًا راسخًا بأهمية المشاركة والحضور في البرلمان، إذ يتيحان تأثيرًا كبيرًا وحضورًا قويًا. لكن في النهاية، أنا أمثل مؤسسة، ونحن نحترم رأي مؤسسات الحزب وشركائنا”.
وحول ما تردد عن تلقي الحزب عروضًا للمشاركة في القائمة الموحدة مقابل خمسة أو سبعة مقاعد، قال إمام: “لم يحدث ذلك. هذه أول مرة أسمع بهذا. وحتى الآن، لم نتلقَّ أي التزامات بشأن مقاعد محددة”.
في ختام المقابلة، أكد إمام أنه لعب دورًا تشريعيًا ورسميًا واضحًا كعضو في البرلمان: “لقد توليتُ مسؤولياتٍ عامةً مهمة، وعملتُ بجهدٍ في اللجان، وعدّلتُ العديد من مشاريع القوانين. في بعض اللجان، شهدت بعض مشاريع القوانين جدلًا حادًا، مثل مشروع قانون ضرائب الدولة الذي رُفض”. وأضاف: “في نهاية المطاف، أنا مُصلحٌ يُدرك حجم التحديات التي تواجه البلاد. وفي الوقت نفسه، كان من الممكن عمليًا أن تكون الأمور أفضل”.