لأول مرة طائرة مسيرة تحلق فوق الحجاج.. كيف يوفر الدرون صقر موسم حج آمن؟

تستضيف المملكة العربية السعودية كل عام أعظم حدث تاريخي في حياة الأمة الإسلامية، وهو موسم الحج، حيث يتوافد ملايين الحجاج من مختلف أنحاء العالم إلى الأراضي المقدسة لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام.

خلال موسم حج عام ٢٠٢٥، سيتوافد نحو مليون ونصف المليون حاج إلى الأراضي المقدسة في آن واحد لأداء مناسك الحج. وسيتشاركون مساحةً تبلغ حوالي ٣٣ ألف كيلومتر مربع تضم المشاعر المقدسة. وهذا يتطلب تنظيمًا عالي المستوى، وتوفير جميع وسائل الراحة، وتطبيق جميع الإجراءات الأمنية اللازمة لضمان أداء الحجاج مناسكهم بسلام وأمان.

في إطار التزامها بتقديم أفضل خدمة ممكنة لحجاج بيت الله الحرام، واتخاذ كافة احتياطات الصحة والسلامة، وتقليل المخاطر التي قد تضر بعدد الحجاج، أطلقت هيئة الدفاع المدني السعودي رسمياً طائرتها المسيرة “صقر” المتطورة والمجهزة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم عمليات الإطفاء والإنقاذ خلال موسم حج 1446هـ/2025م.

في هذا التقرير نستعرض أهم مميزات طائرة صقر بدون طيار، والمهام التي ستقوم بها خلال موسم الحج، وكيف ستضمن موسم حج آمن، بحسب الحساب الرسمي للدفاع المدني السعودي على فيسبوك.

الوصول إلى المناطق الخطرة أو التي يصعب الوصول إليها

طائرة “صقر” المسيرة جزء من أنظمة الاستجابة المُحسّنة للوكالة، المُصممة لحالات الطوارئ في المناطق عالية الخطورة أو التي يصعب الوصول إليها. ووفقًا لموقع “إليستير” الفرنسي، تستطيع هذه الطائرات الوصول إلى المناطق التي تنقطع فيها الاتصالات التقليدية بسبب الحرائق.

انتشار سريع

تُعد حرائق خيام الحجاج من أكثر الحوادث شيوعًا خلال موسم الحج. ويزداد الوضع تعقيدًا بسبب كثرة الخيام المتراصة، والتي غالبًا ما تكون متلاصقة. هذا قد يؤدي إلى انتشار الحرائق بسرعة. وهذا يُبرز الحاجة إلى نظام ذكي لمكافحة الحرائق. تتميز طائرات “صقر” المُسيّرة بقدرات إطفاء حرائق وأنظمة إنقاذ متعددة الأغراض.

وفقًا لموقع JOUAV الإلكتروني، تُمكّن طائرات مكافحة الحرائق المسيّرة من الانتشار السريع في المناطق التي يصعب الوصول إليها، وعبور المساحات الضيقة، والتحليق فوق العوائق. كما أنها تصل إلى ارتفاعات يصعب على رجال الإطفاء الوصول إليها، مما يُسهّل احتواء الحرائق.

تحمي طائرة “صقر” المسيرة رجال الإطفاء من المخاطر. ووفقًا لـ IPCS GLOBAL، تُمكّن الطائرات المسيرة من تقييم مدى انتشار الحريق والأضرار الناجمة عنه جوًا باستخدام أسطول من الطائرات المسيرة. وهذا يُتيح لرجال الإطفاء رؤية دقيقة للحريق قبل دخول المبنى، مما يضمن سلامتهم ويُحسّن قدرتهم على اتخاذ قرارات مدروسة.

مجهزة بكاميرات التصوير الحراري

طائرة صقر المُسيّرة مُزوّدة بكاميرات تصوير حراري لتحديد الأهداف وسط الدخان. ووفقًا لموقع إليستير الفرنسي، ترصد كاميرا التصوير الحراري الحرائق من خلال التقاط الحرارة المُولّدة منها بواسطة مُستشعراتها. يُمكّن هذا الكاميرا من تحديد الأشخاص المُعرّضين للخطر وإنقاذهم بسهولة. كما تُتيح هذه التقنية تحديد النقاط الساخنة في المبنى، والتي يُمكن إخمادها للحد من انتشارها واحتواء الحريق في مراحله الأولى.

تستطيع طائرة صقر المسيرة العمل بشكل متواصل على ارتفاعات عالية لمدة تصل إلى ١٢ ساعة، وتحمل حمولة تزن حوالي ٤٠ كيلوغرامًا. كما أنها مزودة بنظام متعدد الأغراض لمكافحة الحرائق، وأنظمة إنقاذ، ومراقبة، وأمن، ويمكنها إجراء بث مباشر في الموقع، والاتصال بمركز القيادة والتحكم.