تفاصيل جديدة عن ميليشيا “أبو شباب”: سلحتها إسرائيل وتساند جيش الاحتلال في غزة

كشفت تقارير صحفية أن إسرائيل تقوم بتزويد جماعة فلسطينية مسلحة في قطاع غزة تعرف باسم أبو الشباب بالأسلحة في محاولة لزعزعة استقرار حكم حماس، بحسب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
أفادت التقارير بتسليم بنادق ومسدسات لهذه الميليشيا. وتُتهم هذه المجموعة بنهب المساعدات الإنسانية، ويُقال أيضًا إنها مرتبطة بتنظيم داعش.
وتتمركز المجموعة شرق رفح وتعمل في منطقة خاضعة للسيطرة المباشرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، ما يوحي بأنها تعمل بموافقة ضمنية من إسرائيل.
وتأتي هذه المعلومات في وقت تسعى فيه إسرائيل إلى تقويض سيطرة حماس على سكان قطاع غزة من خلال آلية جديدة وتحديات لتوزيع المساعدات وتصعيد حملتها العسكرية.
وتتهم مجموعة أبو شباب، التي تضم أعضاء من قطاع غزة ويقودها ياسر أبو شباب، بالتورط في تهريب المخدرات والأسلحة، بما في ذلك عبر الطائرات بدون طيار.
وبحسب تقارير إعلامية محلية، فإن المجموعة تضم نحو 100 مسلح، وبحسب صحيفة التلغراف البريطانية، فإنها تطلق على نفسها الآن اسم “جهاز مكافحة الإرهاب”.
وكشف عن هذه المعلومات أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق والمنافس السياسي لنتنياهو، حيث اتهم الحكومة بتسليح عصابات إجرامية مرتبطة بتنظيم داعش.
أقرّ نتنياهو بالأمر قائلاً: “بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، قمنا بنشر بعض العشائر في غزة المعارضة لحماس. ما العيب في ذلك؟ إنه أمرٌ جيد. إنه يحمي أرواح جنود جيش الدفاع الإسرائيلي”.
ومع ذلك، حذر بعض السياسيين ووسائل الإعلام الإسرائيلية من أنه لا يوجد ما يضمن أن هذه الميليشيا لن تستخدم الأسلحة لاحقًا ضد الجيش الإسرائيلي، خاصة في ضوء تاريخ إسرائيل المختلط في تسليح الفصائل الفلسطينية لتحقيق أهداف قصيرة الأجل.
وقال يائير جولان، زعيم الحزب الديمقراطي المعارض، على منصة إكس: “نتنياهو، الذي نقل مليارات الدولارات في حقائب نقدية إلى حماس قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، معتقداً أنها “أصول استراتيجية”، يروج الآن لمفهوم جديد خطير: تسليح ميليشيا في قطاع غزة مرتبطة بتنظيم داعش”.
وأضاف: “نتنياهو يُشكل تهديدًا لأمن إسرائيل. هذا ليس خطأً، بل نهجٌ مُمنهج. إنه يُضحي بأمن إسرائيل من أجل البقاء في السلطة ليومٍ آخر”.
من جانبه نفى ياسر أبو شباب أن تكون مجموعته حصلت على أسلحة من إسرائيل ووصف هذه الاتهامات بأنها “كاذبة وتهدف إلى تشويه مبادرة شعبية لمحاربة الظلم والسرقة والفساد”.
لكن أفراد عائلته نشروا على مواقع التواصل الاجتماعي أنهم صُدموا بما كشفته المقاومة: “لقد فوجئنا كغيرنا بالفيديوهات التي تداولتها المقاومة. إنها تُظهر كيف تعمل مجموعات ياسر في إطار أمني خطير، بل وتعمل ضمن وحدات سرية، وتدعم قوات الاحتلال الصهيوني التي تقتل أبناء شعبنا بوحشية”.
وأضافوا: “نؤكد رفضنا عودة الجاسر إلى أسرته، ولا مانع لدينا من تصفيته فورًا من قبل المحيطين به، ونقول إن دمه حلال”.
ونشرت صحيفة هآرتس، الخميس، صورا التقطتها الأقمار الصناعية قالت إنها تظهر نشاطا متزايدا لمجموعة أبو الشباب في المنطقة التي تسيطر عليها القوات الإسرائيلية.
يشار إلى أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) يحتفظ منذ فترة طويلة بعلاقات مع بعض العصابات سواء في قطاع غزة أو في الخارج.
وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن قرار تسليح المجموعة لم يمر عبر مجلس الوزراء الأمني، وهو الإجراء المعتاد في مثل هذه الحالات، بل بادرت إليه أجهزة الأمن ووافق عليه نتنياهو مباشرة.