أشرف سنجر: خلاف ترامب وإيلون ماسك يعكس صراع الدولتين العميقتين في أمريكا

قال الدكتور أشرف سنجر، خبير العلاقات الدولية، إن الخلاف الأخير بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورجل الأعمال البارز إيلون ماسك ليس مفاجئًا. فهو يمثل صراعًا بين تيارين متجذرين داخل الولايات المتحدة: أحدهما يمثله ترامب والحركة المحافظة، والآخر تمثله نخبة التكنولوجيا في وادي السيليكون.
وفي تصريحات خاصة، قال سينجر إن “الطلاق” السياسي بين ترامب وماسك كان نتيجة طبيعية للرؤى المختلفة بين المجموعة السياسية لترامب، التي تسعى إلى الهيمنة باستخدام أدوات الدولة العميقة، ومجموعة التكنولوجيا التي يمثلها ماسك، والتي ترى نفسها الآن في دور سياسي مؤثر.
وأضاف أن ترامب خفض مؤخرًا التمويل الفيدرالي لولاية كاليفورنيا، وهي حاضنة رئيسية لنخبة التكنولوجيا، مما يعكس التوترات المتزايدة بين الجانبين. وتابع: “ارتبط صعود ترامب بقدرته على توحيد قوى متباينة بطبيعتها، مثل الرأسماليين التقليديين والتكنوقراط. ولكن مع مرور الوقت، ومع عدم الوفاء بالوعود، بدأ الخلاف يشتعل مجددًا”.
وأشار إلى أن الصراع بين ترامب وإيلون ماسك ليس مجرد خلاف شخصي، بل هو تعبير عن صراع بين رؤيتين لمستقبل الولايات المتحدة. وأضاف: “يرى ماسك أمريكا من منظوره الخاص، وهي رؤية مختلفة تمامًا عن رؤية ترامب أو حتى الديمقراطيين”.
وأشار إلى أن هذا الصراع أنتج ثلاث قوى متعارضة على الساحة الأميركية: حركة ترامب المحافظة، والحركة الديمقراطية الليبرالية، والنخبة التكنولوجية التي تريد الآن أن تلعب دورا سياسيا مباشرا.
وحذر من أن ماسك قد يدفع ثمن هذا الصراع: “يتمتع الرئيس ترامب بحصانة سياسية وتشريعية وشعبية واسعة، بينما ماسك، رغم ثروته، لا يزال خاضعًا لقرارات الدولة وسلطاتها. في نهاية المطاف، السياسة هي التي تحكم الاقتصاد، وليس العكس”.
واختتم سينجر حديثه زاعمًا أن إيلون ماسك تجاوز الحدود بإعلانه خلافه مع ترامب علنًا على منصات التواصل الاجتماعي. وأضاف: “ترامب لا ينسى خصومه، وقد تكون لهذه المواجهة عواقب وخيمة على مستقبل ماسك السياسي والاقتصادي”.